عسر الهضم هو اضطراب متمركز في الجزء العلوي من المعدة، ويظهر علي شكل الم وضيق، انتفاخ، شعور بالشبع والامتلاء التجشؤ، الامساك، الشعور بحرق، الغثيان والقيء، ويكون هذا الاضطراب، في اغلب الاحيان مزمن، وهذه مشكلة شائعة يعاني منها حوالي 7% من السكان في الدول النامية. يمكن أن تظهر أعراض عسر الهضم كلها او جزء كبير منها، وقد تكون الاعراض خفيفة مع تاثير طفيف جدا، علي جودة الحياة ومسارها الطبيعي, بينما قد تكون، احيان اخري، حادة جدا الي درجة المس بشكل كبير بجودة الحياة والاداء اليومي. تعددت أسباب المرض ومنها : اضطرابات في عمل المعدة الحركي، وخاصة تاخر وبطء اخلاء الطعام من المعدة، خلل في نظام تاقلم وملاءمة المعدة للغذاء الداخل اليها، فرط حساسية المعدة في كل ما يتعلق ببث الشعور بالالم، عوامل نفسية، مثل الميل الي الاكتئاب، او الميل الي القلق، مما يمكن ان يفاقم الشعور بالمرض، والناتج عن الاعراض. اذا لم يكن هنالك اعراض حادة تثير القلق، مثل فقدان الوزن، صعوبات في البلع، وخاصة اذا كان المصاب دون سن ال 45 عاما، فليست هنالك حاجة الي اجراء اختبارات خاصة من اجل التشخيص، وفي حالات اخري، قد يري الطبيب حاجة الي اجراء اختبارات للدم، فحوص تصوير للجهاز الهضمي العلوي أحيانا لا نحتاج الي علاج عسر الهضم وقد يكون تبديد التوتر والمخاوف علاجا كافيا، اما في الحالات الاصعب، فان الادوية التي تعادل، او تقلل، من افرازات احماض المعدة يمكنها ان تخفف الاعراض وتساعد الكثيرين من المرضي، وقد تم تجريب الادوية التي تعالج الامساك وتسرع من وتيرة افراغ المعدة، لكن فاعليتها لا تزال موضع شك. يؤمن الباحثون بان حل هذه المشكلة يكمن في الادوية التي تؤثر علي حساسية المعدة وعلي قدرة جدار المعدة علي التكيف والارتخاء، وهنالك عدد من الادوية ذات هذه الخصائص التي لا تزال، اليوم، موضع بحث واختبار.