قال مصدر معارض - أمس الأربعاء - إن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تقدم بعرض جديد للمحتجين المطالبين بتنحيه، واقترح أن يستمر في منصبه حتي موعد إجراء الانتخابات مع نقل صلاحياته لحكومة انتقالية. وتقدم علي عبد الله صالح بالعرض - في اجتماع مساء الثلاثاء - مع محمد اليدومي رئيس حزب الاصلاح الإسلامي. وصرح متحدث باسم المعارضة أنها المرة الأولي التي يتعامل فيها صالح مع حزب الإصلاح الذي كان شريكا في حكومته من قبل. وقال مصدر من المعارضة عن عرض صالح: "يمكن أن تختار المعارضة رئيس الحكومة الذي تريده وستجري انتخابات برلمانية بحلول نهاية العام". وتابع أن المعارضة لازالت تناقش العرض. وأصدر أعضاء ائتلاف للجماعات المعارضة، يطلق علي نفسه شباب الثورة، بيانا - الأربعاء - يعلنون فيه أنهم لن يبرحوا مكانهم أمام جامعة صنعاء حتي إزاحة صالح وأنصاره من السلطة. وطالب البيان بتشكيل مجلس رئاسي مؤقت من خمسة أعضاء ذوي خبرة ونزاهة لإدارة شئون البلاد لفترة انتقالية مدتها ستة أشهر، وأضاف أن المجلس ينبغي أن يعين تكنوقراطيا ليشكل حكومة مؤقتة. كما دعا لمحاكمات للفاسدين واستعادة الممتلكات العامة والخاصة المنهوبة والإفراج عن السجناء السياسيين وحل قوات أمن الدولة وإلغاء وزارة الاعلام، وهي الخطوات التي اتخذت في تونس ومصر بعد انتفاضتين مماثلتين أطاحتا برئيسي البلدين. ودعا البيان لحوار بشأن شكاوي الشيعة في الشمال والجنوبيين الذين يميلون للانفصال. وأعلن المعارض اليمني حميد الأحمر، وهو من الشخصيات القبلية المهمة وينتمي لحزب الإصلاح، أنه بإمكان حزب الإصلاح والمعارضة معالجة قضية المتشددين أفضل من صالح الذي لم تكن حكومته جادة في قتالهم. وقال الأحمر إنه يعتقد أنه بإمكان اليمنيين أن يحرروا بلادهم من الإرهاب في غضون أشهر. ويري أنه يتعين علي الولاياتالمتحدة والدول الاوروبية أن تطالب مباشرة برحيل صالح. وذكر أنه ينبغي عليهم أن يقوموا بما فعلوه في مصر، وليس ما يقومون به في ليبيا، مشيرا الي أنهم في اليمن يرون أن دعما مثل الذي حدث في مصر سيكون كافيا لوضع حد للأمور. ويشك محتجون وأحزاب معارضة بأن حوادث الانفلات الأمني مؤامرات من الحكومة لتظهر للقوي الأجنبية ان صالح هو الرجل القوي الذي يمكنه منع تفكك البلاد. وسيطر إسلاميون علي بلدة في محافظة ابين بوسط البلاد، بعد أن تركتها قوات الأمن الحكومية .وغادر محافظا الجوف وصعدة في الشمال أيضا، مما دفع اللجان الشعبية التي تدعم حركة الاحتجاج للتدخل. وحملت المعارضة صالح المسئولية عن وجود الجماعات المتشددة، ومنها تنظيم القاعدة في بلدة جعار بمحافظة أبين، حيث سقط 140 قتيلا علي الأقل في انفجار في مصنع ذخيرة. وقال صالح إن اليمن يمكن أن ينزلق إلي صراع مسلح ويقسم علي أساس إقليمي وقبلي إذا ترك السلطة علي الفور. وتعهد صالح - الذي بدا أحيانا تصالحيا وأحيانا أخري متحديا - بعدم تقديم أي تنازلات أخري للمعارضين المطالبين برحيله بعد 32 عاما من حكم الفرد. وتجري المحادثات وراء الكواليس منذ أيام. وهذا الأسبوع اقترح حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح تشكيل حكومة جديدة لتفعيل عرض الرئيس وضع دستور جديد قبيل انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة. وقال صالح في فبراير إنه لن يخوض انتخابات الرئاسة مرة أخري بعد انتهاء ولايته في 2013 . وتقول المعارضة إنها تعتقد أن صالح يناور لتجنب فرض قيود علي أنشطة أفراد عائلته السياسية في المستقبل والحصول علي ضمانة بأنهم لن يحاكموا بتهمة الفساد. ومن بين الأفكار التي طرحت، استقالة صالح واللواء علي محسن وهو قريبه وحليفه السابق، وكان ينظر إليه علي أنه ثاني أقوي رجل في البلاد، فضلا عن تسليم صالح السلطة لنائب جديد للرئيس.