قال المركز اليمني للاستراتيجية والإعلام أن ميليشيات جماعة الحوثيين وحليفهم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح تبنوا خلال الأيام الماضية استراتيجية جديدة في المعارك الدائرة في اليمن مع قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني والتحالف العربي لتأخير الحسم في العاصمة صنعاء. وقال المركز - في تقرير له حول التطورات الحالية علي جبهات القتال - إن هذه الاستراتيجية تركز علي نقل المعارك الي مناطق الأرياف وإعادة التمركز علي قمم الجبال المطلة علي بعض المدن والمناطق الاستراتيجية التي تسيطر عليها المقاومة والتحالف في محاولة لتوسيع رقعة المعركة ولجر التحالف والمقاومة الي معركة استنزاف نظرا لطبيعة تلك المناطق ذات التضاريس الوعرة والتي سبق لجماعة الحوثيين التدرب جيدا علي القتال في مناطق مشابهه لها من خلال الحروب الستة التي جرت في صعدة مع خصمها القديم وحليفها الحالي صالح. وأوضح المركز أن هذه الخطة بدأ تنفيذها منذ شهر تقريبا حينما توغلت قوات الميليشيات في مناطق ريفية تابعة لمحافظة تعز ومناطق تابعة لمحافظة لحج كمديرية القبيطة وسيطرت قبل أيام علي قمة جبل نقيل الوزف وجبل الياس في مديرية القبيطة والمطلة علي منطقة كرش الاستراتيجية وقاعدة العند الجوية بمحافظة لحج وقامت بنصب قواعد لصواريخ الكاتيوشا هناك في محاولة لتهديد سيطرة التحالف والمقاومة الجنوبية علي تلك المناطق. وأضاف التقرير الدوري الصادر عن دائرة الشئون العسكرية والسياسية بالمركز أن استراتيجية الميليشيات عملت علي تنشيط جبهات سابقة و فتح جبهات جديدة في الأطراف الشمالية والغربية للجنوب كجبهة كرش والمضاربة في ناحية الصبيحة بمحافظة لحج وجبهة دمت بمحافظة الضالع وذلك بهدف ابقاء مدينة عدن تحت التهديد ولإعاقة عملية تطبيع الحياة فيها بشكل كامل.. ويتم هذا العمل العسكري بموازاة العمل التخريبي للخلايا النائمة لهم في عدن ومناطق الجنوب الأخري. وأشار إلي أن الميليشيات تعمل كذلك علي تركيز انتشارها ومعاركها هذه الأيام في مناطق وسط اليمن في تعز وإب والبيضاء وأطراف من محافظتي الضالع ولحج الشمالية والغربية بهدفين جر التحالف والمقاومة الي مناطق ريفية وعرة التضاريس وتشتيت جهودهما وإشغالهم بالمعارك في هذه المناطق عن المعارك في مأرب والجوف وعمران وهي مناطق مهمة إذا ما حسمت فيها المعارك لصالح التحالف والمقاومة فإن الهدف القادم سيكون العاصمة صنعاء.. وأكد أن الميليشيات تهدف من كل هذه الخطط الي تأجيل معركة الحسم في صنعاء والتي تشير التوقعات إلي أنها باتت وشيكة. وطالب المركز في تقريره التحالف العربي والمقاومة بعدم السير خلف الجبهات العديدة التي تحاول الميليشيات فتحها في مناطق وسط اليمن واعتماد استراتيجية دعم رجال القبائل والمقاومة التي تتشكل هناك بالسلاح وتنفيذ طلعات جوية علي تلك المناطق والتركيز بشكل كبير علي المعارك الرئيسية في مدينة تعز وما تبقي من محافظة مأرب وعمران نظرا لما يمثله حسم المعارك في هذه المدن والمناطق من فرص كبيرة لحسم معركة صنعاء وإعلان انتصار التحالف العربي والمقاومة في معركتهما علي المشروع الفارسي في اليمن. وأضاف أن أمام التحالف العربي مهام عديدة في اليمن لا تقتصر فقط علي العمل العسكري بل هناك مهام تنموية وإنسانية وإعادة تطبيع الحياة في المدن المحررة وبناء وتأهيل مؤسسات وأجهزة الدولة ومحاربة الإرهاب وكل هذه المهام هي منظومة متكاملة تحاول الميليشيات ومن خلفهما إيران إفشالها بكل الوسائل والطرق للإبقاء علي حضورها في بعض المناطق. يذكر أن مركز 'مسارات' للاستراتيجية والإعلام هو منظمة يمنية غير ربحية أنشيء في يناير 2014، ويتخذ من محافظة عدن جنوبي البلاد مقرا له.