كثيرون من الجماعات المدفوعة للحروب مغيبون يتبنون أفكاراً مضللة ومدفوعون بدوافع نفسية غير سوية ويؤمنون بمعتقدات دينية خاطئة.. هؤلاء يستغلهم الأعداء بعمل مسح مخ اوتضليل لهم، ليتوجهوا بأفكارهم بشكل متطرف يخدم مصالح العدو في النهاية.. وللإعلام دور كبير في صنع تلك الدوافع والأفكار وكذلك في إصلاحها وتهدئة الأمور وكشف الحقائق مما يكون له بلا شك أكبر الأثر في التوعية والإقناع، ومن ثم في توفير الصراعات والحروب. يقولون في الجيش مقولة صائبة جداً.. بأن ' العرق في التدريب يوفر الدم في المعركة '.. وأنا أضيف أن تنوير العقول بالإعلام الواعي يوفر أكثر الدم في المعركة.. فالحروب الآن تشتعل والفتن توقظ بدوافع فكرية مغلوطة يتبناها الأعداء ويعملون علي تغذيتها باستخدام عملائهم ممن يستمع إليهم الناس خصوصاً من الإعلاميين والكتاب وشيوخ الفتنة.. كذلك كشف مؤامرات الحكام للشعوب يوقفهم ويحرجهم أمام شعوبهم عما ينوون أن يفعلوه.. واعلم انك كلما رأيت الإعلام فاسدا بأن العدو نجح في اختراقه والتحكم به لتخريب المجتمع.. إذن الإعلام سلاح وقوة مسلحة ناعمة خطيرة وهو أول الأدوات الناعمة لحرب المعلومات وغزو العقول و لنشر الفكر المتطرف و الإرهاب لأكبر عدد ممكن من الأشخاص كوسيلة حديثة للعدو من اجل تفكيك الدول كما يفعلون بدول الشرق الأوسط وتقسيم المجتمع الي طوائف وجماعات دون استخدام الحل العسكري عن طريق القوات المسلحة الصلبة التي انهكت العدو مثلما حدث بأميركا بعدما واجهت صعوبات عديدة داخل العراق.. هذا يجعلنا لابد ان نفيق ونراقب مايحدث في إعلامنا ونواجهه.. ونعيد استخدام الإعلام لصالح الوطن و العمل نفسياً ودينياً بالإعلام علي إصلاح كل المفاهيم المغلوطة. الحرب الآن بالقوة الذكية وهي مزيج بين القوة الناعمة 'فكرية كالإعلام ' والقوة الصلبة 'اقتصادية وعسكرية' في استراتيجية فاعلة كما عرفها جوزيف ناي. التطرف الفكري هو تبني فكرة معينة والتعصب لها وغالباً تكون أفكار غير معتادة.. ويقود أصحاب هذه الأفكار متطرفون ديكتاتوريون يكون مبدأهم 'نفذ ولا تناقش ' من أجل أن يتم تضليلهم جيداً باستخدام الفكر والثقافة والإعلام والتكنولوجيا للمحبطين والمخدوعين والمرتزقة لذلك علاج هذا التطرف بأن نناقش ونواجه مايزعمون ووقف العنف والسلوك غير السوي عن طريق الإعلام. وغالباً مايكون المجتمع الذي يسود فيه الجهل والفقر والفراغ والبطالة والإحباط واليأس هو أنسب بيئة لانتشار التطرف الفكري بها فهم يستقطبون الشباب اليائس حديث السن قليل الخبرة والعلم المتدين ويملأون رأسه بأفكار متطرفة مثل ابن تيمية -حسن البنا- محمد عبد الوهاب-سيد قطب-ابن القيم ومعظمم لو بحثت عن اصولهم لوجدت لهم علاقة بالماسون ويوهمونه بأن هذا هو صحيح الدين. تشويه تام للدين مثلما يقولون ان البلاد التي لا تحكم بشرع الله دار كفر يجب قتالها إذن أين ماقال الله عز وجل في كتابه 'لا إكراه في الدين '، ويزرعون مفاهيم مغلوطة للشباب مثل تعريف الوطن عند سيد قطب بأن حفنة من تراب عفن.. يحولون الأرض الطاهرة المقدسة إلي أرض عفنة إننا نحتاج مرونة في التفكير مع الثقافة الواضحة لتبين الصحيح من الخطأ فلا يطفئ مصابيح العقل إلا جمود الفكر. مهم جدا التزامنا هويتا وعدم التأتير عليها.. يقول ابراهام لنكن الرئيس ال16 لأميركا إذا استطعنا أن نعرف مسبقا من نحن وإلي أين نتجه نستطيع ان نعرف مايجب أن نفعله وسوف نفعله. وقال جوزيف ناي وزير الدفاع الأميركي الأسبق إذا أرادت أميركا أن تبقي قوية فعلا فعليها أن تنتبه إلي قوتها الناعمة باستخدام القدرة علي الاستقطاب والإقناع الذي يأتي من تفوق قدراتنا الثقافية والاقتصادية والإعلامية والسياسية.. إذن تلك أفكارنا فلتفهم جيدا كيف يفكر عدوك لذلك المواجهة الفكرية بالفكر السليم هي السلاح ضد هؤلاء باستخدام الإعلام وبجذب الشباب لها بعيداً الفراغ الفكري والسياسي، وتعزيز دور المساجد والكنائس في التربية الدينية الصحيحة. * نجد المجتمع الدولي يتم استدراجه نحو الجيل الرابع من الحروب، حيث التكنولوجيا و الإعلام الإلكتروني والتواصل المجتمعي والفكر المتطرف والكراهية و الصراعات والعصابات و السلاح المتقدم والإرهاب.. مع استخدام الحروب بالوكالة لذلك نحن بحاجة إلي استراتيجية جديدة للإعلام صحافة و إذاعة و تليفزيون ودراما أيضا تتسم بالوعي والمهنية لمحاربة التطرف وهي بدورها الإيجابي ستؤثر في مواقع التواصل بالانترنت وفي المنابر وكل شئ حتي في المدارس، وإني أري أن الإعلامي معلم لجماهير مثلما يعلم المعلم طلابه.. وبذلك كاد الإعلامي أن يكون رسولاً مثل المعلم تماماً فلينقل إذن الرسالة كما يجب. * لابد أن يعلم كل عربي وكل مسلم أن أعداء الأمة من الصهاينة وأعوانهم هم أعداء للإسلام وللعرب في ظل صراع عربي إسرائيلي وفي ظل عنصرية دينية متطرفة تجعل للمتطرفين سواء اليهود او النصاري او المسلمين طموحات بالمنطقة بحجة الدين.. فلتعلم ذلك ولا تسمح لأحد بتشويه دينك العظيم.. ولتفكر دائما وتتطلع ولا تستسلم لما يبثونه لك من سموم فكرية.. إذا فهمت دين الإسلام جيداً لتبينت أن الإسلام هو الرحمة والحرية والسلام والمحبة والعزة...واتمني ان هؤلاء الذين أراهم يتحدثون باسم الإسلام ويقسمون أنفسهم شيعاً فنري الاخواني والسلفي والداعشي والوهابي والحوثي والشيعي والسني إلخ...... يتحدوا تحت راية واحدة وكفانا تمزيق وتشويه في أعظم ناموس من السماء.. ولنتعلم الإسلام من القرآن الكريم ومن السنة النبوية الشريفة المتفقة مع القرآن وليكن قدوتنا محمد رسول الله ولنتعلم من الإمام علي بن ابي طالب الذي هو من آل النبي ومن أصحابه وصهره عليه السلام ولنتعلم من الصحابة جميعا ولنتعلم أيضا من كل الرسل والأنبياء عليهم السلام.......لنكن أمة واحدة معتصمة بحبل الله ولا نتفرق ونظهر عظمة إسلامنا في سلوكنا ومواقفنا وليس في تفرقنا وتعصبنا وشجارنا.. فكل من يساعد في تشويه الإسلام وتفريق المسلمين لن يرحمه الله. * ليست أبدا الظلام والرجعية من الأديان بل جاءت الأديان لتخرج الناس من الظلمات إلي النور ومن الجهل إلي العلم فعلينا أن نقدم السماحة الحقيقية للأديان. 'يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَي اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ' واعلم كذلك ان أي مؤثر يوقع بينك وبين جيشك الذي مهمته الدفاع عن الوطن ومحاربة الأعداء هو عميل لهؤلاء الأعداء فإياك أن تستجيب مهما زينوا لك مبرراتهم. من ناحية أخري لمواجهة مخططات العدو لابد من القضاء علي الظلم الاجتماعي والفساد.. ولنعلم ان محاربة الفساد ضرورة لحماية الأمن القومي.. لوﻻ الفساد ماتجرأ الأعداء علينا واستغلوه لتمرير مؤامراتهم.. الفساد ﻻ يقل خطورة علي الوطن من اﻹرهاب كﻻهما من صنع وتدخل أعداء الوطن.... نريد مصر الطيبة خالية من الفساد ومن اﻹرهاب كي تصبح حقا ' أم الدنيا ' كذلك علي المجتمع أن ييسر الحﻻل للناس حتي يصعب عليهم الحرام خصوصا في أمور تكافؤ اﻷجور مع مستوي المعيشة وفي أمور الزواج والطﻻق.. فالصراعات داخل المجتمع تحبط الشباب و تخلق بيئة مناسبة أيضاً لتمرير مخططات العدو. يؤسفني ان اقول بكل ثقة إعلامنا الحالي فاسد وفاشل وهو لا يصلح ولا يثقف ويوعي الناس كما يجب بل يغذي الصراعات والتطرف والانحلال بدلاً من أن يغذي الوطنية والعدالة والقيم.. لدرجة انه كان عدم وجوده أفضل في مواقف كثيرة حينما يكون سبباً في التضليل وتدمير الأوطان.. وإذا وجدوا الإعلامي الوطني المخلص حي الضمير حاربوه.. أي إعلام هذا؟؟؟.. فليقل الإعلام خيراً وعدلاً أو ليصمت.