ولد رانيار أرثر غرانيت في أكتوبر 1900 بستوكهولم، وقد شارك غرانيت وهو ما يزال طالباً في حرب التحرير الفنلندية ضمن ما كان يسمي بكتيبة سفيديا ونال علي ذلك وسام صليب الحرية، وبدأ غرانيت بدراسة القانون في دورات دراسية صيفية في أكاديمية 'آبو'، ثم قرر أن يتخصص في دراسة علم النفس التجريبي، الذي كان آنذاك يدخل في نطاق العلوم الإنسانية، كما أضاف دراسة الطب. حصل غرانيت علي درجة الماجستير في الفلسفة لكنه لم يلبث بعد حصوله علي درجة البكالوريوس في الطب أن اتجه إلي علم وظائف الأعضاء الفسيولوجيا حيث عين معيداً بمعهد الفسيولوجيا، ثم حصل علي الدكتوراه في الطب في ديسمبر 1927 وكان موضوع أطروحته للدكتوراه هو 'نظرية تمييز الألوان'. انتقل غرانيت إلي إنجلترا حيث عمل لمدة نصف عام مع السير تشارلز شيرنغتون في معمله بمدينة أكسفورد، ثم عاد إليه مرة أخري بموجب منحة من مؤسسة روكفلر أما الفترة التي توسطت ذلك فقد قضاها غرانيت زميلاً في مجال الفيزياء الطبية بمؤسسة جونسون التابعة لجامعة بنسلفانيا الأمريكية، وعندما عاد غرانيت إلي فنلندا تولي منصب أستاذ لعلم وظائف الأعضاء في هلسنغفورس ابتداء من عام 1935. استُهدفت فنلندا عسكرياً من جانب الاتحاد السوفييتي أثناء ما يسمي بحرب الشتاء حصل غرانيت علي عرضين: أحدهما للانتقال إلي جامعة هارفارد الأمريكية والآخر إلي معهد كارولنسكا السويدي ففضل غرانيت الانتقال إلي العاصمة السويدية كوبنهاجن ليتابع دراساته وأعماله البحثية في معهد كارولنسكا، حيث حصل في نفس العام علي الجنسية السويدية، مما أتاح له مواصلة أبحاثه دون أن تقلقه الحرب، وبعد انتهاء الحرب وزع غرانيت حياته ما بين وطنيه القديم والجديد. نال جائزة نوبل وصرح بأن هذه الجائزة تنتمي مناصفةً إلي كل من فنلندا والسويد، وانصبت أبحاثه الرئيسية علي دراسة حاسة الإبصار، كما درس فسيولوجيا العضلات والتحكم العصبي في وظائفها، وقد عمل أستاذاً للفسيولوجيا العصبية في معهد كارولنسكا بالسويد منذ عام 1945 وحتي تقاعده من عمله كأستاذ جامعي في يوليو 1967، كما كان عضواً بمجلس البحث الطبي ورئيساً للأكاديمية السويدية للعلوم ثم نائباً لرئيسها كما عمل أستاذاً زائراً بمعهد روكفلر بنيويورك وأستاذاً زائراً بكلية القديسة كاترين بأكسفورد وأستاذاً زائراً بجامعة الباسيفيك بسان فرانسيسكو، وتوفي في مارس 1991.