كشفت الاعترافات التي أدلي بها محمود غزلان عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان الإرهابية، في قضية اغتيال ضابط الشرطة العقيد وائل طاحون واستهداف القضاة وأفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة والمنشآت العامة، أن القيادي الإخواني محمد كمال عضو الإرشاد، كان هو صاحب فكرة إنشاء 'لجان العمليات النوعية' التي تقوم بتنفيذ عمليات عنف وقتل وإرهاب في عموم البلاد، زاعما أن 'كمال' أقدم علي هذا المخطط دونما موافقة مكتب الإرشاد. وقال 'غزلان' في التحقيقات التي باشرها فريق من محققي نيابة أمن الدولة العليا ضم سامح الشيخ وأحمد عمران ومحمد الطويله وأحمد عبد الخالق وضياء عابد، بإشراف المستشار تامر فرجاني المحامي العام الأول للنيابة – إن محمد كمال كان ينقل إلي مجموعات الشباب الذين أطلق عليهم لجان العمليات النوعية، تكليفات باسم مكتب إرشاد الجماعة 'بالمخالفة للحقيقة والواقع' علي حد قوله، مشيرا إلي أن 'كمال' حينما علم بكشف مخططه أمام مكتب الإرشاد، قام بمهاجمة أعضاء المكتب بين أعضاء وشباب جماعة الإخوان، ونزع عنهم الشرعية في إدارة الجماعة. وأقر القيادي الإخواني بأن عددا من شباب جماعة الإخوان، لجأوا إلي العنف وحمل الأسلحة في المسيرات، ورفضوا مبدأ السلمية في التعامل مع الدولة، زاعما أن هذا المبدأ كان علي غير إرادة جميع أعضاء مكتب إرشاد الجماعة والذين كانوا يرفضون بصورة قاطعة حمل شباب الجماعة للأسلحة أثناء المسيرات أو حتي في تأمينها، وضرورة التزام السلمية التامة. وأشار إلي أنهم 'قيادات جماعة الإخوان' كان يتم إخطارهم بأن العمليات النوعية باتت تستهدف الأرواح دون أن يعلموا المحرض عليها، لافتا إلي أن هذا الأمر 'يخالف مبدأ ومفاهيم جماعة الإخوان' علي حد قوله.. مشددا علي أنه حذر محمد كمال من مغبة تلك التصرفات خاصة وأنه يترتب عليه إزهاق الأرواح والذي كان بدوره لا يتطرق إلي أية تفاصيل أو معلومات عن تلك الأمور. وأضاف أنه حينما علم مكتب الإرشاد بوقوف محمد كمال وراء تلك العمليات، ارتأي المكتب 'أن نسحب منه سلطة التحكم في بعض شباب الإخوان، خوفا من أن تنزلق البلد في حرب أهلية أو أن يتحول الوضع في مصر ليصبح مثل سوريا، وخوفا علي مبادئ الجماعة وسمعتها وحرصا علي شبابها'.. علي حد وصفه. وأكد أن مكتب الإرشاد في اجتماع عقد برئاسة محمود عزت بوصفه القائم بأعمال المرشد العام للجماعة، شدد علي 'الاستمرار في المقاومة السلمية عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي'، مشيرا إلي أنه تم نشر محضر الاجتماع علي بعض المسئولين في الجماعة لإقناعهم بأن مكتب الارشاد لا يوافق علي المسار المتعلق بانتهاج العنف. وأوضح غزلان أن محمد كمال كان يريد الاستحواذ علي مسار الجماعة بتوجيه الشباب واستغلال حماسهم، وتوجيههم في مسارات خاطئة.. مشيرا إلي أن أعضاء مكتب الإرشاد كانوا قد بدأوا في التحرك لإثناء شباب الجماعة عن ذلك المسار، غير أنهم ألقي القبض عليهم قبل أن يتمكنوا من 'توصيل فكرتنا لمسئولي الإخوان وإنقاذ بعض الشباب من الاستمرار في طريق العنف'، بحسب قوله في التحقيقات. جدير بالذكر أن القضية أحيل فيها 53 متهما من قيادات وعناصر جماعة الإخوان الإرهابية والتحالف الداعم للجماعة داخل مصر وخارجها، إلي القضاء العسكري، تنفيذا لأحكام القانون الخاص بشأن تأمين وحماية المنشآت العامة والحيوية، وذلك في ختام التحقيقات التي باشرتها نيابة أمن الدولة العليا في حادث اغتيال العقيد وائل عاطف عبد المجيد طاحون، واستهداف القضاة وأفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة والمنشآت العامة. وكشفت التحقيقات عن اضطلاع قيادات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، وبالتنسيق مع بعض التيارات الدينية المتشددة وبعض التيارات اليسارية، وتأسيسهم التحالف الداعم للجماعة الإرهابية والمسمي ب 'التحالف الوطني لدعم الشرعية' وصدور تكليفات من تلك القيادات إلي أعضاء ذلك التحالف الهاربين داخل البلاد وخارجها، بوضع مخطط لإشاعة الفوضي بالبلاد، ويقوم علي استهداف مؤسسات الدولة وإرهاب القائمة عليها. وأكدت التحقيقات أنه في إطار تنفيذ ذلك المخطط، فقد أسس المتهمون لجان عمليات نوعية علي هيئة خلايا عنقودية مسلحة تضم أعضاء من جماعة الإخوان وآخرين موالين لها، تتولي تنفيذ أعمال عدائية ضد القضاة وأفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة والمنشآت العامة، واستهداف المواطنين المعاونين للأجهزة الأمنية والمنشآت الخاصة.