ليس بمستغرب أن يهدد إرهابيو 'داعش' بهدم الكعبة المشرفة، فقد استباحوا دم المسلمين- وغيرالمسلمين- دون وازع من ضمير أو إنسانية، وحرمة الدم أشد عند الله من كعبته.. كما ورد في الحديث الشريف: 'لئن تهدم الكعبة حجرًا حجرًا أهون علي الله من أن يراق دم امرئ مسلم'، وفي رواية أخري: 'لزوال الدنيا أهون علي الله من قتل رجل مسلم' 'الترمذي'. '1' ملأ الدواعش مؤخرًا 'تويتر' بتغريدات إرهابية عن هدم الكعبة أخطرها ما قاله محمود الدليمي مفتي التنظيم: 'إذا مكنا الله من مكة فإن أول عمل سوف نقوم به هو هدم الكعبة'، مدعيًا أن 'الحجاج لا يعبدون الله بل يعبدون حجرًا يقبلونه ويطوفون حوله'!!، وفي السياق نفسه، كتب المدعو أبو تراب المقدسي: 'يذهب الناس لمكة من أجل التمسح بالأحجار ليس من أجل الله.. والله إن فتحناها سنهدم الكعبة التي تعبد'!! لا حرمة للكعبة المشرفة إذًا عند الدواعش، وكيف يكون لها حرمة وقد أمعنوا في القتل والذبح في الناس، فهم من ذبحوا مدير آثار تدمر خالد الأسعد وعلقوه علي عمود، وهم من يعلمون الأطفال ذبح العرائس ثم القطط تأهيلًا لذبح البشر، ومؤخرًا كشف محمد جاسم إموازي 'المعروف باسم الإرهابي جون'، المتعهد بقطع رؤوس ضحايا داعش، لأول مرة عن وجهه حيث قال بكل غطرسة: 'سأواصل قطع الرءوس'!! '2' يذكرنا الإرهاب الداعشي بالتاريخ الأسود ل'القرامطة' في القرن الرابع الهجري إذ قام زعيمهم أبو طاهر القرمطي بالتعرض للحجاج علي مدي سنوات متتالية، فنهب قوافل أهل بغداد والمشرق وسبي نساءهم، وأمعن فيهم القتل حتي جاء عام 317ه '930م' فاقتحم القرامطة مكةالمكرمة وأوغلوا في قتل قاطنيها لثلاثة أيام مخلفين حوالي '30' ألف جثة امتلأت بهم جنبات الحرم والشوارع المحيطة به، إلي درجة امتلاء بئر زمزم بجثث الشهداء!! كما سلب القرامطة البيت الحرام، إذ اقتلعوا باب الكعبة المشرفة، وكان مُصفحًا بالذهب، وتم الاستيلاء علي ما كان في البيت من المحاريب الفضة والجزع 'الخرز اليماني' والمعاليق 'القلائد'، وما يُزين به البيت من ذهب وفضة، كما تم تجريد الكعبة المشرفة من كسوتها!!. ولم يكتف القرامطة بذلك، بل اقتلعوا الحجر الأسود من موضعه وأخذوه إلي مقر حكمهم لمدة '22' عامًا، مُنع خلالها المسلمون من أداء فريضة الحج!! ومن 'داعش' إلي 'القرامطة'، يبدو صدق مقولة: 'الموت هو الذي جعل من الحياة حدثًا'!!