أفرد موقع 'وورلد فوليو' المختصص في الشأن الاقتصادي العالمي تقريرا مطولا لوضع السياحة في مصر، قائلا إن عودة الاستقرار السياسي إلي البلاد بعد نحو ثلاث سنوات من الاضطرابات أعقبت ثورة 25 يناير 2011 أسهمت في تنشيط عجلة السياحة لترتفع عائدتها إلي 7% خلال العام الجاري، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، مشيرا إلي أن هذه العائدات لا تزال مرشحة للزيادة. وأشار الموقع، الذي يتخذ من لندن مقرا له، إلي أن السياحة أصبحت علي مدار العقود الثلاثة الماضية أحد أهم ركائز ومحركات النمو الاقتصادي في مصر، حيث وصل عدد السائحين الذين توافدوا إلي مصر في عام 2010 وحده إلي نحو 7ر14 مليون، إلا أن قطاع السياحة كغيره من القطاعات، تلقي ضربة موجعة في أعقاب ثورة يناير، حيث انخفضت عائدات السياحة وعدد السائحين الوافدين إلي مصر بشكل كبير، ليتراجع إلي أقل من 5ر9 مليون سائح سنويا حتي عام 2013. وعزا 'وورلد فوليو' سرعة تعافي السياحة المصرية إلي عدة عوامل مجتمعة، في مقدمتها دعم الحكومة وإقدام المستثمرين علي إقامة مشروعات جديدة ومبتكرة وتطوير مناطق غير معروفة، والأهم من ذلك إصرار المستثمرين المصريين، الذين وثقوا في قدرة قطاع السياحة علي الوقوف علي قدميه من جديد، علي مواصلة أعمالهم حتي في أحلك الظروف التي مرت بها البلاد، لافتا إلي أن هناك حشد الآن من قبل الحكومة ومؤسسات القطاع الخاص من أجل تهيئة الظروف وتوفير وسائل الراحة اللازمة لمساعدة السياحة علي التعافي بشكل كامل. وأضاف أنه برغم تراجع قطاع السياحة خلال الأعوام القليلة الماضية، فإن ما تتمتع بها مصر من طقس مشمس وإرث تاريخي وثقافي عريق، فضلا عن امتلاكها ثلث آثار العالم، جعلها تظل موضع جذب للسياح حول العالم، مما حفز وزارة السياحة علي صياغة خطة تستهدف جذب 20 مليون سائح بحلول عام 2020، وتعزيز عائدات السياحة لتصل إلي 26 مليار دولار. ووفقا لتقرير صادر عن الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، فمن المتوقع أن يصل حجم الاستثمارات الخاصة بقطاع السياحة إلي 6ر14 مليار دولار، فيما تعتزم الحكومة ضخ مزيد من الاستثمارات بقيمة قد تصل إلي 4ر4 مليار دولار. وأضاف الموقع أنه برغم أن التراث الأثري يشكل الجزء الأكبر من السحر الذي تتمتع به مصر في نظر السياح الوافدين إليها، فإن المؤسسات وأصحاب الاستثمارات السياحية لديهم حرص علي لفت الأنظار لخيارات أخري بعيدة عن السياحة التقليدية، مشيرا إلي أنه في الوقت الذي تظل فيه القاهرة مقصدا للسياحة التاريخية والدينية، باتت تعرف مؤخرا بكونها مركزا رياديا في مجال الرعاية الصحية، جاذبة أعداد متزايدة من قاصدي السياحة العلاجية، وبالأخص من منطقة الشرق الأوسط. من ناحية أخري، نبه الموقع إلي أنه في الوقت الذي تتراوح فيه نسب الإشغالات بالمنتجعات والفنادق في مدينتي شرم الشيخ والغردقة ومنطقة سهل حشيش ما بين 70 إلي 90% خلال العام الجاري، تعاني المنتجعات السياحة في جنوبسيناء بسبب إغلاق الطرق وتصاعد التحديات الأمنية في المحافظة. ونقل الموقع عن الرئيس التنفيذي للشركة المصرية للمنتجعات السياحية محمد كامل قوله إنه برغم تعافي السياحة، تظل هناك عراقيل يجب تخطيها، مشيرا إلي أن انهيار قيمة الروبل الروسي أثر سلبا علي القطاع السياحي، وذلك نظرا لأن السائح الروسي يأتي في المرتبة الأولي من حيث السياحة الوافدة إلي مصر بما تصل نسبته إلي 7ر19% من إجمالي دول العالم. وأكد كامل أنه في ظل ما عاناه الاقتصاد المصري علي مدار السنوات الأربع الماضية، هناك المزيد من الجهود التي يجب بذلها من أجل استعادة مصر لمكانتها باعتبارها الوجهة الاستثمارية الأكثر جاذبية في المنطقة بالنسبة للمستثمر المحلي والأجنبي علي حد سواء.