كتبت بالأمس، وقلت إن 'كيري' راعي رعاة الإرهاب، وحامي حمي 'الجماعة الإرهابية' سيعود ب 'خفي حنين' إلي 'بوما' بعد مباحثات الحوار الاستراتيجي. اليوم، أؤكد أن نقاط الخلاف بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية، ستبقي عالقة، وهي تتعلق بالقضايا التالية : أوضاع حقوق الإنسان والحريات في مصر. أوضاع المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني في مصر. ضرورة إجراء الانتخابات البرلمانية المصرية بحرية ونزاهة !! قضايا التحول الديموقراطي. قانون التظاهر. توسيع المشاركة السياسية. الموقف من جماعة الإخوان. معلوماتي المؤكدة أن الجانب المصري سيطلع الوفد الأمريكي علي كافة الحقائق وما يجري في مصر، دون الاعتماد علي تقارير المنظمات الدولية غير الدقيقة، ومراكز الأبحاث التي تتبني وجهات نظر غير حقيقية. عموما 'الحوار الاستراتيجي' هذه المرة تحديدا ينطلق وسط توتر وخلافات رئيسية بين البلدين، بعد توقفه لسنوات. والجدير بالذكر هنا أن الحوار الاستراتيجي بين البلدين كان قد بدأ عام 1998، وتوقف في عام 2009، أي أن حوار اليوم هو الأول منذ ست سنوات. أتوقع من جانبي استمرار الخلاف بين البلدين حول حقوق الإنسان والديموقراطية، خاصة أن رؤية البلدين غير متطابقة حول مكافحة الإرهاب. هنا لابد من أن أشير لإشارات سلبية سبقت لقاء اليوم، والتي كانت قد بدت مؤخرًا في الإنتقادات التي وجهتها وزارة الخارجية الأمريكية لأوضاع حقوق الإنسان في مصر، ولقاء 'كيري' بنجلي أحد قيادات التنظيم الإرهابي للإخوان 'نجلي الدكتور صلاح سلطان القيادي الإخواني والقيادي بما يسمي تحالف دعم الشرعية'، الداعم ل'الجاسوس'، بوصفهما ممثلين للمجتمع المدني المصري !! الجدير بالذكر هنا، أن 'كيري' أكد بعد مقابلته تأكيد التزام الولاياتالمتحدة بتعزيز احترام حقوق الإنسان وهامش المجتمع المدني كجزء من الشراكة مع مصر !! يلزم أن أشير هنا إلي أن الدولة التي تتحدث عن 'حموم الإنسان'، هي علي قائمة الدول التي لا تحترم حقوق الإنسان، وما يحدث في الولاياتالمتحدةالأمريكية خير شاهد علي ذلك، وليس أدل علي ذلك من حوادث الزنوج وقتل السيدة التي كانت تقود سيارتها بسرعة فائقة لمجرد الاشتباه أمام البنتاجون، وقصص سجن 'أبوغريب' في العراق لازالت ماثلة في أذهاننا. ناهيك عن الدعم المادي والمعنوي الذي تقدمه الولاياتالمتحدةالأمريكية للجماعة الإرهابية في مصر !! عموما، ووفقا لما أوضحه موقع 'وورلد تريبيون' الأمريكي، فإن الحوار بين البلدين لن يقتصر علي مناقشة العلاقات السياسية والدبلوماسية فقط، بل سيشهد مناقشة جميع القضايا العسكرية والأمنية والاقتصادية والزراعية وقطاع الطاقة أيضا بحضور مسئولين من جميع الهيئات والوزارات المعنية لبحث التوجهات الأمريكية نحو مصر خلال الفترة القادمة. يبقي أن أشير هنا لنقطة خلافية مؤكدة بين الجانبين، تتعلق بمكافحة الإرهاب، فمصر تتبني رؤية شاملة لمكافحة الظاهرة، حيث تري مصر أن محاربة الإرهاب لا يقتصر علي فئة معينة ويجب أن يشمل كل الجماعات المتطرفة، وهذا مالا تراه أمريكا في الوقت الراهن وتركز علي محاربة بعض التنظيمات الإرهابية بعينها فقط !! مفهوم أمريكي قاصر لإستبعاد الجماعة الإرهابية من دائرة التنظيمات الإرهابية!! وهذا من وجهة نظري الخاصة يؤهل لظاهرة التواطؤ مع الجماعة الإرهابية. قبل أن أختم أعود لأكرر ما أشرت إليه في البداية، ستبقي بعض النقاط الخلافية معلقة بين البلدين، وأؤكد أن كيري سيخرج برسالة واضحة لا تحتمل اللبث 'مصر دولة ذات سيادة ولا تقبل أي إملاءات خارجية'، وأن الموقف والعلاقات المصرية الخارجية يتحدد وفقا للمصلحة العليا لمصر ومواقف الدول من القضايا التي تواجهها مصر. وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. وعاش جيش مصر.. وللحديث بقيه..