ينظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية يوم الثلاثاء المقبل الساعة السابعة مساء ندوة لمناقشة رواية 'بقع زرقاء' للدكتور حاتم رضوان. يناقش المجموعة الناقدان د.محمد عبد الحميد خليفة ود.وداد نوفل. ويدير الندوة الأديب منير عتيبة المشرف علي مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية. يذكر أن د.حاتم رضوان أديب مصري صدر له: 'العب تحت المطر' مجموعة قصصية طبعة أولي 1992 وطبعة ثانية 1995م. 'طرح النهر' رواية 2007. 'زيزو وظاظا في قصر الأسرار' قصة للأطفال. وحصل علي جائزة سعاد الصباح في القصة القصيرة عام 1992. من أجواء الرواية: قوة خافية كانت تدفعني. تشدني لأعلي، فأصعد التل لاهثاً. تنفتح لي زاوية أخري للرؤية. يبدو لي من بين ثناياها مسجد عجيب، فائق الحسن، لم أرَ في حياتي مسجداً أكبر منه، له أبواب عديدة، مموه بالذهب، ومطلي بأصباغ رائقة، كأنها جفت للتو. تنتصب عند زواياه أربعُ مآذن شامخات. ما إن وضعت قدمي علي عتبة بابه الشرقي، حتي استقبلني صبيان جميلان، أمردان. ناولني أحدهما إناءً من اللبن. شربته لآخر قطرة، ثم أعطاني سبع تمرات، قال: تعيذك من السحر، والأذي. أكلتها، ووضَّأني الآخر بإبريق ماء دافئ، ثم أفسحوا لي الطريق إلي الداخل. رواق أوسط، فسيح، مزين بفسيفساء بديعة، وآيات قرآنية، نقشت علي جدرانه المرمرية، نهايته قبة عظيمة الهيئة، والمنظر، كروية الشكل، ومغطاة بألواح من الرصاص، تقوم علي أربع دعامات حجرية. كان آذان الفجر يعلو بصوت جليل من إحدي المآذن، يتردد بعيداً في الفضاء، تهتز خلايا جسدي، تخشع جوانحي، تغوص قدماي في أبسطته العجمية، أنتحي جانباً إلي جوار منبر، أشم فيه رائحة خشبه المحروق. أصلي ركعتين، أنتهيت منهما، وكمنت مكاني. تسلل إليَّ صوته الجميل - عمرو أبو العيون يرفع الاقامة. التفت إلي الوراء، اتسعت حدقتا عينيَّ. اتضحت لي وجوههم علي الضوء الشحيح للقناديل الزيتية المشتعلة. هبَّوا واقفين، وأنا معهم. تراصوا في صفين. في الوسط رجل أشيب الشعر، زبيبة الصلاة تنير جبينه العريض، طويل الذقن، أبيضها، بلا شارب، دققت فيه. من؟!! جدي الكبير خضر !! وقف خاشعا عن يمينه جدي عبد الله، وخالي علي، وخالي عادل، وعن يساره وقف أبي، وعمي إبراهيم، وفي الميمنة طارق فراج، وعلي الطرف الآخر عمرو أبو العيون، وفي الخلف اصطفت جدتي فاطمة، ونور، وأختي الصغيرة حب. وضع جدي خضر كفه علي ظهري. دفعني برفق، وقال لي: تقدم.. أنت إمامنا. كنت ألبس سروالاً أبيض، وقميصاً أبيض، وفوقهما عباءة مزركشة، برسومات من القصب الملون، لفروع، وأوراق أشجار. كان صوتي المتبتل، الخاشع يتهدج في الركعة الثانية، فتنهمر دموعي غزيرة، وأنا أتلو الفاتحة، ثم سورة النصر.