23 يوليو 1970م شكل علامة تاريخية انطلقت من خلالها سلطنة عمان دولة وشعبا إلي بناء دولة عصرية قادرة علي تحقيق التقدم والسعادة والرخاء للإنسان العماني، فسلكت عمان منذ اليوم الأول - هو يوم تولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في البلاد مسيرة نهضتها المباركة التي حققتها نظرة جلالته الثاقبة في لاحق الأيام بعد 45 سنة من الجد والاجتهاد والعمل الدؤوب علي مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية، وكأن أول ما وعد به صاحب الجلالة في أول خطاب له من البيان التاريخي الأول في 23 يوليو 1970 م قوله 'شعبي، إني وحكومتي الجديدة نهدف لإنجاز هدفنا العام، كان بالأمس ظلام ولكن بعون الله غدا سيشرق الفجر علي عمان وعلي أهلها، حفظنا الله وكلل مسعانا بالنجاح والتوفيق'. شرعت عجلة النهضة في تنمية وبناء وتأهيل الإنسان ليكون شريكًا حقيقيًا للحكومة في عملية التنمية والرقي حيث كان إنشاء مجلس عُمان بمجلسيه الدولة والشوري مفصلاً من مفاصل التاريخ وإذا كانت الصلاحيات التشريعية والرقابية التي منحت لمجلس عُمان وفق المرسوم السلطاني رقم '39 /2011' الصادر في 12 مارس 2011م، قد جعلته أكثر قدرة علي التعبير عن تطلعات المواطنين، وإتاحة الفرصة أمامهم لمشاركة أوسع وأعمق في عملية صنع القرار، فإن تجربة المجالس البلدية شكلت في الواقع خطوة أخري مهمة وذات دلالة علي صعيد دعم الممارسة الديمقراطية وتوسيع نطاق مشاركة المواطنين في خدمة مجتمعاتهم المحلية وتعزيز نهج الشوري العُمانية وهو ما ترافق أيضا مع خطوات عدة لتعزيز استقلال القضاء والإدعاء العام. حرصت السلطنة علي الاهتمام بالتعليم وتوفير مختلف المهارات والمعارف للإسهام في بناء الكوادر البشرية المؤهلة التي تلبي احتياجات مسيرة التنمية في البلاد حاضرًا ومستقبلا، حيث أولت الخطة الدراسية للتعليم الأساسي وما بعد الأساسي اهتمامًا أكبر من ذي قبل للمواد العلمية والرياضيات وتدريس اللغات، واستحدثت مواد دراسية جديدة لمواكبة المستجدات علي صعيدي تكنولوجيا المعلومات واحتياجات سوق العمل من المهارات المهنية. سعت السلطنة دائما نحو توفير الخدمات والرعاية الصحية للمواطن وتتكون منظومة الرعاية الصحية من ثلاثة مستويات متكاملة هي: الرعاية الصحية الأولية الفعالة وعالية الجودة التي تقدمها المراكز والمجمعات الصحية والمستشفيات المحلية التي تغطي كافة محافظات وولايات السلطنة، ثم المستوي الثاني وهو الرعاية الصحية الثانوية التي تقدمها المستشفيات المرجعية الموجودة في كل محافظات السلطنة ومستشفيات الولايات الموجودة في بعض الولايات الرئيسية التي تقدم رعاية طبية للمشاكل الصحية التخصصية، وتوفر رعاية أكثر مهارة وتخصصًا، ثم المستوي الثالث وهو الرعاية الصحية التخصصية عالية التقنية، والتي توفرها المستشفيات الكبيرة في معظم المحافظات وهي المستشفي السلطاني ومستشفي خولة ومستشفي النهضة، وهي جميعها مستشفيات ذات طبيعة شاملة تعمل كمستشفيات مرجعية لكافة أنحاء السلطنة. ويعد مستشفي المسرة بمحافظة مسقط مستشفي تخصصيًا علي المستوي الثالث للأمراض النفسية والعصبية. يعدّ قطاع الصناعة أحد المحركات الأساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في السلطنة بعد قطاع النفط باعتباره أحد أهم الطرق لتحقيق التنويع الاقتصادي والتنمية المستدامة، من حيث تحقيق القيمة المضافة وتوفير فرص العمل للمواطنين، إضافة إلي قدرته علي الإسهام في سد جانب كبير من الاحتياجات السلعية للمجتمع واستقطاب الاستثمارات الأجنبية. وتشهد السلطنة سنوياً تنفيذ حملة وطنية لترويج المنتجات العمانية تحت مسمي 'عماني'، وقد قامت المؤسسة العامة للمناطق الصناعية ابتداء من عام 2012م بتوسيع نطاق الحملة لتشمل عدداً من دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات وغرفة تجارة وصناعة عمان وبمشاركة مختلف الشركات العمانية.