قال كون كوجلين محرر الدفاع في صحيفة 'التلغراف' إن خطر التطرف ساعد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وكبار أعضاء حكومته في إعادة اكتشاف أنفسهم لمجابهته. ورصد كوجلين في مقال نشرته الصحيفة إعلان كاميرون عن حزمة عريضة من التدابير التي تستهدف حماية صغار الشبان والفتيات المسلمين في بريطانيا من الاستقطاب علي يدّ دعاة الكراهية المغرضين. واعتبر أن التغير الأعمق الذي طرأ علي المحافظين منذ اكتساحهم انتخابات مايو الماضي، تجلي في التصميم المتنامي بين كبار الوزراء علي محاربة المتطرفين في معاقلهم في ليبيا وسوريا والعراق. ورأي أن نقطة التحول الحاسمة تمثلت في مقتل 30 سائحا بريطانيا في تونس علي يد إرهابي تدرب وتسلح لأداء مهمته في ليبيا. وأعاد كوجلين الأذهان إلي زمن انعقاد الحملة الانتخابية، عندما شن إد مليباند، زعيم حزب العمال وقتذاك، هجوما علي حزب المحافظين، واتهم كاميرون بتحويل ليبيا إلي دولة فاشلة عبر التدخل العسكري فيها في عام 2011 للإطاحة بالرئيس الراحل معمر القذافي. ورجح أن يكون كاميرون يشعر بأنه ملتزم بإصلاح الأوضاع في ليبيا، وهو ما أعانه علي إعادة اكتشاف رغبته في استخدام القوة العسكرية للتعامل مع أعداء كثيرين لبريطانيا. ورصد كوجلين الضجة التي أثيرت مؤخرا بين الساسة البريطانيين لدي الكشف عن مشاركة طيارين إنجليز في تنفيذ هجمات ضد داعش في سوريا، وعزا هذه الضجة إلي حساسية الموضوع، لا سيما وأن عددا كبيرا من هؤلاء الساسة لا يزالون متأثرين بتصويت مجلس العموم قبل عامين ضد التدخل العسكري في سوريا. لكن ما يبدو أن الجميع يتناساه، بحسب الكاتب، هو أن كاميرون كان قد دعا إلي التصويت في أغسطس 2013 لأنه أراد ضرب نظام الأسد، أما الآن فالهدف اختلف، بحيث صار ضرب تنظيم داعش في سوريا، وليس نظام بشار الأسد. واستدرك كوجلين قائلا إنه في الوقت الذي يجب فيه الثناء علي الوزراء البريطانيين لرغبتهم في لعب دور أكبر في الحرب علي داعش، فإن الحكومة لا تزال تفتقر إلي استراتيجية فاعلة في مجابهة هذا الخطر، إذ هي لا تزال عازفة عن الاستعانة بقوات برية فيما يفضل كاميرون الاعتماد علي الضربات الجوية بطائرات بدون طيار وقوات خاصة، وهو ما لا يُرتجي معه إحراز الكثير من التقدم في مواجهة تنظيم وفير الموارد مثل داعش. ورأي صاحب المقال أن الحكومة البريطانية إذا ما كانت جادة في رغبتها إنزال الهزيمة بداعش، فإن عليها أن تتبني استراتيجية شاملة تتضمن كافة الخيارات العسكرية الضرورية لإنجاز هذا النصر، بما في ذلك الاستعانة بقوات برية. وقال كوجلين: 'إذا ما كانت بريطانيا وحلفاؤها يخشون المخاطرة بحياة جنودهم، فإن ثمة خيارا آخر بارزا هو توثيق الروابط مع حلفائنا القدامي في المنطقة من الأنظمة السُنية المعتدلة المعنية بإلحاق الهزيمة بداعش'. وأضاف: 'دعونا لا ننسي أن ائتلافا بين الغرب ودول عربية حليفة أثبت جدواه ذات مرة في إلحاق الهزيمة بعدو مشترك، في حرب الخليج الأولي لتحرير الكويت من احتلال صدام حسين'. وأكد أنه لا يري مانعا يحول دون تدشين ائتلاف مماثل اليوم لإنزال الهزيمة بتنظيم 'داعش' وتدميره.