أكد الدكتور هاني سري الدين الرئيس الاسبق لهيئة سوق المال علي أن مصر من أكثر دول العالم جاذبية للاستثمار في ظل الأوضاع المضطربة التي تشهدها مناطق مختلفة من العالم، مشيرا إلي أن الأزمة في مصر تكمن فقط في تطبيق القوانين وليس في الحاجة إلي قوانين جديدة. وقال سري الدين في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن الحكومة المصرية عطلت إستثمارات ضخمة تم الاتفاق عليها في أوقات سابقة خاصة في مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد في منتصف مارس الماضي بسبب اعتقادها أننا نحتاج إلي قوانين جديدة، رغم أن القوانين الحالية تعالج كافة المعوقات. وأضاف أن الأزمة تكمن في أن أغلب المسئولين لا يقرأون القوانين بالقدر التي يقرأون به الصحف، ونحن في حاجة إلي قراءة جيدة وواعية للقوانين الموجودة، لافتا إلي أن قانون الاستثمار السابق علي سبيل المثال لا يختلف كثيرا عن قانون الاستثمار الجديد الذي صدر مؤخرا الا في بعض النقاط. وأشار إلي أن مشروعات استثمارية بمليارات الدولار عطلت بسبب اعتقاد الحكومة بأننا في حاجة الي قوانين جديدة، مشيرا إلي أن قانون الاستثمار السابق يعالج كافة المشكلات التي يعلن عنها في وسائل الإعلام يوميا، لكن لا أحد يقرأ أو يطبق بشكل سليم. وانتقد الرئيس الأسبق لهيئة سوق المال تعامل الحكومة والجهاز التنفيذي بالدولة مع بعض القضايا الاقتصادية واصفا هذا التعامل ب ' عدم الجدية' في بعض الاحيان، لافتا الي وجود انطباع عام لدي المسئولين بأن المشكلة تكمن في القوانين وهو غير صحيح بالمرة، مؤكدا ان المشكلة تكمن في التطبيق للقوانين الموجودة. وأكد سري الدين أنه رغم الأزمات الاقتصادية التي بدأت تظهر في بعض دول الخليج، واسيا والصين وكذلك أوروبا بسبب أزمة اليونان والبرتغال وغيرها، الا أن مصر تبقي الوجهة الاستثمارية الافضل أمام المستثمرين في كل تلك الدول. ونبه إلي انه رغم وجود بعض المعوقات في مصر والتي يتركز أغلبها في تطبيق القوانين، إلا أن مصر تحتفظ بمعدلات مرتفعة لجذب الاستثمار الأجنبي وفرص كبيرة للنمو الاقتصادي. وأشار إلي أن مصر بها صناعات قادرة علي تحقيق معدلات ربحة مرتفعة مقارنة بأي مكان في العالم في مختلف الصناعات سواء الثقيلة أو الاستراتيجية والأغذية وتكنولوجيا المعلومات والصناعات اللوجستية. وأوضح أن تكلفة الاستثمار في مصر منخفضة مقارنة بمناطق أخري في العالم وأوروبا ما يجعل الشركات الأوروبية تفضل الاستثمار في مصر لكن علي الحكومة أن تؤمن بقدرتها علي جذب تلك الاستثمار وعلينا أن نتخذ من المغرب مثلا في استقطاب استثمارات بملايين الدولارت لشركتي رينو وبيجو للسيارات.