آخر كلمات الفنان لطفى لبيب قبل وفاته..متقلقوش عليا وراض بكل شىء    "حماة الوطن" يدعو المصريين بالخارج إلى المشاركة بكثافة في انتخابات "الشيوخ"    مخطط رأس الأفعى الإخوانية.. مصر تخوض معركة جديدة ضد التنظيم الإرهابي سلاحها الإعلام والفكر    دقت ساعة الحسم    «العمل» توفر فرص توظيف بمصنع هياكل معدنية في الأردن (الرواتب والمزايا)    وظائف الإسكان 2025.. التخصصات المطلوبة والشروط وآخر موعد للتقديم    وزيرة التخطيط والتعاون تطلق "منصة بيانات أهداف التنمية المستدامة بالمحافظات"    احسب قبضك.. تغذية ماكينات الATM لصرف معاشات أغسطس بالزيادة الجديدة خلال ساعات بالإسكندرية    النيابة العامة: الاتجار بالبشر جريمة منظمة تتطلب مواجهة شاملة    رصد أول موجة تسونامي في كاليفورنيا الأمريكية    الخارجية الفلسطينية: إعلان نيويورك فرصة تاريخية لتجسيد حل الدولتين    ملحمة مصرية ل«دعم غزة»    لافتة هادئة.. لاعبو ليفربول يرتدون قمصانا خاصة في مباراة اليوم    الزمالك يستعد للإعلان عن صفقة جديدة اليوم    "سمعنا كلام كتير".. شوبير يكشف تحرك الأهلي سريعا تجاه إمام عاشور    مصرع 3 فتيات وإصابة 14 في حادث انقلاب ميني باص على الصحراوي الشرقي بالمنيا    الأرصاد تُعلن تراجع الحرارة والقاهرة تسجل 35 درجة    انتشال جثمان غريق شهر العسل في الإسكندرية    بسبب السير عكس الاتجاه.. إصابة 5 أشخاص في تصادم 4 سيارات على الطريق الزراعي بالقليوبية    امتحانات تمهيدية.. تعليمات هامة من "التعليم" بشأن طلاب رياض أطفال المصريين بالخارج    تنسيق المرحلة الأولى 2025.. 3 خطوات للحصول على بطاقة الترشيح ورابط تحميلها    «التضامن» تستعرض جهود «التدخل السريع» في عدد من المحافظات    ما معنى (ورابطوا) في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا)؟.. عالم أزهري يوضح    علي جمعة يكشف عن حقيقة إيمانية مهمة وكيف نحولها إلى منهج حياة    هل التفاوت بين المساجد في وقت ما بين الأذان والإقامة فيه مخالفة شرعية؟.. أمين الفتوى يجيب    «الرعاية الصحية» تطلق مشروع «رعايتك في بيتك» لخدمة المواطنين بمنازلهم    محافظ أسوان يوجه بسرعة الانتهاء من مبنى الغسيل الكلوي فى مستشفى كوم أمبو    مسؤول مستشفيات الأمانة الطبية بالإسكندرية: جاهزون لتطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل    من هم «بنو معروف» المؤمنون بعودة «الحاكم بأمر الله»؟!    - هجوم بالشوم على موظف في قرية أبو صير بالبدرشين    أول رواية كتبها نجيب محفوظ وعمره 16 سنة!    «البترول» تعلن السيطرة على حريق سفينة حاويات بمنطقة رأس غارب    33 لاعبا فى معسكر منتخب 20 سنة استعدادا لكأس العالم    نجاح 37 حكمًا و51 مساعدًا في اختبارات اللياقة البدنية    رابطة الأندية: لن نلغي الهبوط في الموسم الجديد    ليلى علوي تعيد ذكريات «حب البنات» بصور نادرة من الكواليس    انخفاض أرباح مرسيدس-بنز لأكثر من النصف في النصف الأول من 2025    وزير الخارجية يبحث مع سيناتور أمريكي شواغل مصر حول السد الإثيوبى    ملك المغرب يؤكد استعداد بلاده لحوار صريح وأخوي مع الجزائر حول القضايا العالقة بين البلدين    انتخابات مجلس الشيوخ.. الآليات والضوابط المنظمة لتصويت المصريين فى الخارج    تنسيق الجامعات.. تفاصيل الدراسة ببرنامج الهندسة الإنشائية ب"هندسة حلوان"    نجاح التشغيل التجريبي للخط التجاري الإقليمي "القاهرة- أربيل" عبر ميناء سفاجا    وفري في الميزانية، طريقة عمل الآيس كوفي في البيت زي الكافيهات    قافلة طبية توقع الكشف على 1586 مواطنا في "المستعمرة الشرقية" بالدقهلية (صور)    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 1447-2026    حظك اليوم الأربعاء 30 يوليو وتوقعات الأبراج    "البترول" تتلقى إخطارًا باندلاع حريق في غرفة ماكينات مركب الحاويات PUMBA    وزير الثقافة: جوائز الدولة هذا العام ضمت نخبة عظيمة.. ونقدم برنامجا متكاملا بمهرجان العلمين    متابعة تطورات حركة جماعة الإخوان الإرهابية مع الإعلامية آلاء شتا.. فيديو    منافسة غنائية مثيرة في استاد الإسكندرية بين ريهام عبد الحكيم ونجوم الموسيقى العربية.. صور    الخارجية الباكستانية تعلن عن مساعدات إنسانية طارئة لقطاع غزة    عاجل- ترمب: زوجتي ميلانيا شاهدت الصور المروعة من غزة والوضع هناك قاس ويجب إدخال المساعدات    رسميًا بعد الانخفاض الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025    سبب غياب كريم فؤاد عن ودية الأهلي وإنبي وموعد عودته    السيطرة على حريق هائل بشقة سكنية في المحلة الكبرى    عمرو الجناينى: تفاجأت باعتزال شيكابالا.. ولم أتفاوض مع أحمد عبد القادر    عيار 21 الآن يسجل رقمًا جديدًا.. سعر الذهب اليوم الأربعاء 30 يوليو بعد الانخفاض بالصاغة    أمين الفتوى: الشبكة جزء من المهر يرد في هذه الحالة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا لو فعلها مرسي؟

ماذا لو تصرف محمد مرسي عكس ما جري؟ ماذا لو استجاب لمطلب الشعب بالاستفتاء علي الانتخابات الرئاسية المبكرة وتمكن من اجهاض بيان الإنذار الذي أطلقه الجيش في 23 يونيو؟! ماذا لو فكر في الأمر قليلا، وتعامل بنظرية 'أتغدي بيهم قبل ما يتعشوا بيا' ماذا لو حاول الضحك علي الناس، وقرر الاستفتاء ثم سعي إلي تزوير نتائجه؟
السؤال المطروح: هل كان أحد يستطيع أن يقول لا أو يحرض أو ينزل إلي الشارع، من المؤكد كانت الصورة ستبدو مختلفة ومتناقضة تماما مع الواقع الذي شهدته البلاد..
هذه صورة قلمية، تجيب عن السؤال، وتؤكد أن ما حدث كان رعاية إلهية، الهمهم الغباء، وادخل الذعر في نفوسهم، فحدث الارتباك والهم الآخرين الصواب وحسن التصرف والذكاء السياسي والاجتماعي، فكانت الثورة، وكان انحياز الجيش في الوقت المناسب، وكانت النهاية الدرامية لحكم الإخوان ورمز غبائهم محمد مرسي.
في وقت مبكر من صباح السابع والعشرين من يونيو 2013، دعا الرئيس محمد مرسي ثلاثة من أقرب مساعديه إلي اجتماع خاص بقصر القبة، حضر الثلاثة علي التوالي، أحمد عبد العاطي مدير مكتبه ومحمد رفاعة الطهطاوي رئيس الديوان وأسعد الشيخة نائب رئيس الديوان..
طلب محمد مرسي أن يبقي هذا الاجتماع سريًا، وألا تتسرب أخباره إلي الصحافة ووسائل الإعلام، أغلق الجميع هواتفهم، وتردد في أوساط القصر، أن الاجتماع هدفه مناقشة الوضع يوم 30 يونيو.
بدأ مرسي الحديث بالقول: 'لقد جئت بكم سرًا لنبحث سويا تطورات الأوضاع وسبل تفويت الفرصة علي 'المتآمرين' ضدي وضد الإخوان لقد كان خطابي بالأمس شديدا، أدركت أن السيسي غير مبسوط، بل ورأيت الغضب في عينيه، هل رأيتموه كيف ينظر إليّ بابتسامته الساخرة، لقد آثار قلقي، خاصة بعد أن سمعت أن قائد الحرس الجمهوري اللواء محمد زكي لم ينفذ ما اتفقنا عليه، أكيد أبلغه بخطة القبض عليه وعلي الآخرين من قادة الجيش والشرطة والاستخبارا والإعلاميين.
نظر إلي الحاضرين، وركز في عيونهم جيدًا وقال: خلونا أذكياء لازم نتغدي بيهم قبل ما يتعشوا بينا.
قال رفاعة الطهطاوي: ازاي؟
قال مرسي: واضح انك لسه صعيدي ياسيادة السفير، لازم تتعلم ازاي تواجه عدوك ولا تعطيه الفرصة، لازم تاخده قبل ما ياخدك.
قال د.أحمد عبد العاطي: واضح إن الحياة في أمريكا علمتك ألا تثق في أحد يا سيادة الرئيس.
مرسي: طبعا ده أنا كنت شغال في وكالة 'ناسا' يا أحمد، عارف يعني ايه وكالة 'ناسا' يعني الفضاء، يعني بتتعامل مع ناس من كل الأصناف، قوم موش عارف أتعامل مع شوية عسكريين، لأ ده أنا أعجبك قوي.
كان أسعد الشيخة يراقب الموقف عن كثب، ويسأل نفسه يا تري ايه المستخبي.
نظر إليه محمد مرسي وقال: يعني مفيش حد سمع رأيك يا أسعد.
قال أسعد: موش لازم نعرف ايه الموضوع الأول يا ريس.
قال مرسي: خلينا نتكلم الأول في الشكل، وبعدين نتكلم في الموضوع، نعمل زي بتوع 'القضاء' والله أحمد الزند كرهني في القضاء وفي حياتي كلها، لكن عموما هانت يا زند.
رفاعة الطهطاوي: سيبهولي أنا، أنا حعرف أوضبه والبسه تهمه توديه في داهية.
قال مرسي: هانت يا طهطاوي، كلهم وحياتك وأولهم السيسي، أنا حتنقط من الراجل ده متعرفش بيفكر ازاي، ولا عاوز ايه راجل غامض.
أحمد عبد العاطي: ايه العبارة يا كبير
مرسي: شوف يا أحمد، انا بعد خطاب امبارح، حسيت اني هببت الدنيا، وزي ما انت شايف الإعلام الفاسد اشتغل عليا وهات يا ردح، والناس موش عاجبها حاجة، وبتعوم علي الرايجة.
أحمد عبد العاطي: يعني ايه
محمد مرسي: يعني لو سكتنا ومتحركناش واتعاملنا بغباء، حندفع الثمن، والكرسي حيضيع، ولا حتلاقي فته، ولا سجاد أحمر ولا أهبه ولا مجدعة لازم ياجماعة يكون تفكيرنا أذكي منهم، وأسرع منهم.
أسعد الشيخة: بل ريقي ياريس، كمل كلامك.
محمد مرسي: شوف همه ايه اللي عاوزينه مني
رفاعة الطهطاوي: استفتاء علي انتخابات رئاسية مبكرة وشوية تحابيش صغيرة.
مرسي: انت قلتها أهوه، شويه تحابيش، انا عموما، قررت ألاعبهم، وأجاريهم، وفي النهاية كل واحد ياخد حسابه.
أحد عبد العاطي: الحق أبلج يا كبير
مرسي: والباطل لجلج يا دكتور.
أسعد الشيخة: حنعمل ايه في المظاهرات اللي طالعه يوم 30 يونيو.
مرسي: مش حتطلع إن شاء الله.
أسعد الشيخة: ازاي، انت موش شايف الدعوات الناس مولعة، ولازم يكون في حل.
مرسي: هو ده الكلام، عين العقل، علشان كده أنا جبتكم اليوم، علشان الخطة
الجهنمية اللي حتحطهم في حيص بيص.
أحمد عبد العاطي: ازاي
مرسي: شوف كل اللي بيعملوه، عاوزين من وراه أقول لأ للاستفتاء علي الانتخابات الرئاسية المبكرة.
رفاعة الطهطاوي: ايوه
مرسي: أنا بقي موافق
أسعد الشيخة: ازاي دي مشكلة
مرسي: المشكلة إنه احنا نرفض ونديهم السكين اللي يدبحونا بيها.
أحمد عبد العاطي: بس
مرسي: ولا بس ولا حاجة، المسألة لعبة، هم بيلاعبونا احنا بنلاعبهم.
أسعد الشيخة: يعني ايه.
مرسي: يعني السيسي، ادانا أسبوع في الإنذار، معانا ثلاث أيام علي الأسبوع، أنا بقه حبلغهم اني موافق علي الحل.
أحمد عبد العاطي: ومكتب الارشاد.. دول حيرفضوا
مرسي: همه أحرار، يتحملوا مسئولية موقفهم، لكن أنا، حرمي الكرة في ملعب الجميع، ويا روح ما بعدك روح.
أسعد الشيخة: كده الموقف حيتعقد.
مرسي: كده الانفراجه حتحصل، أنا النهلرده حفاجئ الجميع..
الطهطاوي: حتعمل إيه.
مرسي: ابعت هات التليفزيون، حقول خطاب للشعب.
أسعد: ياتري الخطاب جاهز.
مرسي: دول بقين، مفيش غيرهم.
دقائق معدودة، وكان الرئيس مرسي يقف أمام الكاميرات في حديقة القصر، تأكد من ربطة الكرافت، أحد مساعديه اخرج مشطًا من جيبه، واعطاه للرئيس خلسة، الرئيس قام بتمشيط شعره قبيل التصوير بدقائق، الآن أصبح كل شيء جاهزًا.
وقف الرئيس منتشيًا أمام الكاميرات، اقترب من الميكرفون، قال المخرج 'الآن نحن علي الهواء مباشرة سيادة الرئيس.
مرسي يتقدم، يتحدث مباشرة للشعب.. الأخوة والأخوات، أهلي وعشيرتي، أحدثكم اليوم حديثًا من القلب، فأنتم شعبي وسندي، لقد انتخبتموني بإرادتكم، وعاهدتكم بأن استجيب لمطالبكم واحترم مواقفكم.
نظر مرسي إلي الكاميرا مدققًا وكأنه يبحث عن شيء ما وقال: منذ فترة من الوقت وهناك من يسعي إلي الوقيعة بيني وبينكم، مستعينًا في ذلك ببعض الأصوات الإعلامية التي تعرفونها جيدًا.
لقد كنت ولا أزال خادمًا للكبير والصغير فيكم، إذا أخطأت قوموني، وإذا أصبت فهذا من صميم عملي.
لقد استمعتم معي إلي إنذار القوات المسلحة الذي حدد سبعة أيام للاستجابة للمطالب المشروعة، وكنت أتمني ألا تتورط القوات المسلحة بأن تكون طرفًا، ولكن أحمد لها حرصها علي الوطنية وعلي الشرعية، واستطيع هنا أن أقرر أمامكم جميعًا موافقتي علي مطلبكم المشروع واستجابتي لبيان القوات المسلحة وقررت الآتي:
أولاً إجراء الاستفتاء علي الانتخابات الرئاسية المبكرة خلال خمسة عشر يومًا من تاريخه.
ثانيًا قررت تغيير الحكومة وتعيين رئيس وزراء جديد لها بالتوافق بين الأحزاب والقوي السياسية.
ثالثًا قررت تغيير النائب العام طلعت عبد الله وتكليف المجلس الأعلي للقضاء باختيار نائب عام جديد يرضي عنه الشعب دون أي تدخل من السلطة التنفيذية.
رابعًا سحب مشروع السلطة القضائية وتكليف لجنة من القضاة بالتعاون مع نادي القضاة في إعداد مشروع القانون الجديد.
عمت الفرحة أنحاء البلاد، صدرت تصريحات من رؤساء أحزاب يعلنون تأييدهم للرئيس ويوجهون الشكر علي استجابته لمطالبهم، دعوات تنتشر علي تويتر والفيس بوك تطالب بعدم الخروج يوم 30 يونيو ومنح الرئيس فرصة حتي يتمكن من تنفيذ قراراته.
قادة الجيش يجتمعون، ويتساءلون، طب وبعدين، ماذا يريد الرئيس بالضبط، وهل هو جاد في هذه القرارات، أم هي لعبة هدفها تفويت الفرصة وكبح جماح الجماهير، مانشيتات الصحف في اليوم التالي ترحب، برامج التوك شو تبشر، وتؤكد أن من سيخرج يوم 30 يونيو، سيكون خارجًا علي القانون، باعتبار أن الرئيس استجاب لمطالب الشعب، الأحزاب تلتقي لاختيار رئيس وزراء من بين صفوفها استجابة لتكليف الرئيس.
الاجتماع يبدأ هادئًا، ثم سرعان ما تبدأ الخلافات، تتصاعد إلي اتهامات، واعتداء بالكراسي، ينفض الاجتماع في ساعة مبكرة، تصدر جماعة الإخوان بيانًا تحمل فيه الأحزاب مسئولية الفشل في اختيار رئيس جديد للحكومة، مجلس القضاء الأعلي يجتمع في وقت مبكر من المساء يدرس اختيار نائب عام جديد، ونادي القضاة يرحب بخطوة تجميد قانون السلطة القضائية، أحمد الزند لا يصدق مرسي، ولكنه ماذا يقول أمام استجابة الرجل لكل المطالب.
انقلبت الدنيا رأسًا علي عقب، مزاج الشارع المصري يتغير، إعلاميون كانوا يطالبون برحيل الرئيس، راحوا يراجعون أنفسهم، ويعلنون دعمهم لخطواته، ويعلنون الندم علي تسرعهم وسوء ظنهم.
الإدارة الأمريكية تصدر بيانًا ترحب فيه باستجابة مرسي لمطالب الشعب، وتحذر من تدخل الجيش في الأمور السياسية، الاتحاد الأوربي يشيد بالخطوة، وبلدان عربية عديدة تؤكد مساندة النظام في موقفه واستجابته لمطالب الشعب.
نشطاء 6 أبريل يطالبون بحملة تطهير للإعلام 'الفاسد' ويبدأون في تقديم بلاغات ضد بعض الصحفيين والإعلاميين الذين كانوا يحرضون علي الثورة المضادة ضد الرئيس المنتخب.
جماعة الإخوان تشيد بالخطوة، وحزب النور يعلن تضامنه مع جماعة الإخوان ضد القوي العلمانية المتآمرة.
في المقابل الرئيس يبدأ حملة إعلامية واسعة، صحف وفضائيات مصرية وعربية ودولية، الكل يتلهف، كلمات مرسي تملأ سماء المنطقة، الرجل يبدو متسامحًا لآخر مدي، كثيرون قارنوا بينه وبين الرئيس الأسبق حسني مبارك وقالوا: 'شوف الفرق'!!
مر يوم الثلاثين من يونيو بهدوء، بعض مظاهرات محدودة نظمتها مجموعات من الشباب، إلا أن ذلك لم يحرك ساكنًا، الشعب مشغول بالاستفتاء المقبل، والإعلام راح يوجه اللوم لمن يحاولون الاصطياد في الماء العكر، خاصة بعد أن أكد الرئيس استجابته للمطالب الشعبية.
الدنيا تغيرت كثيرًا، ورهانات البعض علي إسقاط النظام قد تغيرت، وأصبح الناس علي ثقة بأن المعركة الحقيقية هي في التغيير من خلال الاستفتاء والانتخابات الرئاسية المبكرة.
قبيل موعد الاستفتاء بقليل اجتمع محمد مرسي مع مكتب الإرشاد، كان الاجتماع بغرض الاستعداد والتواصل مع الأجهزة التنفيذية، كانت التعليمات تقضي بإرهاب الناخبين بعدم الخروج، وفي المقابل يتم حشد المناصرين والذين حتمًا سيطالبون بأن يكمل الرئيس مدته ومن ثم لا داعي للانتخابات الرئاسية المبكرة.. تعليمات صدرت لبعض العناصر الأمنية المرتبطة بالإخوان، عليكم بإعداد صناديق مزورة، يتم الاستعانة بها في الوقت المناسب، لقد تم وضع خطة محكمة، إنهم خبراء في فن التزوير، عهدوا إلي مجموعات 'قضاة من أجل مصر' الإخوانية أن تشرف علي كثير من اللجان وأن تكون طرفًا فاعلاً في الخطة.
وفي يوم الاستفتاء بدأت عناصر الإخوان والتنظيمات المرتبطة بها في ممارسة الخطة، تراجع كبير في نسبة المصوتين، حالة من الذعر تسود الشارع بفعل عمليات العنف وقطع الطريق واستهداف بعض اللجان، حشد منظم للانصار في كل مكان، وفي الساعة المحددة كان رئيس اللجنة القضائية المشرفة علي الدستور يعلن النتيجة 48% قالوا نعم للانتخابات الرئاسية المبكرة و52% قالوا لا.
تنفس محمد مرسي وجماعته الصعداء، برامج التوك شو راحت في أغلبها تطالب بالاستجابة لإرادة الشعب واحترام خياره، وحذرت بعض الفوضويين في الإعلام وطالبتهم بالتوقف عن بث الشائعات، مظاهرات محدودة راحت تخرج في بعض الشوارع والميادين تعلن رفضها لنتائج الاستفتاء، الإخوان يتصدون للمظاهرات، وقوات الأمن تلقي القبض علي قادتهم.
التليفزيون المصري يبث خبرًا عاجلاً، الرئيس سوف يتحدث بعد قليل، يقطع الارسال، ويظهر محمد مرسي من جديد 'أيها الناس، أيها الأحباب، أهلي وعشيرتي، أشكركم لقد كشفتم المؤامرة، وأعلنتم موقفكم، أمام العالم كله، كان خياركم مع الشرعية، مع الحق وضد الباطل.
لقد قررت إجراء إصلاحات واسعة تقديرًا لموقفكم النبيل.. لقد كلفت المهندس خيرت الشاطر بتشكيل حكومة قريبة من الشعب ومن الناس..
قررت تطهير الداخلية من العناصر المعادية لكم وللشرعية استجابة لمطلبكم الدائم منذ ثورة 25 يناير.
قررت تطهير الإعلام من الخونة وكلفت الوزير صلاح عبد المقصود بأن يبدأ أكبر حملة تطهير للإعلاميين والصحفيين، وكلفته بتعطيل الصحف المعادية وإغلاق الفضائيات التي تسيء للشرعية وللإسلام.
قررت إعادة محاكمة رموز النظام القديم وعزل القضاة المتورطين في المؤامرة التي سيكشف النقاب عنها اليوم، وهي مؤامرة تورط فيها الكثيرون من قادة المؤسسات الأمنية والعسكرية والقضائية، الذين تم إلقاء القبض عليهم فجر اليوم.
وأصدرت تعليماتي بأن يتولي ابنكم ابن الشعب 'عصام العريان' رئاسة جهاز المخابرات العامة ويكلف بتطهيره وإعادة هيكلته، وقد بدأ بالفعل في ممارسة مهامه ظهر اليوم بعد القبض علي اللواء خالد فوزي أحد أكبر الرؤوس المتورطة في المؤامرة ضد النظام.
وقررت أن يتولي د.محمد البلتاجي ابن شبرا الخيمة الباسلة قيادة جهاز الأمن الوطني وتفويضه بتطهير الجهاز وإحالة المتورطين للمحاكمة، وأبشركم بأن الحكومة الجديدة برئاسة المهندس خيرت لشاطر ستؤدي اليمين الدستورية صباح غد لنبدأ عهدًا جديدًا.
زحفت عناصر الإخوان إلي ميدان التحرير، اطلقوا الشماريخ احتفالاً، رفعوا صور محمد مرسي، وتصدر شعار الإخوان 'الله أكبر ولله الحمد' اليافطات الرئيسية في الميدان، غني الظواهري وجماعته نشيد 'صليل الصوارم' وظهر حازم أبو إسماعيل علي رأس مناصريه في وسط الميدان.
وجوه عديدة راحت تنقلب علي مواقفها مائة في المائة، البعض آثر الصمت وكأنه لا يسمع ولا يري ولا يتكلم، حالة من الخوف والذعر تسود البلاد، ظلت الأفراح في الميادين حتي الصباح، بينما سادت حالة من الوجوم والصدمة وجوه الكثيرين من الذين كانوا تواقين إلي التغيير، بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي كتبوا 'انتظروا الأسوأ قادم'.
في صباح اليوم التالي كان خيرت الشاطر يؤدي القسم أمام محمد مرسي كرئيس للوزراء، الوزراء يتوافدون الواحد تلو الآخر أمام رئيس الجمهورية
اللواء عباس مخيمر وزيرا للدفاع
المهندس أيمن هدهد وزيرا للداخلية
الشيخ صفوت حجازي وزيرا للخارجية
أسامة ياسين وزيرا لشئون التطهير
حسن مالك وزيرا للاقتصاد والمالية
أحمد المغير وزيرا للشباب والرياضة الإسلامية
عزة الجرف وكنيتها 'أم أيمن' وزيرة للمرأة والأخلاق الحميدة.
وهكذا جرت مراسم تعيين الوزراء الجدد وأدائهم للقسم، وبعد الانتهاء من تشكيل الحكومة أعلن التليفزيون المصري أن الرئيس استقبل مرشد الجماعة الدكتور محمد بديع الذي عين في منصب المرشد الأعلي لشئون الحكم في البلاد،
كما جري الإعلان عن تشكيل لجنة للصلاحية مهمتها 'تطهير المؤسسات المختلفة من أعداء الثورة'.
ثم أصدر الرئيس قرارًا أخيرًا بمحاكمة كل من تورط في التحريض ضد الشرعية وشئون الحكم في البلاد وفي مقدمتهم بعض قادة الجيش وفي مقدمتهم وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي والقادة الذين تم عزلهم، وتشكيل محكمة ثورية من أبناء الشعب لمحاكمتهم علي أفعالهم علي أن يتولي رئاسة هذه المحكمة فضيلة الشيخ عاصم عبد الماجد ويعاونه الشيخان الجليلان محمد الظواهري وطارق الزمر.
انتشرت ميليشيات الإخوان والجماعات المتشددة لمواجهة أية تحركات معادية لنظام الحكم في البلاد، ثم مواجهة تمرد إحدي الوحدات العسكرية وقمعه، عمليات قبض واسعة تجري في شتي أنحاء البلاد، السجون أصبحت مكدسة، الرئيس يصدر قرارا بفتح أبواب معسكرات الأمن المركزي لاستقبال المقبوض عليهم.
أمريكا تعلن دعمها لخطوات التطهير وأوربا تؤكد أن ما يجري في مصر شأن داخلي، أنصار بيت المقدس يعلنون من سيناء ولادة 'الإمارة الإسلامية الجديدة ويؤكدون أنهم سيفتحون الأبواب لأشقائهم الفلسطينيين لاقامة دولة غزة الإسلامية الكبري علي أرض الإسلام في سيناء، السودان يعلن ضم حلايب وشلاتين والمرشد يعلق بالقول أرض الإسلام واحدة، المشانق تنصب في الشوارع للمتآمرين علي الشرعية، والميليشيات تبدأ في تطبيق الحدود في الشوارع، فرض الزي الإسلامي علي النساء وإغلاق دور السينما والترفيه إلي أجل غير مسمي، انقسام في كتائب الجيش ما بين مؤيد ورافض وانهيارات كبري في أجهزة الأمن.
كانت الساعة قد بلغت السابعة صباحا، صحوت من النوم، هالني المشهد، لم يكن حلما، كان كابوسًا مرعبًا، قلت أعوذ بالله، الحمد الله، ثم سألت نفسي.. ماذا لو فعلها محمد مرسي وتصرف بهذه الطريقة؟ من المؤكد كانت النتيجة كارثية وكان النصر سيكون حليفا ولو لبعض حين لهؤلاء القتلة والإرهابيين حمدت الله كثيرا، أن الغباء سيطروا ستحكم، وأن الله حمي هذه البلاد، وأعمي بصيرة أعدائها من المعادين والمتاجرين بالدين 'فأغشيناهم فهم لا يبصرون' صدق الله العظيم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.