'ذوي الاحتياجات الخاصة، والاتصالات اللاسلكية، والصناعات الالكترونية، والطاقة الكهربائية، وصناعة السيارات' هي العناوين الرئيسية التي تمحورت حولها الأفكار الابتكارية ل 6 مشروعات فازت بتمويل هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات 'ايتيدا' والذي يبلغ حوالي 2 مليون ونصف جنيه مصري من بين حوالي 39 مشروعاً بحثياً تقدمت للمشاركة في فعاليات الدورة 17 من برنامج دعم التعاون بين الشركات والجهات البحثية ITAC. ويستهدف البرنامج تطوير صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المصرية من خلال تمويل المشروعات البحثية التي تأتي نتيجة للتعاون بين الباحثين في الجامعات والمراكز البحثية وشركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهو ما يساعد علي الربط بينالبحث العلمي وصناعة تكنولوجيا المعلومات من ناحية واحتياجات السوق من ناحية أخري. وعقب توقيع عقود الدورة الحالية من البرنامج، قال المهندس/ حسين الجريتلي الرئيس التنفيذي للهيئة إن برنامج دعم التعاون بين الشركات والجهات البحثية يمثل ركيزة أساسية من ركائز الإبداع التكنولوجي في مصر نظراً للطبيعة الابتكارية للمشروعات التي تتقدم بها الجامعات والجهات البحثية، وهو ما يفسح المجال أمام ظهور موجة جديدة من الحلول والتطبيقات التكنولوجية القيمة من الناحيتين الاجتماعية والتجارية. ويشتمل البرنامج علي ثلاث مجالات بحثية رئيسية، القسم الأول وهو مخصص للمجالات البحثية الإستراتيجية ويضم 9 مجالات من أبرزها البحوث المتعلقة بأمن الشبكات، التصميم الإلكتروني، وتطبيقات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مجالات الأمن والمواصلات والصحة والزراعة والطاقة والتعليم ومساعدة المعاقين. ويضم القسم الثاني 8 مجالات بحثية تمثل أحدث التكنولوجيات والاهتمامات البحثية والتوجهات في السوق العالمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وتشمل تطبيقات وحوسبة الهاتف المحمول، والحوسبة السحابية، والتطبيقات الخاصة بتحليلات المحتوي والشبكات الاجتماعية والأعمال، وتواصل الأشياء علي شبكة الانترنت، وتحليل البيانات، والماكينات الذكية، وتطبيق 'الألعاب' في المجالات المختلفة. بينما يتضمن القسم الثالث نقاط بحثية محددة حسب طلب جهات حكومية أو وزارات أو محافظات. ومن بين أبرز المشروعات التي حصلت علي تمويل الهيئة في هذه الدورة، مشروع بحثي مصمم خصيصا لذوي الاحتياجات الخاصة ويركز علي 'التعرف الآلي علي لغة الإشارة العربية بواسطة بيانات الألوان الأساسية والعمق' والذي يستهدف التعرف الآلي علي لغة الإشارة العربية للصم والبكم بواسطة التقنية المستخدمة في Microsoft Kinect IR Sensor وهو ما سيحدث نقلة نوعية في أداء مراكز ومدارس تعليم لغة الإشارة للصم والبكم والجهات أو المؤسسات التي تتعامل مع هذه الفئة الهامة من المجتمع في مصر والعالم العربي. ويأتي المشروع الثاني في مجال الصناعات الالكترونية حيث يهدف إلي تطوير تقنية جديدة وهي 'شاشة تعمل باللمس تعتمد علي أقطاب شفافة من الكربون ذو البنية النانومترية'، لتكون بديلاً للتقنية التي يتم استخدامها حالياً وتعتمد علي أقطاب شفافة مصنوعة من أكسيد القصدير المطعم بالأنديام. وتتسم هذه التقنية بأنها تعتمد علي مواد خام وعمليات منخفضة التكلفة، وفي الوقت نفسه تسمح بإنتاج أقطاب كهربائية شفافة تعادل في كفاءتها التقنية الحالية، وقادرة علي تلبية متطلبات صناعة الالكترونيات المتزايدة، وتتيح إمكانية تصنيع الشاشات التي تعمل باللمس بسعر اقل مما يوفر ميزة تنافسية أفضل للشركات المصرية في مجال الجيل القادم من الالكترونيات. في حين يركز المشروع البحثي الثالث، وهو في مجال الاتصالات اللاسلكية، علي إيجاد طرق مُثلي لإدخال 'عناصر توليف رقميه داخل بُني ذات رنين كهرومغناطيسي راديوي التردد، بهدف بلوغ بُني فائقة المرونة للمرشحات والهوائيات المستخدمة في نظم الاتصالات اللاسلكية الحديثة، بما فيها نظم الراديو المُعرَّف-برمجياً 'Software-Defined Radio, SDR' والراديو الإدراكي'Cognitive Radio' بالاعتماد علي تحليلات رياضية ورقمية من خلال المحاكاة الحاسوبية، وعملية من خلال التجارب المعملية، مما يعمل علي تحسين جودة الاتصالات وترشيد استهلاك بطاريات الهواتف الذكية. ويشكل هذا المشروع النواة المبدئية التي يمكن تطويرها في مراحل لاحقة للوصول إلي نماذج عملية وتصنيع مكونات أجهزة الهواتف الذكية، ويمكن أن يكون مستقبلاً بمثابة منتج مصمم محلياً ويتم تصديره دولياً. أما المشروع البحثي الرابع فيأتي في مجال صناعة السيارات ويركز علي 'تصميم وتنفيذ نموذج مبدئي لأداة تحليل واختبار شبكات التحكم الإلكترونية الخاصة بصناعة السيارات CAN Track' من خلال نموذج مبدئي لأداة تحليل واختبار خواص وعمل شبكات التحكم الإلكترونية الخاصة بربط المعالجات الالكترونية للسيارات. وستساعد هذه الأداة علي تطوير صناعة السيارات عن طريق تفعيل أفضل لمنظومات الاختبارات الدقيقة للمعالجات الإلكترونية. وسوف يبلغ حجم الاستثمار في هذا السوق حوالي 18 مليار دولار بحلول عام 2018. ويستهدف المشروع البحثي الخامس، والذي يأتي في مجال الصناعات الالكترونية، تطوير تقنيات جديدة تمكن من استخدام السيلكون كمادة فعالة لأقطاب بطاريات الليثيوم المتأين بدلا من الجرافيت المستخدم حاليا حيث أن السعة الكهربية النظرية للسيلكون تعادل 11 ضعف من سعة الجرافيت النظرية، مما يسهم في التغلب علي مشكلة السعة والعمر المحدودين لبطاريات أجهزة الحواسب والهواتف المحمولة. ويركز المشروع البحثي السادس، وهو في مجال الشبكات الكهربائية الذكية، علي مشكلة موازنة التوزيع بسبب الأحمال الثلاثية الوجه الغير متماثلة والتي تؤدي إلي تيار محايد غير صفري وهي مشكلة شائعة ومعروفة في توزيع الشبكة الكهربائية وهو ما يحد من قدرة المحولات الكهربائية واحتمال حدوث حريق نظرا لهذا التيار العالي. ويقدم هذا المقترح البحثي حل ذكي للحد من التيار الأرضي باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لعمل منظومة لحل هذه الظاهرة في شبكة التوزيع الكهربي. وتم تنفيذ نموذج صغير ومبدئي في مختبر البحوث الكهربائية في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية. وسوف يتم اختبار نموذج آخر يهدف لاختبار الفكرة البسيطة علي نموذج حقيقي في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، ومن ثم التأكد من صحة النظام في نطاق واسع علي نظام التوزيع الكهربي. وسيتم نشر النتائج من خلال ورشة عمل والبحوث والمنشورات. جدير بالذكر أن البرنامج قام بتمويل 102 مشروعاً بحثيا مشتركاً بين الشركات والجهات البحثية منذ انطلاقه عام 2006 وحتي الدورة السابعة عشر التي تم توقيع عقود تمويل المجموعة الأولي من المشروعات الفائزة بها اليوم.