'النقيب علي عسران'.. اسم، لبطل، وضابط شجاع.. امتلك جرأة المواجهة مع 'الإرهاب'، حين أفرغ طلقات مسدسه في رأس الإرهابي، الذي، لو ترك ينفذ ما خطط له، من مذبحة أمام معبد الكرنك، الأربعاء الماضي، لكانت 'مصر' انحدرت من جديد نحو 'الأسوأ'. فحين وقعت 'الواقعة' ووصل الإرهابيون إلي مداخل 'معبد الكرنك' بالأقصر، قبل الحادية عشرة من صباح الأربعاء الماضي.. كان النقيب 'علي عسران' يجلس علي كافتيريا، علي مقربة من سيارة شرطة، تتابع عن كثب جملة الأوضاع الأمنية في 'الكرنك' وما حوله.. وما أن شاهد أحد الإرهابيين الثلاثة منفذي الحادث، يمسك بيده سلاحًا آليا، وبيده الأخري حقيبة القنابل، حتي خطا نحوه بخطوات متسارعة، في تحد للموت من ضابط شجاع.. أدرك أن اقدام هذا الإرهابي علي تنفيذ جريمته، سوف تعود بالسلب.. ليس علي السياحة في الأقصر وحدها.. بل علي مجمل البلاد، والتي تتصدي بقوة لعناصر الإرهاب، المدعومة من قوي الشر في الخارج. لم يفكر النقيب 'علي عسران' بأمنه الشخصي.. ولم يهب الموت علي يد ارهابي غادر، جاء ليزرع الموت في جنبات معبد الكرنك.. بل وضع الضابط البطل نصب عينيه، وطنه الذي يواجه حرب الموت والإرهاب والخراب.. ووضع في مخيلته هذا الطابور من شهداء الواجب، والذين يتساقطون دفاعا عن مصر الحبيبة.. في لحظة حاسمة، كان الضابط يضع اصبعه علي زناد مسدسه الشخصي، مصوبًا رصاصاته علي رأس الإرهابي، بعد أن أصبح لا يفصله عنه أكثر من متر واحد. في لمح البصر، كان الإرهابي يسقط مضرجًا في دمائه.. وفي نفس اللحظة، كان إرهابي آخر يصوب سلاحه باتجاه النقيب 'علي عسران' مستهدفًا قتله، لكن رعاية الله سبحانه وتعالي كانت بالمرصاد للضابط الباسل.. فأطلق أحد رفاقه رصاصات صوب الإرهابي، ليسقط مصابا بإصابات خطيرة، يرقد بسببها الآن في مستشفي الأقصر الدولي. وحين صمت غبار المعركة، في ملحمة الدقائق المعدودة، كانت حقائق ما جري تتكشف، حيث عثر داخل حقيبة الإرهابي القتيل نحو ثماني قنابل، كان يستهدف القاءها علي الأفواج السياحية القادمة لزيارة معبد الكرنك، لولا يقظة هذا الضابط الشجاع. وسرعان ما تحول الضابط الشجاع، ابن محافظة قنا الي بطل يتحدث عنه الجميع بزهو وفخار.. ولم لا، وهو شقيق لاثنين من ضباط الشرطة.. 'محمد' بالأمن المركزي بقنا، و'أحمد' وهو مدير مكتب مدير المباحث بمديرية أمن قنا.. وهو ابن للسيدة الفاضلة 'الحاجة سناء الحساني الطيب' ابنة عائلة 'الطيب' ذائعة الصيت، والتي ينتمي إليها الإمام الأكبر، شيخ الأزهر 'الدكتور احمد الطيب'.. وهي 'أم' ومناضلة سياسية، وخدمية.. ربت أولادها علي عشق تراب وطنهم، ومنحتهم هدية غالية لشرطة مصر ورجالها البواسل، لينخرطوا في صفوف 'الحق' دفاعًا عن أمن الوطن، وذودًا عن كبريائه. والنقيب 'علي عسران' درس.. كأشقائه في المعاهد والمدارس الأزهرية.. يحفظ أجزاء كبيرة من كتاب الله العزيز.. درس في معهد مبارك الابتدائي بمنطقة سيدي عبد الرحيم بقنا، ودرس الإعدادي والثانوي بمعهد الأزهر الديني بقنا.. تخرج في أكاديمية الشرطة في 'عام الثورة' 2011، وتزوج منذ عامين من خريجة علوم، من جامعة جنوب الوادي عام2011.. عمل فور تخرجه كضابط نظامي في بور سعيد، ثم نقل للعمل لمدة سنة في مركز 'إسنا'.. ثم عين ضابطا لقسم الترحيلات بالأقصر في العام 2012. وبقي هنا أن نشير إلي الجانب المؤلم في قصة النقيب البطل 'علي عسران'.. فقد تعرض للظلم علي يد رئيسه في العمل.. ولم يرفع هذا الظلم عن كاهله حتي اللحظة.. وهو ظلم لا نريد طرحه علي الملأ، بل نرجو من اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية أن يراجع موقفه، وأن يعيد إليه حقه الذي سلبه رئيسه، الذي تربص به، وكان كل هدفه هو إيذاءه