انطلقت مساء امس الاثنين الجولة الخامسة من الحوار الوطني الليبي بين ممثلي أطراف الأزمة الرئيسيين في مدينة الصخيرات المغربية بحضور مبعوث الأممالمتحدة ورئيس بعثتها للدعم في ليبيا برناردينو ليون، ورئيس مجلس النواب المغربي رشيد الطالبي العلمي والوزيرة المنتدبة في وزارة الخارجية المغربية إمباركة بوعيدة. بدأت الجلسة باجتماع تقابلي بين كافة الأطراف المشاركة في الحوار، وكلمات لكل من رئيس مجلس النواب المغربي والمبعوث الأممي والوزيرة المنتدبة للخارجية المغربية. وقال المبعوث الأممي برناردينو ليون في كلمة قصيرة إن الجميع يتفق علي ضرورة الحل السلمي في ليبيا، مضيفا 'لقد حان الوقت أخيرًا الآن لاتخاذ قرار أكثر صعوبة لتحقيق السلام والبدء في العملية الرامية إلي تحقيق المصالحة الوطنية'. وتحدث ليون عن تفاصيل المسودة الحالية، مشيرًا إلي أنها 'تقدم رؤية للهيكل المؤسسي الموقت والترتيبات الأمنية التي سوف يقوم عليها ما تبقي من الفترة الانتقالية، وهي تركز علي تزويد هذه المؤسسات بالقدرة والأدوات اللازمة للحكم بشكل فعال في الوقت الذي تضمن فيه التزامها بمبادئ الديمقراطية، والفصل بين السلطات والضوابط والموازين المناسبة'. ولفت المبعوث الأممي إلي أنه 'من غير المرجح علي الإطلاق أن تلبي أي مسودة جميع توقعات الأطراف المختلفة في السياق الليبي الحالي'، لكنه أعرب عن ثقته في أن 'المسودة الحالية تقطع شوطاً طويلاً نحو إقامة أرضية مشتركة للتوصل إلي اتفاق سياسي عادل ومعقول، قائم علي توافق الآراء والتوازن والشمول'. واعتبر أن ذلك 'بإمكانه أن يمهد الطريق لاستئناف العملية الديمقراطية.. فهذا ليس اتفاقًا للفائزين أو الخاسرين، بل هو اتفاق المنتصر الحقيقي الوحيد فيه هو شعب ليبيا'. وأضاف ليون 'الأمر الهام للغاية هو الاتفاق بينكم من المجتمعين هنا اليوم بشأن حكومة وفاق وطني تمثل جميع الليبيين، يمكنها أن تبدأ العمل بسرعة لتولي مسؤولياتها في التصدي للتحديات الصعبة العديدة التي تواجه بلدكم، والعمل علي تحقيق الاستقرار واستعادة السلام في البلدات والمدن في مختلف أنحاء ليبيا، بدءًا من العاصمة طرابلس'. وتابع 'كما يتعين أيضًا اتخاذ الخطوات اللازمة بسرعة لوقف إراقة الدماء في بنغازي التي عاني شعبها معاناة لا حد لها بسبب النزاع، والتي أكسبتها التضحيات علي مدي السنوات، بحق، شرف استضافة مجلس النواب علي النحو المحدد في الإعلان الدستوري'. ونوه المبعوث الأممي إلي أنه 'يجب ألا يكون هناك أي لبس'، ونبه إلي أن 'التوصل إلي اتفاق سياسي لن يكون سوي الخطوة الأولي نحو التعافي وإعادة الإعمار والمصالحة، حيث ستبدأ بعد ذلك عملية التنفيذ الصعبة والمعقدة، لكن كونوا علي ثقة أنكم لن تحصلوا علي دعم كافة الأطراف الليبية المعنية فقط، بل أيضًا علي دعم الأممالمتحدة والمجتمع الدولي الأوسع'. واختتم ليون حديثه بالقول 'لندع التاريخ والشعب الليبي يحكمان علي شجاعتكم رجالاً ونساء، شبابًا وشيبًا، نجحت جرأتهم وشجاعتهم وتصميمهم أخيرًا في إحلال السلام في بلادهم'. من جانبه، أكد رئيس مجلس النواب المغربي رشيد الطالبي في كلمته أن الشعب الليبي 'قادر علي تفادي ما تمر به البلاد'، مؤكدًا أن الموقف في ليبيا 'يستلزم من كل الأطراف ضرورة التوصل إلي حل سلمي للأزمة'. كما أكد الطالبي أن بلاده 'ستقدم الدعم في كل المجالات إلي الحكومة الليبية، وعلي رأسها دعم مكافحة الإرهاب'، مضيفا 'سنساعد علي إعادة تأهيل البلاد بما فيه الدعم الاقتصادي'. بدورها، قالت الوزيرة المنتدبة للخارجية المغربية 'سنعمل جاهدين علي مساعدة ليبيا في اتجاه الحل السلمي'، ودعت جميع الأطراف إلي الالتزام بمبادئ الحوار، وأكدت أن المغرب عقدت العزم علي إنهاء المرحلة الانتقالية في ليبيا، وأن موقف المغرب ينبع من موقف الدولة من الحل في ليبيا.