قال مركز معلومات 'وادي حلوة- سلوان' الفلسطيني، إن 'لجنة الاستئنافات في مجلس التخطيط الأعلي' الإسرائيلية رفضت، مساء أمس الأحد، المخطط الاستيطاني المعروف باسم 'مجمع كيدم – عير دافيد- حوض البلدة القديمة'، والمزمع إقامته علي مدخل حي وادي حلوة ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصي المبارك. وأوضح المركز، أن اللجنة وافقت علي الاستئنافات التي قدمت من قبل مجموعة من الجهات والمؤسسات – بشكل منفصل- 'من أهالي حي وادي حلوة ومثلهم المحامي سامي أرشيد، ومن لجنة وادي حلوة، ومؤسستي 'عير عميم' و'عميق شافي''، ومجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين'. وأضاف أن لجنة الاستئنافات في مجلس التخطيط الأعلي طالبت من جمعية العاد الاستيطانية- مقدمة مشروع كيدم- تقديم مخطط جديد – إذا أرادت ذلك- للجنة اللوائية بشروط ومعايير محددة من 'لجنة الاستئنافات' ويتم النظر فيها ودراستها من جديد، فلا يمكن المصادقة علي 'المخطط الحالي'، حسب ما جاء بالقرار النهائي. وأوضح المحامي سامي أرشيد أن 'اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء' وافقت بداية شهر أبريل الماضي علي المخطط الاستيطاني كيدم، وعليه قدمت الجهات المذكورة أعلاه اعتراضاتها علي المشروع للجنة الاستئنافات في مجلس التخطيط الأعلي، والذي عقد بدوره عدة جلسات استمع خلالها للاعتراضات المقدمة علي المشروع. وأضاف 'مساء أمس صدر قرار يقضي برفض مخطط المشروع بأغلبية أعضاء اللجنة'، لافتا إلي 'أن 3 من أعضائها رفضوا المخطط و3 آخرين وافقوا عليه وطالبوا بالمصادقة النهائية، وأما رئيسية اللجنة – والتي يحق لها أن تعطي صوتين في حال تعادل الأصوات- حسمت القرار لصالح السكان'. وأشار المحامي أرشيد إلي أن 'لجنة الاستئنافات' اشترطت علي 'جمعية العاد الاستيطانية' إعادة التخطيط من جديد، بشرط أن يكون المبني صغيرا 'كمركز للزوار فقط' وتلغي فيه مواقف السيارات والغرف الإضافية 'غرف الاجتماعات والمطاعم.. '، كما يمنع أن يكون البناء علي أكثر من نصف مساحة الأرض، ويمنع أن تكون طوابق المبني أعلي من شارع وادي حلوة بطابق. واعتبر أرشيد أن قرار 'لجنة الاستئنافات' هو إنجاز كبير ليس لأهالي حي وادي حلوة فقط، إنما لمدينة القدس بشكل عام، حيث أن المخطط كان مزمع إقامته مقابل المسجد الأقصي مباشرة علي مساحة كبيرة من الأرض. وأكد أرشيد أن رفض المخطط هو بداية لمعركة جديدة، حيث من المتوقع أن تقدم جمعية العاد الاستيطانية مخططا آخر وسنقوم برفضه والاستئناف عليه محافظة علي عروبة وإسلامية مدينة القدس، وحماية لها من التهويد، مشددا علي أن جميعة العاد الاستيطانية تسعي لأهداف سياسية من وراء المخطط، حيث يعزل مخطط 'كيدم' سكان المنطقة الأصليين 'أهالي سلوان' عن محيطهم الطبيعي والقدس القديمة، كما سيعمل علي تغيير معالم البلدة التاريخية والأثرية، وبالتالي فإن المخطط أحادي الجانب ويرسخ السلطة الاحتلالية ويمارس أيدلوجية يهودية فقط، كما أن طرح السلطات الإسرائيلية لمثل هذه المشاريع في الأحياء الفلسطينية يأتي متجاهلا لوجود عشرات الآلاف من سكان المدينة، دون مراعاة احتياجاتهم، لأن هدفه خدمة 'السياحة والآثار والمستوطنين'. بدورها قالت لجنة أهالي حي وادي حلوة تعقيبا علي قرار 'لجنة الاستئنافات': 'إن رفض اللجنة للمشروع الاستيطاني يدل أنها أيقنت بعدم قانونية المخطط الاستيطاني المخالف للقوانين والأعراف الدولية'.. مثمنة 'إصرار سكان حي وادي حلوة واعتراضاتهم علي المشروع خلال الأشهر الماضية، والذين رفضوا كافة المغريات للتنازل عن موقفهم، كما صمدوا أمام التهديدات المباشرة من رئيس بلدية الاحتلال لهم'. وأكدت اللجنة علي مواصلة التصدي لأي مشروع استيطاني في الحي، خاصة وأن 'حي وادي حلوة' هو الحامي الجنوبي للمسجد الأقصي. يشار إلي أن المشروع يحمل الرقم الهندسي الهيكلي 13542، وحسب مخطط العاد الاستيطاني فكان يهدف لإقامة مبني سياحي من 5 طوابق 9 آلاف متر مربع، لاستخدام علماء ودائرة الآثار الإسرائيلية، إضافة لقاعات مؤتمرات وغرف تعليمية، ومواقف لسيارات السياح والمستوطنين، فضلا عن استخدامات سياحية، ومحلات تجارية، ومكاتب خاصة لجمعية العاد. وحسب المخطط الاستيطاني – الذي رُفض مساء أمس- كان يهدد مساحة كبيرة من أرض حي وادي حلوة، كانت تُستخدم للزراعة حتي احتلال مدينة القدس عام 1967، وبعد احتلالها قامت بلدية الاحتلال بمصادرتها وهدم غرفتين فيها تعود لعائلة عبده، ثم حُولت لموقف سيارات. وفي عام 2003 سيطرت جمعية العاد الاستيطانية علي تلك الأرض بطرق ملتوية، وبدأت منذ ذلك الوقت بالتخطيط لبناء مشروع استيطاني، وقامت بأعمال حفر متواصلة في منطقة المشروع 'ساحة باب المغاربة، وهدمت مقبرة إٍسلامية عمرها 1200 سنة، إضافة إلي تدميرهم آثاراً عثمانية وأموية وبيزنطية ورومانية، من غرف وأعمدة وأقواس، وأبقت علي عدد قليل منها تدعي أنها 'آثار الهيكل الثاني'، حيث سيخصص جزء من المخطط لعرض هذه الآثار المزعومة.