دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، مجموعة الدول الصناعية السبع إلي زيادة الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة بأفريقيا وذلك للحد من انبعاثات الكربون عالميا في ظل النمو الاقتصادي المتوقع للقارة. ونقلت صحيفة 'وول ستريت جورنال' الأمريكية -في تقرير علي موقعها الإلكتروني /السبت/- عن فابيوس 'يتعين علي قادة مجموعة السبع أن يدعموا خطة استثمار عملاقة في مجال الطاقة المتجددة بأفريقيا، وتيسير الحصول علي الكهرباء.. وبدون خطة كتلك، فإن الدول الصناعية المتقدمة ستجد صعوبة في إقناع الدول الأفريقية بالعدول عن استخدام الوقود الأحفوري'.. وأكد فابيوس علي أهمية التمويل في هذا الصدد باعتباره مسألة حاسمة. وتؤكد فرنسا، التي تستضيف فعاليات مؤتمر تغير المناخ في ديسمبر المقبل، علي أهمية الحيلولة دون أن تضخ أفريقيا كميات كبري من الكربون في الهواء. ويحذر المسؤولون في فرنسا من استحالة بلوغ الهدف الخاص بكبح جماح درجات الحرارة المرتفعة إذا ما تتبعت أفريقيا خُطي الصين مستخدمة الوقود الأحفوري كالفحم لتشغيل الميكنة الصناعية. ولفتت الصحيفة إلي ما أشار إليه تقرير صدر مؤخرا عن 'لجنة التقدم الأفريقي' التي يرأسها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، من أن نحو 621 مليون أفريقي من أصل نحو مليار أفريقي لا يحصل علي الكهرباء. وأكد التقرير أن أهمية حصول أفريقيا علي كهرباء لا تصبّ فقط في صالح المناخ وإنما أيضا في صالح الاقتصاد العالمي، ذلك أن النقص الدراماتيكي للكهرباء الذي تعانيه القارة يكلفها من 2 إلي 4 نقاط مئوية دون معدلات نموها سنويا، كما يعوق جهود التنمية ويحرم الغالبية العظمي من أبنائها من خدمات أساسية. ونقلت عن عنان قوله 'أفريقيا هي القارة التي أسهمت بأقل نصيب في تلويث البيئة العالمية ومع ذلك فستكون أكثر من يعاني إذا ما أسأنا التصرف'. ودعا عنان جهات التمويل العالمية مثل البنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي كممولين رئيسيين لمشاريع البنية التحية في أفريقيا إلي مضاعفة الجهود لبناء بنية تحتية لتوليد طاقة نظيفة علي أرض القارة السمراء. وبموجب اتفاق كوبنهاجن لمحاربة تغير المناخ، فقد تعهدت الدول المتقدمة بزيادة تمويلاتها المخصصة لمحاربة التغير المناخي في الدول النامية إلي 100 مليار دولار في السنة بحلول عام 2020. وحذر وزير الخارجية الفرنسي فابيوس من أن هذا الرقم قد لا يكون كافيا للحيلولة دون كبح جماح درجات الحرارة العالمية عن الارتفاع أكثر من 2 درجة سيليزية، وبالتالي قطع الطريق علي تغير مناخي آثاره كارثية.. وطالب فابيوس مجموعة السبع الصناعية بزيادة جهودها في هذا الصدد. وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، حذر الشهر الماضي من مغبة تباطؤ المنجزات علي صعيد التوصل لاتفاق أممي حول تغير المناخ بنهاية العام الجاري، قائلا إن 37 فقط من أصل 196 دولة عضوة بالأمم المتحدة تقدمت بخططها الخاصة بالحد من سرعة التغير المناخي بعد عام 2020.