الحصر العددي لنتائج انتخابات النواب، تقارب في عدد الأصوات بين مرشحي بولاق الدكرور باللجنة 63    متحدث التعليم: لا إجراءات جديدة ضد الطلاب غير المسددين للمصروفات    فصل التيار الكهربائي عن 11 منطقة وقرية بكفر الشيخ السبت المقبل    هيئة الأمم المتحدة للمرأة تكرّم رانيا المشاط ضمن القيادات النسائية الملهمة    كامل الوزير: أسعار الطاقة في مصر تنافسية جدًا وأقل من تركيا والهند    السودان: عقوبات شكلية على شبكة مرتزقة كولومبيين .. "واشنطن" مستمرة بحماية أبوظبي رغم انكشاف دورها    إعلام عبري: خطط عسكرية إسرائيلية جاهزة لضرب حزب الله بعد انتهاء المهلة    نشرة الرياضة ½ الليل| عودة كلوب.. قائمة الأهلي.. برشلونة يقترب من حمزة.. والخطيب يدير الملف    تفاصيل سقوط عقار إمبابة.. الأجهزة المختصة تدرس ملابسات الحادث.. فيديو    حرمانها من بناتها.. أحدث شائعة طاردت شيرين عبد الوهاب في 2025    ياسمين عبد العزيز ل منى الشاذلي: أنا زعلانة منك.. والمذيعة: بوقفك علشان بتخربي الدنيا (فيديو)    لحظة دخول ياسمين عبد العزيز ستوديو معكم منى الشاذلي    الجيش الصومالي يحبط محاولة تفجير في مقديشو    انهيار منزل قديم من 3 طوابق دون إصابات بطهطا في سوهاج    تعزيز التعاون الدوائي بين مصر والصين.. مباحثات موسعة لزيادة الاستثمار ونقل التكنولوجيا في قطاع المستلزمات الطبية    جيمي كاراجر يهاجم صلاح ليتصدر التريند.. مدافع ليفربول السابق لم يفز بالدورى الإنجليزى وسجل 10 أهداف منها 7 فى نفسه.. ميسى وصفه ب"حمار".. رونالدو تجاهله على الهواء.. ومورينو: أنت نسيت الكورة.. فيديو    توروب يعلن قائمة الأهلي لمباراة إنبي    أحمد سالم في كلمة أخيرة: متوقع اكتمال تشكيل مجلس النواب الجديد بحلول أوائل يناير    في ذكرى ميلاد نجيب محفوظ.. «الحرافيش» درة التاج الأدبي المحفوظي    أيهما الزي الشرعي الخمار أم النقاب؟.. أمين الفتوى يجيب    محمد رمضان ل جيهان عبد الله: «كلمة ثقة في الله سر نجاحي»    وزير الصحة يتفقد مقر المرصد الإعلامي ويوجه باستخدام الأدوات التكنولوجية في رصد الشائعات والرد عليها    دوري المحترفين ..أبو قير يواصل السقوط والترسانة يتعادل أمام طنطا    ميسرة بكور: بعض الدول الأوروبية تتصرف وفق مصالحها الوطنية على حساب المصلحة المشتركة    سيناتور روسي: العلاقات مع أوروبا لم تعد أولوية لترامب    مدينة العبور تجهز «شلتر» للكلاب الحرة لتحصينها وتنفذ حملات للتطعيم ضد السعار    إطلاق قافلة طبية علاجية شاملة لقرية أربعين الشراقوة بكفر الشيخ    إكسترا نيوز: لا شكاوى جوهرية في ثاني أيام التصويت وإقبال منتظم من السيدات    خبير استراتيجى: إسرائيل نفذت أكثر من 500 خرق منذ اتفاقية وقف النار بغزة    الإسماعيلي يكشف تفاصيل إصابة حارسه عبد الله جمال    حسام وإبراهيم حسن يزوران معسكر منتخب مصر مواليد 2007.. صور    فوز مشاريع تخرج كلية إعلام جامعة 6 أكتوبر بالمراكز الأولى في مسابقة المجلس القومي للمرأة    العدل: معايير النزاهة في الاستحقاقات الانتخابية منارة تضئ طريق الديمقراطية    المصل واللقاح: لقاح الإنفلونزا آمن تماما ويحسن المناعة ولا يضعفها    بعد أسبوع من البحث| اصطياد «تمساح الزوامل»    نصائح شعبة الذهب عند شراء الجنيهات والسبائك .. خاص    «هما كده» أغنية جديدة لمصطفى كامل ويطرحها السبت    لجان خاصة بذوي الإعاقة، تجارة عين شمس تعلن الجاهزية لامتحان 60 ألف طالب    أشرف زكى عن عبلة كامل : مختفية عن الأنظار .. ونشكر الرئيس على رعاية كبار الفنانين    «صحة قنا» تعقد اجتماعًا بمديرى المستشفيات لتعزيز جاهزية منظومة الطوارئ والرعاية الحرجة    ضبط شخص بحوزته كروت دعائية وأموال لشراء أصوات الناخبين في الأقصر    حبس عاطل بتهمة التحرش بفنانة شهيرة أثناء سيرها بالشارع في النزهة    تطورات الوضع في غزة تتصدر مباحيات الرئيس السيسي وملك البحرين    «المشاط» تبحث مع بنك الاستثمار الأوروبي نتائج زيارته لمصر    الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن فوز مصطفى البنا وحسام خليل بالدائرة الثانية بأطسا    المشدد 7 سنوات لرئيس حي شرق الإسكندرية السابق في قضية رشوة    الضباب الكثيف يلغي عددا من الرحلات الجوية إلى مطار حلب بشمال سوريا    حكم كتابة الأب ممتلكاته لبناته فقط خلال حياته    رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمشروع تطوير مدينة النيل الطبية    الخارجية السورية: إلغاء قانون قيصر يمثل انتصارا    ضربات أمنية لضبط الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي    مواعيد مباريات اليوم الخميس 11-12-2025 والقنوات الناقلة.. السعودية تواجه فلسطين والمغرب أمام سوريا    سباليتي: أداء يوفنتوس أمام بافوس كان محرجا في الشوط الأول    رئيس هيئة الاستثمار يشارك في احتفالية شركة «قرة إنرجي» بمناسبة مرور 25 عامًا على تأسيسها    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 11-12-2025 في محافظة الأقصر    أسعار الفضة تلامس مستوى قياسيا جديدا بعد خفض الفائدة الأمريكية    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025    دعاء الفجر| (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معارك تكسير العظام بين قيادات 'الإخوان' !!

تركت سياط الاتهامات آثارًا دامية علي ظهور القيادات الإخوانية بعد هروبهم من ساحة 'رابعة العدوية' بالقاهرة قبل عملية فض الاعتصام في الرابع عشر من أغسطس 2013، وأمسك أعضاء التنظيم الإخواني بأحجار وصخور الاتهامات ورجموا بها رموزهم التي كانت تمسك بزمام القيادة وتقود التنظيم وتصعد به إلي الهاوية.. ومن الهاوية كان الملتقي بين 'الإخوان' في حجيرات أقسام ومراكز الشرطة وغرف السجون، وكانت جدران السجون شاهدة علي الكثير من الخلافات والمعارك بين الأعضاء والقيادات طوال أكثر من عشرين شهرًا، وتبادل الجميع الاتهامات بالمسئولية عن الفشل والسقوط السريع من علي سُدة الحكم، وخرج بعضهم من السجون بأحكام البراءة بعد محاكمات وتحقيقات، وقطعوا علي أنفسهم عهدًا باعتزال الجميع أو حسب قولهم 'اعتزال الفتنة'، وسارعت البقية الباقية خارج السجون ومعهم عناصر من الهاربين إلي البحث عن خطة لإنقاذ الجماعة والإطاحة بالقيادات التي أعادت التنظيم الإخواني إلي باطن الأرض وأسوار السجون بعد أيام معدودات من الهيمنة علي البلاد والعباد!!
حاول أعضاء 'الإخوان' أن يجمعوا شتات أمرهم ويبحثوا بين فلول الجماعة عن الثقات - والثقات فقط - لإعادة تكوين الوحدات التنظيمة، وبدأت اجتماعات الأُسَرِ 'جمع أُسرة'، والشُّعَبِ 'جمع شُعبَة'، وسارع التنظيم إلي إجراء الانتخابات الداخلية لإحلال قيادات بديلة لمن تم سجنهم أو هربوا خارج البلاد وتمت الانتخابات في الوحدات القاعدية.. وكانت المفاجأة في إصرار الغالبية العظمي علي الإطاحة باصحاب القرار الإخواني في مرحلة ما بعد الخامس والعشرين من يناير 2011، حتي فض اعتصام رابعة في الرابع عشر من أغسطس 2013، وكان في مقدمة هؤلاء مجموعة خيرت الشاطر وعلي الأخص منهم 'محمود عزت ومحمود حسين ومحمود غزلان وعبد الرحمن البر'، وحالت اللائحة دون الإطاحة بأعضاء مكتب الإرشاد الذين تتم محاكمتهم في العديد من القضايا لأن اللائحة تمنح عضو مكتب الإرشاد المسجون حق الاحتفاظ بمنصبه طوال فترة سجنه.. وبناء عليه.. ظل خيرت الشاطر في موقعه نائبًا للمرشد العام – رغم اتفاق الجميع علي أنه المسئول الأول عن الحالة المتردية التي وصلت إليها الجماعة، وكذلك استمر بديع مرشدًا مع تكليف لجنة لإدارة الأزمة وتسيير الجماعة بداية من فبراير 2014، وتم الاتفاق علي أن تظل هذه القرارات سرية حتي لا تسقط القيادات الجديدة في قبضة أجهزة الأمن.. لكن كانت يد الأمن أسرع من الجميع وتم القبض علي عدد كبير من هذه العناصر وأصبحوا جميعًا متهمين في قضايا الإرهاب!!
ولم تكن القيادات الجديدة أفضل حالًا من سابقتها وأمطرت الصف الإخواني بأوهام النصر القادم والسقوط القريب لما يسمونه ب'الانقلاب'، والعودة المنتظرة للحكم.. لكن سرعان ما سقطت الوعود تلو الأخري، وانفرط عقد التحالف الإخواني المعروف باسم 'تحالف دعم الشرعية' وانتقلت الكيانات الإخوانية الوهمية في الخارج من فشل إلي فشل.. وأخذت المخططات الجديدة بيد الكثيرين إلي السجون!!
وفي الخامس من أبريل 2015 تم الإعلان عن اختيار الدكتور أحمد عبد الرحمن أمين حزب الحرية والعدالة 'المنحل' بالفيوم رئيسًا للمكتب الإداري ل'الإخوان' المصريين في الخارج في محاولة لإنهاء حالة الانقسام والخروج من نفق الفشل المظلم.. وظن البعض أن المكتب الإداري في الخارج نور في نهاية النفق.. لكنهم وجدوا منه نيرانًا جديدة في رماد ساخن من الخلافات التي كانت تنتظر عودًا من الثقاب حتي تشتعل من جديد!!
سارعت القيادات الإخوانية الجديدة بالجماعة نحو الانتحار وأعلنت صراحة عن اختيارها لطريق العنف الذي يتدثر بعنوان 'الخيار الثوري'، وأكد أحمد عبد الرحمن رئيس المكتب الإداري بالخارج في حديث لقناة 'الجزيرة' أن الجماعة وَدَّعَت خيار الإصلاح وانتقلت إلي النهج الثوري.. وصدق الكثيرون الأوهام هذه المرة، ومع مرور الأيام تزايدت جرعات الفشل التي يتعاطها 'الإخوان' فأصابت أكثرهم بالتسمم الحاد ودفعت إلي الخروج من أعماق الظلمات للبحث عن شاطئ النجاة.. وعلي الشاطئ ارتفع صوت النزاعات والخلافات!!
وبعد مد وجزر داخل الجماعة.. قذفت أمواج الانقسام بالخلافات إلي دائرة الضوء، وبدأت معارك تكسير العظام تطفو علي السطح بمقال كتبه الدكتور محمود غزلان في موقع 'نافذة مصر' الإخواني يوم الجمعة 22 مايو 2015 وفتح غزلان فوهة البركان بكلمات أكد فيها أن بعض عناصر الجماعة لم تتحمل المحنة وتفلتت مما أسماه بالسلمية.. وكان الرد عليه عنيفًا من عناصر وقيادات الجماعة التي ظهرت بوجهها الحقيقي الدامي الذي لا يقبل السلمية حتي وإن كانت قناعًا!!
واعتبر الجناح المهيمن علي قطاع الشباب داخل 'الإخوان' أن مقال محمود غزلان محاولة جديدة للظهور وأنه سيفتح الباب لعودة القيادات القديمة المتهمة بالفشل من قطاع عريض داخل الجماعة.. وجاء الرد من الإعلامي الإخواني أحمد منصور صاعقًا للجميع وكتب مقالًا علي 'الفيس بوك' يوم السبت 23 مايو 2015 يتهم فيه الرئيس المعزول محمد مرسي ومحمد بديع المرشد العام لجماعة 'الإخوان' وقيادات التنظيم القديمة بالفشل، وأكد أحمد منصور أن محمد مرسي وقيادات الجماعة يتحملون مسئولية الدماء التي سالت في مصر، حسب قوله، وقال منصور '.. يتحمل مرسي وقيادات الإخوان بأدائهم الفاشل سواء في مجلس الشعب أم الرئاسة والحكومة السبب الرئيس فيها'. وأوضح أحمد منصور أن: 'كل من لديه أبسط مراحل الفهم والإدراك يعلم من متابعته لسياسة السيسي تجاه الإخوان من أول يوم أنها سياسة صفرية لا تقبل أنصاف الحلول أو المصالحة وأن السيسي قرر أن يكسر شوكة 'الإخوان' ويقضي عليهم ولا مجال للصلح معهم'!!
وتساءل منصور عن أسباب تخلي 'الإخوان' عن فكر مرشدهم المؤسس حسن البنا ومشروعه والإنصات لأفكار وكلمات الدكتور محمد بديع الذي وصفه بأنه 'قد يكون صالحا في نفسه كشخص لكنه لا يملك أيا من مقومات الزعامة أو مواصفات الإرشاد والقيادة التي تخلي عنها أو انتزعها الآخرون منه وجرفوا الجماعة ومصر والأمة إلي ما وصلت إليه'.
وفي اليوم التالي 'الأحد 24 مايو' نشر موقع 'نافذة مصر' الإخواني مقالًا موقعًا باسم عصام المصري جاء فيه أن الدكتور محمود غزلان وعددًا من أعضاء مكتب الإرشاد، الذي كان يدير الجماعة أثناء حكم 'الإخوان' تم إعفاؤهم من مناصبهم، وأنهم لم تعد لهم صفة في مكتب الإرشاد الجديد الذي تم تشكيله خلال العام الماضي بناء علي انتخابات داخلية. وقال عصام المصري: 'حديثي هنا عن مسئول إداري 'سابق' بمكتب الإرشاد – يقصد محمود غزلان- وعن قيادة حالية كلاهما لهما كل التقدير – يقصد محمد بديع لأنه لا يجوز عزله حسب لائحة الجماعة لأنه مسجون- وكلاهما لم يعبرا بشكل حقيقي عن شباب الجماعة المناضل'، وأضاف المصري قائلًا: 'عزيزي 'المكتب القديم' و'المكتب القائم'، كلاكما لم تكونا علي قدر المرحلة التاريخية التي تمر بها الأمة حسب تعبيره!!
وفي ذات اليوم 'الأحد 24 مايو' تلقي غزلان ومعه محمود حسين لكمة قوية من عمرو فراج القيادي الإخواني ومؤسس شبكة 'رصد' الذي ألمح إلي أن قياديًّا كبيرًا اسمه محمود يخضع للمساءلة داخل الجماعة حاليا في اتهامات تتعلق باختلاسات مالية.. وكان لهذه الاتهامات أثر سيئ في نفوس المخدوعين في قياداتهم.. فصدرت التوجيهات لعمرو فراج بالتراجع فقام بحذف المنشور، وأعتذر عما ورد فيه معللًا فعلته بأنه كان منشورًا ساخرًا لا يمت للواقع بصلة، وقال فراج: 'مسحت ما كنت قد كتبته اليوم في أمر ما.. بعد وصولي لقناعة شخصية أن الحديث هنا لن يؤثر ولن يفيد.. وأن الإيمان.. هو ما وقر في القلب.. وصدقه العمل.. وليس ما باح به اللسان فقط'. وأضاف فراج: 'أعتذر للجميع إن كان ما كتبته في الصباح والذي أوضحت تمامًا أنه لا يمت للواقع بأي صلة.. وفهمه البعض علي أنه إسقاط علي أشخاص حقيقيين.. يعيشون معنا في الفيلم القميء اللي كلنا عايشين فيه ده.. أعتذر لهم لو حسوا إن كلامي فيه تجريح لأي شخص هما حسوا أن كلامي جاي عليه'.
غير أن قيادات في 'الإخوان' رأت أن منشور عمرو فراج لم يأت من فراغ ولم يكن تصرفًا فرديًا غير مقصود وأنه كان تهديدًا صريحًا بفتح ملفات مسكوت عنها داخل التنظيم وأكثرها يتعلق بالتصرفات المالية لأعضاء مكتب الإرشاد، ومنها ملف أموال الجماعة لدي القيادات القديمة!!
ودخل الصراع مرحلة جديدة بعد خلاف بين قيادات 'الإخوان' حول الموافقة الصريحة علي بيان 'نداء الكنانة' الذي وقعه من يسمون أنفسهم بالعلماء وتم إعلانه يوم الأربعاء السابع والعشرين من مايو 2015، وأباحوا فيه استخدام العنف والإرهاب في مواجهة مؤسسات الدولة المصرية تحت بند ما يسمونه بالقصاص ودعاء البيان صراحة إلي قتل القضاة وضباط وجنود الجيش والشرطة والإعلاميين ومفتي مصر.. وكان رأي عدد من القيادات أن يتم تنفيذ ما جاء في بيان 'نداء الكنانة' من عمليات تحمل مسمي القصاص، مع إظهار السلمية، بينما رأت قيادات أخري أن تتبني الجماعة البيان علانية وبشكل صريح، وهذا ما تم نشره رسميا باسم محمد منتصر المتحدث باسم 'الإخوان' وعلي موقعها الرسمي، حيث أكد أن البيان الذي أصدره 159 ممن يسمونهم 'علماء الأمة' وما سبقه من فتاوي شرعية بأن مقاومة الظلم هو واجب شرعي، هو أحد المنطلقات الرئيسة التي أكدت صحة مسار الجماعة في كفاحها ضد الظلم، حسب قوله!!
وبهذا الموقف الرسمي المؤيد الذي يتبني عمليات الاغتيال، أعلنت جماعة الإخوان أنها ستبدأ في تنفيذ عمليات القتل.. أي أنها ستعلن مسئوليتها عما يقع من عمليات إرهابية قادمة.. يعني بالبلدي كده أي جندي يسقط شهيدًا ستكون 'الإخوان' مسئولة عن دمائه طبقًا لبيان ما يسمي ب'نداء الكنانة' وطبقًا لإقرار وتأييد الإخوان لهذا 'البيان'!!
وفي الساعة 8:18 من مساء الخميس 28 مايو 2015 بدأت حرب البيانات بين قيادات 'الإخوان' وخرج الأمين العام المعزول محمود حسين ليلقي بقذيفة في وجه من يسمون أنفسهم بالقيادات الجديدة ويؤكد في بيان نشره في حسابه علي 'الفيس بوك' أنه مستمر في موقع الأمين العام للجماعة مؤكدًا أن المرشد الجديد هو محمود عزت، وقال محمود حسين إن 'الجماعة تعمل بأجهزتها ومؤسساتها وفقا للوائحها وبأعضاء مكتب الإرشاد ودعمت عملها بعدد من المعاونين وفقا لهذه اللوائح و لقرارات مؤسساتها وأن نائب المرشد وفقا للائحة يقوم بمهام المرشد العام إلي أن يفرج الله عنه – حسب قوله - وأن مكتب الارشاد هو الذي يدير عمل الجماعة'!!
وبعد حوالي تسعين دقيقة من بيان محمود حسين وبالتحديد في الساعة 9:49 من مساء الخميس أصدر محمد منتصر المتحدث الجديد باسم جماعة 'الإخوان' يعلن فيه أن الدكتور محمود حسين لم يعد أمينًا عامًا للجماعة منذ فض اعتصام 'رابعة'، وأن الأمين العام الحالي يتولي مهام موقعه من داخل مصر.
وقال محمد منتصر إن الجماعة أجرت انتخابات داخلية في فبراير 2014 وقامت بانتخاب لجنة لإدارة الأزمة، مارست مهامها وكانت نتيجة هذه الانتخابات استمرار الدكتور محمد بديع في منصب المرشد العام للجماعة وتعيين رئيس للجنة إدارة الأزمة وتعيين أمين عام للجماعة من داخل مصر لتسيير أمورها، - أي إقصاء محمود حسين- كما قامت الجماعة بانتخاب مكتب إداري لإدارة شئون 'الإخوان' في الخارج برئاسة الدكتور أحمد عبد الرحمن، وقامت الجماعة بتصعيد قيادات شابة في هياكلها ولجان عملها.
وأكد محمد منتصر أن مؤسسات الجماعة التي انتخبتها قواعدها في فبراير 2014 تدير شئونها، وأن المتحدث باسم الجماعة ونوافذها الرسمية فقط هم الذين يعبرون عن الجماعة ورأيها.. أي لا قيمة لتصريحات محمود حسين أو محمود غزلان أو غيرهم من القيادات القديمة!!
ولم يقل المتحدث باسم التنظيم الإخواني إن النوافذ أو المواقع والصفحات الرسمية التي يتحدث عنها رفضت أن تنشر بيان محمود حسين.. فلم يجد القيادي الأشهر سبيلًا سوي نشر البيان أو التصريح المقتضب في حسابه علي الفيس بوك.. وعقب النشر لم يسلم من هجوم عناصر 'الإخوان' وشتائمهم له في مواجهة من يدافع عن محمود حسين ويسب الآخرين.. يعني معركة إخوانية أجاد طرفاها السب والشتم للجميع خلال فترة حكمهم والآن يستخدمون هذا السلاح في حرب أهلية بين أعضاء التنظيم!!
وفي تصرف داعم لموقف القيادات الجديدة في مواجهة محمود حسين ومجموعته أعلن أحمد رامي، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة 'المنحل' رفضه للتصريحات التي صدرت من محمود حسين والقيادات القديمة لمكتب الإرشاد، مشيرًا إلي أن الجماعة لديها مؤسسات جديدة هي من تعبر عن الجماعة، وأضاف رامي في بيان له: 'الجماعة لها مؤسساتها التي تصدر عنها مواقفها الرسمية ولها متحدث وحيد يعبر عن مواقفها فضلا عن أن أي أخبار من غير نسبتها لمصدر بعينه لا يعتد بها'.
وقالت عناصر إخوانية إن محمود حسين اتخذ قرار عدم الاعتراف بالقيادات الجديدة بعد سحب الملف المالي والتنظيمي منه وإسناده إلي المكتب الإداري في الخارج برئاسة أحمد عبد الرحمن، وهذا ما يدعم القول بوجود خلافات مالية طاحنة داخل 'الإخوان' خاصة أن القيادات القديمة من مجموعة خيرت الشاطر هي التي كانت تهيمن علي أموال الجماعة واستثماراتها والتبرعات الواردة إليها!!
ومع تصاعد حدة الانقسام.. ظهرت بين القيادات المتصارعة جبهة رافضة لجميع القيادات القديمة والجديدة، وأعلنت عناصر قيادية في الجماعة أن الجميع فشلوا في قيادة التنظيم وصعدوا به إلي الهاوية، وقال هؤلاء إن الخطأ هو خطأ القاعدة الإخوانية التي منحت الثقة لهذه القيادات الفاشلة، وقال علي خفاجي أمين شباب حزب 'الحرية والعدالة' المنحل بالجيزة في رسالة في حسابه علي 'الفيس بوك': 'كلنا كنا السبب في اللي حصل دلوقتي، سكوتنا علي الغلط، تطبيلنا علي كلام ملوش أي معني ولا لازمة بس خارج من بوق قيادي، وتكرارنا لنفس الخطوات الغلط إلي بتودي لنفس النتائج، خوفنا من إننا نقول الحقيقة للناس بحجة وحدة الصف، تعظيمنا لبعض القيادات وكأنهم رسل من عند الرب'.
وكتب إخواني آخر سؤالًا لأعضاء الجماعة يقول فيه: 'تحب تدعم المجموعة اللي لبستنا في الحيط لغاية فض رابعة و للا المجموعة اللي لبستنا في الحيط من الفض إلي الآن؟'.
وقال إخواني ثالث: إن 'القاصي والداني يعرف إن محمود حسين لم يحز علي أصوات تذكر في المجمعات الانتخابية الأخيرة ل'الإخوان' وخرج من كل تشكيلات الجماعة.. دلوقتي بينزل بيان وبيذيله بأنه الأمين العام وبيقول إن مرشد الجماعة هو نائبها السابق اللي هو محمود عزت.. وده يعني ان ضرب بكل الانتخابات والاستحقاقات عرض الحائط.. عوضًا علي ان اللجان الإعلامية ل'الإخوان' كلها رافضة تنشر بيانه ده علي أي موقع رسمي لأنها رافضة الإجراءات دي وهي بتدعم الجانب الآخر.. وإلا هل يعقل ان بيان الأمين العام ينزل علي صفحته علي الفيس ومينزلش علي مواقع الجماعة من البداية؟'
وامتدت نيران الخلافات، إلي المكاتب الإدارية في القاهرة والمحافظات، وزاد الموقف تعقيدًا بعد بيان أصدرته مجموعة من قيادات 'الإخوان' بالقاهرة، مساء الجمعة 29 مايو 2015 يحمل اسم مكتب 'الإخوان' بشمال وشرق القاهرة وتم الإعلان في البيان عن البدء في الإعداد لانتخابات لإنتاج مجلس شوري عام جديد يقوم بتعيين مكتب إرشاد وفق ضوابط جديدة لاختيار القيادات وتمكين الكوادر الإخوانية الشابة.
وأضاف المكتب في بيانه : 'تقوم لجنة مستقلة تمثل كافة شرائح الجماعة بإعداد لائحة جديدة، و يراعي في ذلك أَلَّا يشارك في هذه الانتخابات 'مشاركة أو إشرافًا' أيُّ من القيادات التي أدارت الجماعة خلال الفترة الماضية علي أن تعرض كافة الخطط و الاستراتيجيات والقرارات التي اتخذتها الإدارة الحالية علي مجلس الشوري العام الجديد و المنتخب لإقرارها أو تغييرها'.
وأكد البيان أن اللجنة الإدارية التي تقود العمل في الجماعة منذ فبراير 2014 سوف تستمر في إدارة شئون الجماعة بصورة مؤقتة وذلك لحين إجراء انتخابات لتعيين مكتب إرشاد جديد يقود الجماعة خلال مدة لا تزيد علي 45 يومًا.
وهدد البيان الإدارة الإخوانية الحالية بأنه في حالة عدم اتخاذ إجراءات جادة تتجاوب مع ما يطالبها به الإخوان خلال أسبوع من تاريخ البيان، فإنهم – أي مجموعة القاهرة - سوف يقومون باتخاذ كافة الإجراءات التي يمليها عليهم التزامهم أمام جموع 'الإخوان' في المحافظة'، وعقب البيان أعلنت مجموعات من إخوان الإسكندرية أيضًا تأييدهم لبيان 'القاهرة'.
وقد حاولت عناصر قيادية في التحالف الداعم للجماعة التدخل لإنهاء حالة الانقسام الإخواني وأجري بعض الشباب اتصالات بأعضاء في اتحاد علماء المسلمين لتشكيل لجنة للوساطة بين الأجنحة المتصارعة داخل التنظيم.. لكن باءت هذه الجهود بالفشل حتي كتابة هذه السطور، وتبذل الجماعة محاولات يائسة للإيحاء بتماسك وقوة صفوفها وصدر تكليف للشباب بالنشر المكثف علي مواقع التواصل الاجتماعي والحديث عن وحدة الصف والزعم بأن الحرب الكلامية لم تتجاوز الخلاف في وجهات النظر بين جيل الشباب وجيل الشيوخ.. لكن الكلمات لا قيمة لها في رتق الخرق الذي اتسع علي الراقع!!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.