أكد الدكتور حازم الببلاوي ممثل المجموعة العربية في صندوق النقد الدولي أن وفدا من صندوق النقد سيزو القاهرة خلال أواخر الشهر الجاري، وذلك للتعرف علي المعطيات الجديدة في الاقتصاد المصري وإجراء مناقشات مع مسئولي المجموعة الاقتصادية والبنك المركزي ضمن عملية التمهيد لإجراء المشاورات السنوية حول الاقتصاد المصري والتي ستتم العام المقبل. وقال الببلاوي أن كريستين لاجارد مدير الصندوق كانت قد أكدت في شرم الشيخ أن كل ما علي الحكومة المصرية أن تفعلة حين تحتاج أي مساعدة من الصندوق هو فقط أن تتصل تليفونيا بالصندوق. وأكد الببلاوي خلال لقائه مع الصحفيين المصريين، أن الملائمة قد تقتضي تأجيل اي اتفاق مع صندوق النقد الدولي إلي ما بعد انتخاب البرلمان المقبل، مضيفا أن ذلك سيمنح الحكومة قوة تفاوضية أكبر حيث أن أي برنامج لا يمكن أن ينجح الا بقول من الشعب ونوابه مع تصميم جيد ومدروس. وكشف أن المشير طنطاوي رفض حين كان رئيسا للمجلس العسكري إبرام اتفاق مع صندوق النقد، إلا إذا وافق رئيس الوزراء حينها وكل من وزير المالية ومحافظ البنك المركزي، مضيفا أن الببلاوي بصفته وزير للمالية أن ذاك حصل علي موافقة الدكتور فاروق العقدة أن ذاك، وحين عرض علي مجلس الوزراء حصل علي موافقة بالاغلبية، الا أن الحكومة تغيرت وتوقف السعي إلي لإبرام اتفاق، وبما أن أمور مصر تغيرت ومن ثم فخيار الإنتظار حتي مجيء البرلمان هو الأفضل. وأوضح أن مصر تسير بوجة عام في الطريق الصحيح وقامت بخطوات جيدة علي الصعيدين الامني والاقتصادي، غير أن ذلك لا ينفي أن هناك تحديات كثيرة وان العديد من المشكلات تحتاج لوقت طويل لحلها.. وأن المشكلات الاقتصادية والاجتماعية تراكمت علي مدي طويل في مصر، وجاءت الأحداث التي شهدتها مصر خلال الأربع سنوات الماضية لتفاقم من الصعوبات القائمة. وقان إنه من أجل ذلك لابد من بناء أولويات صحيحة وعمل توازنات دقيقة حتي يقوم بالتضحية من يجب علية أن يضحي، فالمواطنة العامة في النهاية لن ترضي الجميع مهما حاولنا. وأكد الببلاوي أن ما يدعو للاطمئنان أن عجز الموازنة في مصر بدأ في التراجع، وكذلك الزيادة في الدين العام توقفت، منوها إلي أن عملية إصلاح دعم الطاقة كانت 'خطوة هامة وخطيرة وصعبة' لكن قيمتها ستضيع إذا لم يستمر الإصلاح. وقال الببلاوي أن العالم كله يميل إلي تطبيق ضريبة القيمة المُضافة فهي تحقق عدالة أكثر وإيرادات أعلي، مستطردا: أن تنفيذها يحتاج إلي اقتصاد منظم ومؤسسات حديثة وهو الأمر الذي قد يكون 'صعبا بعض الشيئ' في بلد مثل مصر، غيرا أن الحكومة قطعت خطوات معقولة. وأكد الببلاوي أن التهرب الضريبي مشكلة كبيرة في مصر ومن المهم التصدي لها، فالدولة تحتاج إلي موارد كثيرة لتعوض ما تم اقتطاعه في الأعوام الماضية حيث خرجت أموال كثيرة أو تم تهريبها كما تراجعت عوائد السياحة. وحول المساعدات العربية لمصر قال الببلاوي أن هناك فهمًا مغلوطا لفكرة المساعدات حتي القوي يحتاج إلي من يساعدة، فأمريكا ساعدت أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، ودوّل أوروبية وآسيوية وعربية ساعدت أمريكا خلال الأزمة المالية العالمية في 2008 وذلك بالاستثمار في شراء النطاق الأمريكية، وما أودّ قوله أن من يساعد يثق في مستقبل البلد الذي يتلقي المساعدة، مضيفا أن المساعدات عادة ما يرافقها أو يتبعها ضخ استثمارات في المشاريع المختلفة. وحول إجراءات البنك المركزي المصري لضبط سوق الصرف، قال الببلاوي إنه من الواضح أنها حققت الهدف، فالسوق السوداء قد اختفت أو علي الأقل تراجعت إلي حد بعيد، مضيفا أنة من غير المقبول أن يكون هناك سعرين للصرف في أي بلد، فوجود سعرين يعني 'في حاجة غلط'. وذكر الببلاوي أنة مندهش من الهجوم الحاد علي ضريبة الأرباح الرأسمالية رغم أنها موجودة في عدد كبير من البلدان وفي نفس الوقت فإنه يتفهم أهمية مراعاة الحفاظ علي السوق أن تبقي جاذبة، مضيفا أنه يود أن يتم تطبيق هذه الضريبة بشكل يؤدي إلي تشجيع الشركات علي القيام بمزيد من الادخار، بمعني التفريق بين الأرباح الموزعة وغير الموزعة، مؤكدا أنه في كل الحالات لابد من الالتزام بالمعايير الدولية.