عقد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعاً صباح اليوم الأحد، بمقر وزارة الموارد المائية والري، بحضور وزراء التنمية المحلية، والتخطيط، والإسكان، والري، والزراعة، والبيئة، والبحث العلمي، بالإضافة إلي محافظي بورسعيد ودمياط والدقهلية. يأتي هذا الاجتماع لمناقشة خطة الوزارات المعنية لتحسين نوعية المياه ببحيرة المنزلة، وتقليل التلوث بها، فضلاً عن تنمية الثروة السمكية، وتجديد حركة المياه بين البحر المتوسط وبحيرة المنزلة، مما سينعكس بالإيجاب علي زيادة فرص العمل للصيادين بالمنطقة، وعودة البحيرة إلي سابق عهدها كواحدة من أهم مصادر الثروة السمكية بالبلاد. تم خلال الاجتماع عرض الموقف التنفيذي لمشروع حماية وتكريك بوغازي الجميل، لتنمية بحيرة المنزلة كمرحلة أولي من الحل العاجل للنهوض بالبحيرة، وتم الاتفاق علي تدبير التمويل اللازم للمرحلة الثانية خلال سنتين والبدء علي الفور في التنفيذ. كما تمت الإشارة إلي أن الجهود التي بذلت في المرحلة السابقة ساهمت في ارتفاع انتاج البحيرة من الأسماك إلي 81 ألف طن، بعد أن كان 60 ألفاً، مما يؤكد أنه سيكون هناك مردود اقتصادي مهم لأعمال التطوير للبحيرة بخلاف المردود الاجتماعي. وتم التأكيد علي استمرار حملات إزالة التعديات والمخالفات علي البحيرة، حيث كانت هناك بالأمس حملة موسعة في بعض المناطق لتطهيرها، إضافة إلي إزالة البوص والهيش، كما أن هناك مبني متكاملا لإدارة بحيرة المنزلة تم افتتاحه مؤخراً، وهو ما يؤكد الاهتمام البالغ بالمشروع. من جانبه، أكد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، أن هناك رؤية متكاملة للبحيرة، وما تحتاجه حالياً، حيث إن هناك العديد من الدراسات الجيدة التي قامت بها وزارة الموارد المائية والري الوزارات المختلفة، كما أن هناك تنسيقاً تاماً بين تلك الوزارات، فهناك جهود تبذلها وزارة الداخلية بالتنسيق مع وزارة الزراعة، كما تقوم وزارة التخطيط بتدبير التمويل اللازم. وأضاف محلب أن هناك ضرورة لدراسة مشاركة الشركات الحكومية المتوقفة عن العمل في أعمال البحيرة، مثل شركات الاستصلاح، وهذا سيكون نجاحاً آخر. كما تم خلال الاجتماع الإشارة إلي أنه من المنتظر الانتهاء من هذه المرحلة الجارية في نهاية العام الحالي، من خلال عمل امتداد للرأسين البحريين المحددين لبوغاز الجميل الجديد بطول 350م و300م للرأسين الغربي والشرقي علي التوالي داخل البحر، مع تكريك منطقتي بوغازي أشتوم القديم والجديد. حيث تبلغ كمية التكريك حوالي 700 ألف متر مكعب سوف تستخدم لتطوير شواطئ بورسعيد وتنميتها. كما تم التأكيد علي أن المشروع يأتي كمرحلة أولي عاجلة ضمن حزمة من المشروعات الموصي بها بموجب الدراسة التي قامت بها وزارة الري لتنمية بحيرة المنزلة، ومعالجة مشاكل التلوث بها، كما تمت الإشارة إلي أنه تم الانتهاء من تجهيز مستندات الطرح للمرحلة الثانية من المشروع، والتي تتمثل في تنفيذ أعمال تكريك ببوغاز ومنطقة مثلث الديبة، وكذلك تنفيذ قنوات تبدأ من خلف بوغاز الجميل ولداخل البحيرة بعمق 3 كم، وتبلغ القيمة التقديرية للمرحلة الثانية حوالي 260 مليون جنيه لخدمة مساحة قدرها حوالي 50 ألف فدان من البحيرة تقوم بتنفيذها وزارة الزراعة، وتم الاتفاق علي توفير وزارة التخطيط التمويل اللازم. كما تضمن الاجتماع عرض كل وزارة من الوزارات المعنية لخطة عملها فيما يخص المطلوب تجاه البحيرة، وتجدر الإشارة إلي أنه تجري في نفس الوقت إجراءات التنسيق مع الوزارات المعنية للعمل علي المرحلة الثالثة – للحل الآجل - من المشروع والتي تتمثل في معالجة مصادر التلوث، وتحسين نوعية المياه، وخاصة مصرف بحر البقر الذي يعد اكبر مصادر التلوث للبحيرة، وذلك ضمن 4 مصارف تشمل: حادوس، وفارسكور، والسرو، والمطرية. كما تم خلال الاجتماع استعراض الصرف الصحي للقري التي تصرف علي بحيرة المنزلة والتي تبلغ نحو 155 قرية، منها 52 بها مشروعات معالجة ثنائية، و18 قرية جار التنفيذ فيها، وهناك 85 قرية متبقية، تم إدخال 12 قرية منها بمشروع البنك الدولي الذي سيبدأ علي الفور، ثم سيتبقي 73 قرية سيتم العمل علي الإسراع بها، بحيث يتم إدخالها في خطة عام 2015/2016، لننتهي من هذا الملف. كما تمت الإشارة إلي وجود نحو 1087 قرية بها نسب تنفيذ صرف صحي متفاوتة علي مستوي الجمهورية، ولو تم التركيز لإنفاذ تلك المشروعات المتوقفة خلال عامين، سنقفز في معدل تغطية القري من 12% إلي 45%، وهذا سيكون مردوده إيجابياً بصورة كبيرة. وفي هذا الإطار وجه رئيس مجلس الوزراء بأن يتم تجميع المشروعات الصناعية التي تحتاج إلي وحدات معالجة، نظراً لصرفها الصناعي علي النيل، والبدء فوراً في إعداد دراسة لتنفيذها، حيث إن ذلك ضمن حملة حماية النيل من التلوث. كما طالب محلب بضرورة ضغط العمل في المشروع وأن يكون الانتهاء منه علي مراحل، كما وجه بأن يكون هناك تقرير دوري عن الموقف التنفيذي للأعمال. من جانبه، عرض وزير البحث العلمي خلال الاجتماع دراسة حول سبل الاستفادة من مياه البحيرات لتكون صالحة للزراعة، مشيراً إلي أن الهدف من هذا المشروع المتعلق ببحيرة المنزلة هو تقليل التلوث الموجود في البحيرة، والبحث عن مصادر للمياه المتجددة.