من أقدار الله وتصاريفه العجيبة بمصر الكنانة، وشعبها الطاهر، أنه يُقيِّض لها مَن ينتشلها في لحظات الضعف، والانهيار! فالله إلي جوار مصر دائماً، ومع مصر باستمرار، وفي مؤازرتها، وشد عضدها في كل الأوقات، والأعصار! ففي لحظات مصر العصيبة.. يفقد العرب وجودهم، بفقد مصر لمكانتها، ودورها القوي! ففي زمن الهكسوس.. كانت المنطقة كلها من حولنا، ترزخ تحت أوحال الفوضي!.. فرزق الله مصر بالقائد البطل'أحمس' هازم الهكسوس، ومدوِّخ ذراريهم في الفلوات! فاستعادت الدنيا ألقها بعدما عادت شمس مصر تشرق علي العالم من جديد! وفي زمن الصليبيين، رزق الله مصر.. ب'صلاح الدين الأيوبي' الذي طرد الصليبيين من القدس، واستعادها في معركة حطين! فرجعت الفرحة إلي العرب والمسلمين! وفي زمن التتار.. رزق الله مصر بابنها الهمام'قطز' هازم المغول في عين جالوت! فردَّ كبرياء العروبة، وشرف المسلمين! وفي العصر الحديث، رزق الله مصر.. بباني نهضتها'محمد علي باشا' الذي زرع فيها البعث الجديد، والنور العلمي، فابتني فيها الإشراق من جديد! وبني إمبراطوريتها العظيمة، التي هزمت أوربا في عقر دارها! فالتمس العرب التقدم من مصر المنارة والريادة! وفي زمن 'التحرر الوطني' من نِير الاحتلال الغربي.. رزق الله مصر ابنها الزعيم'جمال عبد الناصر' الذي حررها من الاحتلال البريطاني، وساند شعوب العرب، والعالم في حركات التحرر، فكان أيقونة الدنيا، وكانت مصر في عهده.. موئل الأحرار، وموطن الوحدة العربية، ورمز السلام! وكان للعرب صوت في كل المحافل الدولية، بفضل مصر القوية! وفي الوقت الحالي، بل قبل عامين، نُكِيتْ مصر في كبريائها، إذ احتلها إخوان الشر، فطمسوا حضارتها، وسفكوا دماءها علي قارعة الطرقات، وباعوا جسدها، وانتهكوا قدسيتها، وعاثوا في تاريخها، وحضارتها تشويهاً، وتمزيقاً، وظنوا أنهم قادرون علي وأدها، وإذلالها.. فرزق الله مصر المحروسة ابنها البطل'عبد الفتاح السيسي' حامي حماها، وباني عزتها، ومجدد ثورتها، وباعث قوتها، وزارع نهضتها، وعاشق مجدها، وناشر فضلها في الخافقين! هذا الرجل، لم يٌرِد السلطة، ولم يتمنَّ أن يكون يوماً في سدة الحكم علي رأس مصر! بل ساقته الأقدار سوقاً رغماً عنه، فوجد بلاده التي أحبها من كل كيانه.. تتعرض لأخطر هجمة، لم تشهدها من قبل! وجد.. مصر التي أقسم هو وجنود مصر البواسل في جيشها، وشرطتها علي حمايتها، وافتدائها بأرواحهم.. وجدها نهباً لغربان الشؤم، وجيفة تلعق بها كلاب الإخوان، ومرتزقة السلفيين، وضباع التطرف الأسود! وجد عبد الفتاح السيسي مصر، والعرب.. في مرمي الفوضي الكبري، باسم الثورات، والربيع العربي، فقد تمَّ تمزيق سورية العروبة علي مذبح إيران المجوسية الشيعية! كما تمَّ تفتيت العراق العربي إلي عراق الملالي العجمي في طهران! بل، وجد البطل المصري الجديد.. شرف العروبة يتم تدنيسه علي رماح الإخوان، والذؤبان، والقطعان، والضبعان، والخصيان، مِن الندمان! بل، وجد بطل العرب.. أمته العربية تُساق إلي الهاوية الصهيونية المجوسية علي أيدي مرتزقة الأديان، ومتاجري الأوطان في أنقرة، والدوحة! بل، وجد ليبيا.. يستولي عليها أخس صنوف البشر، وأحقر هوام الأرض! فهل يسكت، وهوالمصري صليبةً.. العروبي أرومةً، المسلم سماحةً وحكمةً؟! فهل يغض طرفه عمّا تتعرض له مصر من مكر الماكرين، وحقد الحاقدين؟! وهل يتجاهل مخططات الإخوان، وإيران، وإسرائيل لتغيير جغرافية المنطقة، وتاريخها؟! وهل يترك اليمن السعيد، الذي بات غير سعيد.. علي مرمي حجر من طهران علي يد الحوثيين؟! وهل يترك العراق، وسورية عرضةً لتقسيمات الإخوان، والدواعش، والصفويين؟! لقد اختار القدر مصر في كل العصور.. حامية العرب والعروبة، واختار لها أبناءها المخلصين، من القادة الميامين! فلا جرم، كانت دعوة.. الزعيم/ السيسي لتكوين قوة ردع عربية بقيادة مصر، جاهزة للتصدي للمتطرفين الإرهابيين في ليبيا، وسورية، والعراق، واليمن! فهل يستجيب له العرب؟! ففي القمة العربية القادمة في شرم الشيخ المصرية، لا وجود للعرب، من غير هذه القوة العربية! ولا وجود لهم من غير مصر القوية، الفتية، المجاهدة المؤمنة ضد الخارجين عن الأديان، والأوطان! فإما التحالف العربي تحت قيادة مصر.. ضد الإخوان، والدواعش، وإيران، وتركيا، وقطر، وإسرائيل! وإما الهوان، ولا شئ غير الهوان! فسيروا.. يا حُكّام العرب خلف مصر قاهرة الأعادي، واستظلوا برايتها الشامخة، وبايعوا زعيمها، للبطش بالمارقين، أعداء الدين! وهنيئاً لكم، فقد عرفتم زعيمكم الجديد.