لقد طرحت مؤخراً ثلاث صحف مقربة من الحكومة، تفاصيل 'مخططٍ لاغتيال سميّة ابنة الرئيس رجب طيب أردوغان' أعدّه أحد أعوان الداعية المعارض فتح الله غولن، بالتعاون مع نائب معارض من حزب الشعب الجمهوري. كما أكد أردوغان للصحافيين عندما سئل عن تلك الروايه عن مدي صدقها وعلمه بها، مشيرا إلي انها تستند إلي دليل وحيد هو عبارة عن حوار بين المتهمين علي 'توتير' بالرسائل الخاصة، يشرح فيه الصحافي إمره أوصلو الذي فرّ إلي الولاياتالمتحدة بعد تردّي العلاقات بين الحكومة والداعية غولن، كيف كلّف الأخير أحد أتباعه بقتل سميّة بنت أردوغان قبل الانتخابات البلدية في آذار/ مارس 2014، كي ينشغل أردوغان ويفوز حزب الشعب الجمهوري. ويرد النائب أوموط أوران - وفق الرواية - بأنه أبلغ زعيم الحزب كمال كيليجدار أوغلو، وأنه سيتعاون معه في المقابل لرفع الاتهامات عن جماعة غولن بعد الوصول الي السلطة، لينتهي الحوار بتنبيه من أوصلو بعبارة 'نريدكم أن تفوزوا في الانتخابات لأننا وعدنا أميركا وإسرائيل بذلك، ولا نريد أن نخذلهما'. هذه الرواية التي بدت عصية علي التصديق ونفاها أوران وأوصلو، شغلت الرأي العام بسبب إصرار الرئيس أردوغان عليها واستمرار إعلام المعارضة في تأكيدها وسرد مزيد من تفاصيل 'خطة الاغتيال' المفترضة. وخرج أوران برسالة رسمية من 'تويتر' تؤكد أن حسابه لم يُجرِ أي حوار 'تشات' مع حساب أوصلو، وأن صُوَر ذلك الحوار المنشورة في الصحف مزورة. وجاء رد 'تويتر' في الوقت الذي فتح وكيل النيابة العامة تحقيقا في الأمر، وطلب من مديرية الأمن والاستخبارات كل المعلومات عن 'مخطط الاغتيال' فلم يحصل منهما إلا علي نسخ من الصحف الموالية التي نشرت القصة، في إشارة الي عدم وجود أي دليل لديهما. وأعلن زعيم حزب الشعب الجمهوري أنه سيقاضي كل من وقف وراء هذه القصة ولو وصل الأمر الي أردوغان نفسه. وتتساءل المعارضة عن 'صدقية أردوغان المشكوك فيها'، بعد تكرار طرحه أمورا ثبت أنها غير صحيحة وإصراره عليها، منذ احتجاجات حديقة غيزي في اسطنبول قبل سنتين، حين أصر علي أن المتظاهرين شربوا الخمر في مسجد قريب وتحرشوا بامرأة محجبة وطفلها، وهما قصتان لم يظهر أي دليل عليهما.