في ظل تنامي ظاهرة الإرهاب وانتشار التنظيمات الإرهابية بأيديولوجياتها المختلفة والتي تعمل وفق أجندات خاصة وأهداف شيطانية تمس الدين والأوطان، بل وفي ظل تنامي قوتين بالمنطقة هما إيران وتركيا ومن يساندهما واللتان تحلمان بالسيطرة علي المنطقة وإحياء أحلام استعمارية قديمة من منطلق سياسي ومذهبي وعقائدي، بل وفي ظل أطماع الدول الكبري بمنطقة الشرق الأوسط لنشر الفوضي والخراب فيه وفق مصالحها، من كل ذلك وأكثر جاءت دعوة الرئيس السيسي في خطابه الأخير للأمة المصرية لتنبه العالم العربي لليقظة أمام ما يهددها من أخطار تسعي إلي نشر الخراب والدمار والفوضي والحروب الأهلية والفتن الطائفية وتشجيع فكرة التقسيم في البلدان العربية والقضاء علي مظاهر حضارتها الضاربة في القدم والسيطرة علي ثرواتها ومقدراتها ونحن وكما يري سيادته في غفوة من ذلك لعدم تقدير البعض بأن تلك الأخطار ربما تكون بعيدة عنه ولن تنال منه. إنها دعوة علي قدر كبير من الأهمية لأنها نابعة من رئيس مخلص وواعي ومحب لمصريته وعروبته وقوميته التي سبقها في رئيس قلما يأتي الزمان بمثله هو الراحل جمال عبد الناصر الذي كان يحلم بتحقيق الوحدة العربية في وقت شهدت فيه مخاطر شبيهة بما نحن فيه الآن ورغم التحديات فإنه استطاع ولفترة وجيزة تحقيق الوحدة العربية مع سوريا ولكنها لم تدم طويلا، ولهذا فإن تلك الدعوة الصادقة من جانب الرئيس السيسي الآن جاءت في حينها ولا يمكن أن تتأخر عن ذلك لتكون رسالة قوية أمام كل هؤلاء الذين يهددون منطقتنا العربية بكل ما فيها من مقدرات وثروات وإمكانات ولتقول لهم إن مخططاتكم الشيطانية تلك مهما بلغت فإنها لن تكون لنا إلا دافعا وحافزا لتحقيق التكامل والوحدة العربية وتكوين جيش عربي قوي مزود بكل الإمكانات حتي يتفوق علي جيوش العالم ويكون بمثابة القوة الرادعة لكل من يفكر في السيطرة علي بلداننا العربية التي لا تنفصل بكل مكوناتها عن بعضها البعض وتشكل النسيج والجسم الواحد، إن الرئيس السيسي يعلم منذ فترة طويلة ما ستمر به بلداننا وتتعرض له الآن وحرصا منه الآن بعد تفاقم الأحداث وتعقدها وتكالب الأعداء علينا في تلك المرحلة دعا إلي إقامة الوحدة العربية وتكوين جيش قوي لحماية الأمن القومي العربي قبل المصري انطلاقا من فلسفته وبعد إستراتيجيته التي لا تري حلا للوقوف أمام تلك التحديات إلا من خلال وحدة العرب وتماسكهم بعد تجاوزهم لكل الخلافات أمام تلك اللحظة الفارقة التي جعلت بلداننا مطمعا للأعداء والخونة والطامعين، ومن هنا تأتي أهمية دعوته التي لاقت تقديرا عربيا ودوليا وشعبيا أيضا لأنها تؤكد حبه وحرصه علي ألا يتدخل الآخرون غي شئوننا بعد فشل التدخلات الدولية التي أدت إلي نشر الفوضي والخراب في كلا من العراق وليبيا ودول أخري ولهذا فإن تلك الدعوة الصادقة والهامة أعادت لأذهاننا حلم الدفاع العربي المشترك الذي مرت عليه السنون دون أن يتحقق مما يجعلنا نتمني أن تلقي تلك الدعوة دعما عربيا لتأخذ طريقها السريع إلي النور لتصبح نواة جديدة للتصالح والتآخي والاتحاد بين بلداننا لأننا لسنا أقل من أن نكون هذا التحالف علي غرار التحالفات الدولية بما نملكه من طاقات وموارد بشرية وثروات متعددة لا تتوفر في بلدان أخري، ولهذا فقد آن الأوان لتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك لسد الطريق علي كل من يهدد أمننا وسلامة بلداننا. إن شعور الرئيس ودعوته لهذا التحالف العربي الآن هو الحل الأمثل لكل ما يعترضنا من صعاب وتحديات، ويجب علي بلداننا أن تتحرك وأن تستغل القمة العربية المقبلة لمناقشة هذا الموضوع وسرعة تنفيذه لإحياء التضامن العربي ومواجهة مخاطر الإرهاب ومطامع وأهداف الدول التي تتربص بنا وبهذا يمكن أن نقطع الطريق عليهم بعد أن نشكل القوة التي ستكون صمام أمان لكل بلداننا العربية وتكون مصر هي وجيشها النواة لتلك القوة.