أكد فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام - مفتي الجمهورية - أن مصر تنتقل بخطوات ثابتة نحو مستقبل واضح حيث تتجمع وفود العالم الاقتصادية علي أرض شرم الشيخ للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي الدولي والذي يعد رسالة واضحة أن مصر آمنة مستقرة تحت قيادتها السياسية، وأكد فضيلة المفتي في تصريحات صحفية أن مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي نقلة مهمة في تاريخ مصر التي تمثل رمانة الميزان في منطقة الشرق الأوسط، مشددا أن التكاتف لإنجاح المؤتمر الاقتصادي واجب شرعي ووطني علي جميع المصريين. وأوضح فضيلة المفتي أن نجاح مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي بإذن الله تعالي دليل واقعي علي انحسار الإرهاب الأسود، ودليل علي عزيمة الإرادة السياسية في البناء والتعمير دون تأثر بأفعال السفهاء التي تريد العودة بمصر إلي الوراء أضاف فضيلته أن المؤتمر الاقتصادي يعود نفعه علي الأمة، مما يتوجب علينا شحذ الهمم واستنهاضها للعمل والتنمية وإشاعة ثقافة الإعمار، فالإسلام أعلي من قيمة العمل، وكرّم العاملين والمنتجين، واعتبره شرفًا وجهادًا وصورة مُعبِّرة عن ذات الإنسان واستعداداته، وبه يؤدِّي الإنسان رسالته في إعمار الأرض. وبيَّن فضيلة المفتي أن النبي صلي الله عليه وسلم حفّز علي العمل وإعمار الأرض بقوله: 'مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً فَلَهُ مِنْهَا- يَعْنِي أَجْرًا- وَمَا أَكَلَتْ الْعَوَافِي مِنْهَا- يعني الطير والسباع- فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ'، ومدح العاملين الذين يأكلون من عمل أيديهم فقال: 'من بات كالاًّ من عمل يده بات مغفورًا له'، وروي أن النبي صلي الله عليه وسلم رأي رجلاً يعمل في الحدادة وبيده أثر من هذا العمل، فأخذ رسول الله يده وقبلها، وقال: 'هذه يد يحبها الله ورسوله'، وهذا دليل علي تكريم الإسلام للعامل المخلص المتقن لعمله. وأكد فضيلة المفتي أن الله تعالي قرن الرزق بالعمل لقيمته العظيمة، وذلل للإنسان سبل الوصول إلي هذا الرزق، وهذه السبل مدارها العمل والجد والاجتهاد، كما دعا الله تعالي إلي الأخذ بالأسباب والانتشار في الأرض لتحصيل الرزق ولتحقيق الفلاح فقال تعالي: 'فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ'، والإعمار ليس قاصرًا علي الزرع فقط، بل يدخل فيه اجتهاد العامل في مصنعه والموظف في عمله، كما يدخل فيه بناء المصانع وإنشاء الشركات المنتجة لكل ما يلزم المسلم لييسر عليه حياته ومعاشه. وتابع فضيلته بأن الإسلام أشاع ثقافة الإحياء وحثَّ عليها فقال تعالي: 'وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا'، لأجل تحقيق السلم الاجتماعي، ولم يكن هذا قاصرًا علي الإسلام فحسب بل إن كل الأديان جاءت لتحقيق السلم الاجتماعي في مجمل رسالاتها, ووقفت ضد كل ما يهدد هذا السلم سواء جاءه التهديد من الداخل أو الخارج. واختتم فضيلة المفتي تصريحاته بأن الجميع يعلم أن المكائد تحاك لهذا الوطن لكي لا ينهض، وأن هناك من يسعي للوقوف أمام قطار البناء والإعمار وإفشال أية جهود من شأنها رفع المعاناة عن كواهل الأمة، وهذا دورنا في إشاعة ثقافة التفاؤل والبناء وحث الناس علي العمل بل دفعهم إليه دفعًا، لأنه بجانب تحصيل الرزق من العمل فقد أصبح ضرورة تجب علي كل أحد من أبناء الأمة، لكي يساهم في بناء وطنه