' قد نختلف مع النظام، لكننا لا نختلف مع الوطن، ونصيحة أخ لا تقف مع 'ميليشيا ' ضد وطنك حتي ولو كان الوطن مجرد مكان ننام علي رصيفه ليلا ' هي كلمات للراحل جلال عامر، انتشرت بين المصريين علي مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، لم يجد المصريون ابلغ من هذه الكلمات ليقدموها إلي كل من يتخلف ويتقاعس عن نصرة الوطن في هذه اللحظة الحرجة التي يمر بها بداعي الاختلاف مع النظام أو نقمة علي فساد أو ظلم استشري، أو اعتراض علي قانون هنا أو هناك. كما لم يجد المصريون ابلغ من كلمات الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه للتعريف بالثائر الحق الذي يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد. وعندما استشعر المصريون دقة الموقف استدعوا علي عجل كلمات الراحل بديع خيري وتنادوا فيما بينهم ' قوم يا مصري مصر دايما بتناديك، خد بنصري نصري دين واجب عليك'.. في لحظات فارقة تبحث الأمم عمن يأخذ بيدها يوجهها إلي حيث يجب أن تتجه، تتلفت، تبحث عن نخبتها، عن مثقفيها، تبحث عن شاعر يبث روح الأمل ويشحذ الهمم، وشيخ يدعو الله أن يؤلف القلوب ويرفع النقم، وكاتب يحض علي الوحدة ونبذ الفراق والتعلم من تجارب الأمم، ومصر الآن ولا شك في لحظة فارقة، هي الأخري تتلفت، تبحث عن نخبتها، لكنها لم تجد في الصفوف الأُوَل من يروي ظمأها ويلبي احتياجاتها، فاتجه المصريون نحو مخزونهم الحضاري الهائل واستدعوا منه ما يسد حاجاتهم.. تخطي المصريون للنخبة الحالية إلي مخزونهم الحضاري لاستدعاء ما يناسب اللحظة هو بكل تأكيد إعلان وفاة لتلك النخبة التي تتقدم الصفوف وتتصدر المشهد في مصر الآن.