وضع مدير إدارة الصحة بمدينة الشلاتين الدكتور محمد برغوت تصوراته، لحل أكبر المشاكل التي يعاني منها سكان المدينة، وهي تدني الخدمات العلاجية المقدمة للمواطنين وضعف تجهيزات مستشفي الشلاتين المركزي، التي تفتقر لوجود كوادر بشرية في العديد من التخصصات، بالإضافة إلي عدم وجود غرفة للعمليات والعناية المركزة، مما يؤدي إلي وفاة العديد من الحالات الحرجة، أثناء توجهها إلي القصير أو الغردقة. وبالرغم من تخصيص وزارة الصحة لمبلغ 70 مليون جنيه، لتطوير ورفع كفاءة مستشفي الشلاتين المركزي، ضمن مشروع تطوير المدينة، التي بدأ العمل فيه منذ أيام، يري الدكتور برغوت أن المشكلة الكبري تكمن في توفير العنصر البشري من الأطباء والاستشاريين المتخصصين، ومنحهم مزايا مادية للعمل في هذه المنطقة النائية. وطالب مدير إدارة الصحة، الذي قضي نحو 30 عاما في مدينة الشلاتين - في تصريحات له - بإلغاء القوافل العلاجية التابعة للوزارة، والتي تأتي بشكل شهري إلي المنطقة، مؤكدا أنه يمكن استغلال التكلفة المرتفعة لتلك القوافل في توفير طاقم طبي مكون من 10 أطباء يعملون بصفة دائمة داخل المستشفي المركزي التي تعاني دائما من نقص في الكوادر البشرية، مرجعا ذلك إلي أن الأطباء أصحاب الخبرة يجدون عدم الجدوي الاقتصادية جراء العمل في المناطق البعيدة عن مسقط رأسهم، وخاصة في المناطق الحدودية. وأوضح برغوت أن القوافل الطبية تكلف الدولة ملايين الجنيهات، حيث يحصل الطبيب العامل ضمن القافلة علي 300 إلي 400 جنيه يوميا، بالإضافة إلي التكلفة الباهظة للعيادات المتنقلة التي تفتقر إلي عيادة للجراحة والعمليات، مما يجعل القوافل غير قادرة علي علاج الحالات الخطرة ويقتصر عملها علي علاج الحالات البسيطة والعادية. وبشأن سكان المناطق الجبلية شكك الدكتور برغوت في قدرة القوافل الطبية علي الوصول إلي سكان المناطق الجبلية، وقال 'إن عملها يقتصر فقط علي المدن والقري الرئيسية'، مشيراً إلي أنه في حال توفير خدمات صحية متكاملة ثابتة ودائمة في المدن والقري الرئيسية، وتحديدا في مستشفي الشلاتين المركزي سيتمكن سكان المناطق الجبلية من الوصول إليها بسهولة. وقال الدكتور برغوت 'من يستطيع الخروج من الجبال إلي المناطق السكنية بالمدن والقري، لتوفير احتياجاته الرئيسية من الغذاء والطاقة، أو من أجل بيع الإبل، يستطيع أن يخرج أيضا لتلقي العلاج، ولكن بشرط توفير خدمات طبية تلبي حاجته'. وألمح الدكتور برغوت إلي أن القوافل العلاجية يقتصر دورها علي توزيع الأدوية، وأن وجود كل التخصصات بدون أخصائي تخدير لا جدوي منه، وقال 'في حالات الحوادث والحالات الطارئة لا يمكن انتظار القافلة'. واختتم مدير الصحة بالشلاتين حديثه قائلا: إنه في وقت تواجد القوافل هذا الشهر في مدينة الشلاتين وقعت حادثة كبيرة علي الطريق بالقرب من قرية مرسي حميرة، التي تبعد حوالي 40 كيلومترا عن مدينة الشلاتين، مضيفا أن سيارات الإسعاف قامت بنقل الحالات الخطرة من المصابين إلي مستشفي مرسي علم التي تبعد 250 كيلومترا عن مدينة الشلاتين