صدمني هذا الخبر من أيام عن مومياوات يتم إكتشاف محاولة سرقتها بالمصادفة !وخبر عن أكتشاف مومياوات أخري وجدت طافية فوق مياة أحدي الترع ! إلي هذا الحد هانت علينا أثارنا؟هل صحيح أن بعض أهالينا في الصعيد كانوا يتدفئون بحرق أوراق البردي التي وجدوها مدفونة في منازلهم !! وتعالوا نري باقي الصورة المريعة للأهمال والتخريب والسرقة لأثارنا العظيمة ! كاميرات المتحف المصري الإنتكخانة صورت بدقة عمليات سرقة ونقل عددا كبيرا من المنحوتات الفرعونية القديمة أثناء الإنفلات الأمني المتعمد عقب ثورة يناير.. الصدمة أن هذه التسجيلات أختفت تماما بعد ذلك ! السؤال علي إمتداده يجلدنا كيف أختفت ومن وراء ذلك؟ والسؤال الأكثر إيلاما هو أين الكاميرات الخاصة بكل متاحفنا؟ وخاصة متحف ملاوي بالمنيا؟مافيا الأثار تنظيما دوليا أخطر من تنظيم الإخوان الإرهابي الدولي وتعد السرقة الأخيرة لمعروضات المتحف في مدينة المنيا التي تبتعد 300 كيلومتر عن القاهرة أكبر سرقة في تاريخ مصر الحديث.. سرق اللصوص أكثر من 1000 معروضة، بينها منحوتة من الحجر الجيري يعود تاريخه إلي 3500 سنة ومجوهرات مرصعة قديمة العهد وقطع نقدية إغريقية ورومانية ذهبية وبرونزية وقطع فخارية هي عبارة عن تماثيل لحيوانات وتمثال لإله الموت علي شكل إنسان برأس طائر أبي المنجلبينما أعلنت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا أن التراث الثقافي الاستثنائي في مصر لا يمثل إرثا من الماضي فحسب، بل يعكس أيضا تاريخ هذا البلد الذي يتسم بالثراء والتنوع، كما أنه يعد بمثابة تراثا للأجيال المقبلة، ومن ثم فإن تدمير هذا التراث إنما يقوض بشكل خطير دعائم المجتمع المصري بالطبع هذه السرقة ليست هي الأولي في سلسلة عمليات النهب التي ظهرت منذ عام 2011 خلال ثورة الأيام ال18، وحتي من متحف القاهرة سرق أكثر من 50 معروضة...مئات الأطنان من آثار مصر تمت سرقتها في السنوات الأخيرة لحكم مبارك وفي أعقاب ثورة يناير بعضها تم نقله ب'التريلات' الي مخابئ خاصة لمافيا الآثاروعمليات الحفر لا تتوقف بحثاً عما تخفيه أرض مصر من كنور أثرية.. والمروع ان الحفر يتم بواسطة محترفين، والأكثر ترويعاً ان شخصيات كبيرة في الدولة كانت تحمي مافيا الآثار، وجهات رسمية تساندهم و الشرطة أنسحبت عقب ثورة يناير من كل المواقع الأثرية وتركتها نهباً للصوص ليفعلوا به ما يشاءون ! منطقة 'الهيبا' التابعة لمركز الفشن ببني سويف تضم آثاراً لا مثيل لها في العالم تمتد من عهد الأسرة الفرعونية الحادية والعشرين ثم العصر القبطي والعصر الإسلامي آثار تحكي ثلاثة آلاف عام متصلة من عمر مصر ولأن المنطقة كانت جافة التربة اختارها الفراعنة ليقيموا فيها ما يشبه دار الوثائق الفرعونية، وخزنوا فيها نسخاً من كل وثائق البردي وكل القصص الفرعونية وكل قوانين الفراعنةوالكارثة الكبري ليست في سرقة القطع المسجلة من المتاحف أو المخازن ولكن الكارثة التي رصدتها كاميرا قناة العربية تمثلت في الحفر خلسةً أو التنقيب غير المشروع في آلاف المواقع الأثرية وداخل المنازل المقامة فوقها في كافة أنحاء مصر. استبعد الدكتور محمد الكحلاوي، أمين عام اتحاد الأثريين العرب، إمكانية استعادة الآثار التي سرقت خلال أحداث ثورة 25 يناير، بسبب عدم تسجيلها دوليا، وطالب خلال مؤتمر 'السرقات الأثرية خلال أحداث الثورة'، الذي نظمته لجنة الحريات بنقابة الصحفيين بضرورة تكثيف التواجد الأمني حول المناطق الأثرية، خاصة في مرحلة الفوضي الأمنية التي أعقبت ثورة يناير.ليس هذا كل شيء فما سرق ونهب في السنوات العشر الأخيرة من حكم مبارك هو أضعاف اضعاف ما نهب بعد الثورة.. في الأسبوع القادم نختم هذه المقالات مذيلة بكل المراجع.. ! طارق عبد الفتاح خبير إعلامي [email protected]