اخر ما كتب الشاعر عبد الرحمن الأبنودي كانت قصيدة 'آن الأوان يا مصر' : أبدأ كلامي بحمد الله علي فضله.. رحيم وعادل ولا فيه عدل فوق عدله.. شاهد علي ظلم من ظلموا باسم الدين.. وقلبها قلبة اللي بيها مش هنتعدلُ.. آدي الشّباب اللّي عَلَي قلبِك يا مصر عزيز خلُّونا تاني نِحِسَّ إنّ احنا مش عواجيز خدعونا لمّا قالوا لنا: 'يا أساتْذِتْنا' شُفنا الأساتذة فْ ثواني بيرجعوا تلاميذ أعلام تغطي ميادينها بعدد الناس.. شوف الهتاف فيه فروق إحساس عن إحساس هتاف جميل مبتهج بيقول يا حرية وهتاف كراهيته مساه لحد الراس يا زارع الغل مصر بتزرع الغلة وأنت كداب خلطت البلطجة بملة اللي رشاك بالتمن وقاللك اقتلهم طاوعته بغشامة ولا كنت تتسلي همج بتزرع حرايق في بلاد الحلم كأن في مسرحية أو بشاير فيلم خلصنا من اللي في يوم عطل مسيرتنا جونا اللي ما يكرهوا إلا انتصار العلم جلباب ولحية وحاجات خللي الطابق مستور مصبوغة يدك يا شيخنا بدمي وأنا مغدور قتلتني مرة ورا مرة وعزمتوا علي قلبي تاني كلكم بالدور واتخطَفِت الثورة بإيدين بياعين الدِّين واخترعوا سلعة جميلة اسمها التخوين نفوا بِعيد كلّ من لُه يدّ في الثورة استبعدونا عَشان وَجَدُونا مصريين سممتوا حتي هواها يا نشاذ العصر أعداد غبية وقطعان زاحفة ملهاش حصر دفعتوا تمن الجهالة وفترة التجريف نزلتوا من أنهي خرارة في مجاري القصر الدم لو غاب دقيقة واحدة يوحشكم لا رحمة ولا أي عدل إلا توحدكم هُمّ اللي يرموا الولاد للموت من اللُّسطح هل غِير في طبَق الدِّما حَيْغَمِّسُوا عِيشهُم؟! يا مصر.. يا وردة الدنيا.. ما زيّك حَدّ إيّاكي يِهْدا الهُتاف.. أو تِتِرْخِي لِك يَد الفجر واقف وَرا بْوابِكْ بيسْتنَّي ما تكرَّهِيش الربيع تاني في لون الورد الثورة ما كانِتْش ثورتهم ولا حَتكون قضُّوها في قتل شهداءْنا وحرق سجون وإحنا فْ براءَة رحلْنا شهيد يِنادي شهيد يا كلمة ال لأ ساعة الحق هزة الكون عُمْرَكْش ما شُفْت ثورة زيّ نسمةْ صِيف غُنا وفَرْحَة ومحبَّة.. والهتافْ ع الكيف مش الوجوه اللي ماشية تبث كراهيّة واللي تِصَبَّح عليه.. يرفع في وِشَّك سيف إسلامْنا مش لِحْيَة مَنكوشَة ولا جلباب قِيَمْ نبيلة أصيلة.. مش خرف كَدَّاب وأم دُول يستعينوا في جَهْلُهُمْ بالكِدْب وبالدَّسيسَة.. أمَلْهم مصر تبقي خَرَاب يا شارب الدَّمْ امْسَحْ لِحْيِتَك مِ الدمّ قاتل شباب الوطن بِقلْب أعمي أصمّ قَلْبك لا بِتحرَّكُه أحزان ولا أفراح وَلاَ انت مَصْري ولاَ مِنَّا انت مين يا عم الثورة بُرْكان حمم فجأة.. بلا إنْذار نَتَرْ كراسي اللي صَبَغونا بلون العار عشقوا العدو وْقَطَّعُوا خيوط وِدِّنا العربي بقت القضايا ختان طفلة وجواز مِسْيار كإنِّنا مش بلد واحد ولا إحناش دين ولا مصر دي أمّ النَّسيجْ: إسلام وِمسيحيين كراهيّتَك سادَّه قُدامك طريق الشُّوف فإذا إنت ماتْشوفْش بُكراك راح يشوف لك مين اصعد يا شعبي علي الأحزان وع التدمير دوس في طريقك دعاوي الكره والتكفير أخف دم المصاروة.. حياة كأنها حلم عمر الديابة ما تفهم بهجة العصافير بلدي يا بلد الوداد والرقة والماضي غيمة وهتعدي من فوق روسنا يا بلادي وهينطفوا زي ريم البحر تشوفيهم بعد كل الضجيج بيلفوا علي الفاضي حيلفوا علي الفاضي أصل الفكرة مغلوطة فاكرين نروح في الوبا وتؤشنا الشوطة دي مصر.. وأنت البعيد أصلع من الداخل لا تحتمل ساعة واحدة تبقي مربوطة جونا منين اللي لو نِصعد يشدونا تمويل مُريب.. مال غريب.. أعداءنا مَلكونا لكن دي مصر اللي أبداً ما انْحَنِيت غير لِيك وكل ما نأسلِم الإسلام.. يقاتلونا صَدّقني.. صعبان عليا رغم إجرامك سرقوا دماغَك وقتلوا أحلي أيامك أكياس فلوسْهُم دليل فلس الِّلي في قلوبهم مال مِنْدفِع لاجل يِقْتل مصر قدامك قلوب ساكنها الصدي.. مين اللي يجليها وازاي تنورلنا والكره ماليها خماسين ترابها عمانا.. إنما علي مين فاكرين خلاص مصر فطسان الجنين فيها سألوني إخواننا فين معادوش في الشارع أنا قلت دور علي التمويل وعلي الدافع إذا اختفي الكيس خلاص لا قضية ولا مبدأ ويفتح الله ما بين الشاري والبايع أهي مصر من غير كتاب وقلم ولا قراية تفهمها طايرة وتعرف تقلب الآية فهمتكوا ولوحدها.. من الغطرسة والكدب والقتل تحت المنصة بخبرة ودراية ويا مصر.. آن الأوان يشوُفوكي حَقيقيَّة وإيديكي عارْية.. وطالعة تقولي سِلْميّة قُصاد جحافِل من الأشرار باسْم الدِّين مُنَي قلوبهم يِخَلُّوا الثورة دَمويّة يا مصر.. لا رجعة من تاني ولا تفريط اللي اتخدع مرتين - سامحيني - يبقي عبيط يا اللي فتحتي البيبان للنُّور يُخُشّ الدار ما تِرْجَعِيش للضلام ومْعَاشْرة الوطاويط السِّجن تَاوَي اللي نَاوِي يبقَي سَجَّانَك زمن بيعرف.. قوي.. يخون الذي خانِك واللي يبيعك لأعدائِك بِخِسَّة وغَدْر والمشترين السَّلامة.. برَّه دُكَّانك ولولا جيش مصر والله ما كانت اتلحقت أنا شوفتها بتتخنق وسمعتها شهقت غربان في لون الضلام والفقر والمعاناة كنا هنرجع نقول تاني إنها اتسرقت والجيش صراحة الوطن رباه علي كيفه لا همه برودة أو واحد رفع سيفه رغم الحصار الأجنبي والكدب والتشويه الجيش حمي شعبه.. والشعب احتمي بجيشه جيش مصر والدنيا تيجي تروح هما الأصل رجال كما جدودهم اللي مرسومين علي الصخر خاضوا المعارك زمان.. وبيخضوها الآن شايلين آمال الدفاع عن مصر عصر لعصر أمريكا.. آخِر نكَدْ ع اللّي كسَرْناكُم وإسرائيل اللي بالها راق ويّاكم خايفين من الثورة لا تْعيد الحساب تاني كإنّ خالعين أبُوهم مش خلعناكم أمريكا تلعب تحاول هزنا تحاصر ما تشيل المعونة اللعينة واعرف الخاسر ما شبعنا من دا زمان يا أخ اوباما من قبل ما تبقي بيبي في زمن ناصر لازم نحييّ العرب فهموها واتصدوا وقفوا معانا يواجهوا الشر ويصدوا أما اللي خانونا واعتبروا إننا الأعداء فطروا خيانة ومش هيطولوا يتغدوا والرمز لا تخلقه إلا نيران الصراع الرمز مش كلمتين في سوق اللي كان بياع يا مدعين البطولة فتحوا عينيكوا وشوفوا مين اللي ركب للسفينة شراع صافي يا قلْب الشباب.. دافِي يا قلْب البلَد ملوا الميادين حياة.. مدد يباعد مدد وقع القمر وسطنا يضحك وبيغني من قبل ما تقول البلد.. قل مصر بلد الولد