رصد الكاتب الأمريكي آرون ديفيد ميلر، الضجة التي أثارتها دعوة رئيس مجلس النواب المنتمي للحزب الجمهوري جون بينر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإلقاء خطاب أمام جلسة مشتركة لمجلسي الكونجرس، واعتبرها ميلر بمثابة حلقة جديدة في مسلسل الاضطراب بين الرئيس باراك أوباما من جهة ونتنياهو من جهة أخري. ونوه - في مقال نشرته ال 'وول ستريت جورنال'- عن أن تلك الحلقة ليست الأسوأ أو الأدني في تاريخ العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.. لكن بها عُقَدا جديدة كثيرة تجعلها حتمية الوقوع علي نحو غير ملائم: أولا، نادرا ما اجتمع هذا الحشد من العناصر المساعدة علي الاشتعال في وقت واحد: نتنياهو وأوباما لا يثقان أو لا يحبان بعضهما البعض.. إلي جانب اختلاف الرؤي حول جدوي الصفقة المتفاوض عليها مع إيران بشأن ملفها النووي.. إضافة إلي هذا وذاك، أن جون بينر غاضب من معارضة إدارة أوباما للعقوبات ضد إيران، واقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية. ثانيا، عادة عندما تتدخل أمريكا في السياسات الإسرائيلية فإن ذلك يتم عبر الجناح التنفيذي للسلطة.. لكن هذه المرة جاء التدخل من جانب الكونجرس ولأسباب تتعلق بالرغبة في إحباط مبادرة إدارة ديمقراطية حول إيران واستعراض جمهوري للقوي علي صعيد السياسة الخارجية، أكثر من كونه 'التدخل' يتعلق بمساعدة تأمين انتخاب رئيس الوزراء نتنياهو. ثالثا، من دواعي السخرية، أنه ليس النزاع القديم بين 'بيبي' نتنياهو وأوباما هو الذي قاد إلي هذا الوضع المتأزم، ولكنها الحقيقة الجديدة للكونجرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون ورغبة رئيسه في قيادة الدعم لمعارضة سياسة أوباما حول إيران. ولفت صاحب المقال إلي تأكيد البيت الأبيض أن أوباما لن يقابل نتنياهو إذا حضر، ورأي ميلر أنه ليس في صالح أي قائد إسرائيلي، لا سيما قبل الانتخابات بأسبوعين، أن يتم تجاهله من أقرب حليف لدولته.. ورجح ميلر أن تزيد هذه الحلقة المخجلة من سوء الاختلال الوظيفي في العلاقة بين أوباما ونتنياهو. ورجح ميلر، حال تشكيل نتنياهو للاتئلاف المقبل في إسرائيل، أن تبقي المسافة الفاصلة بينه وبين أوباما قائمة علي صعيد قضايا رئيسية كالمفاوضات العربية الإسرائيلية، والمستوطنات، وحتي إيران. واختتم ميلر بالقول إنه وفي ظل عدم وجود زر يمكن بالضغط عليه ضبط العلاقة بينهما أو إعادتها لنقطة البدء، فإن الأمر الوحيد الذي من شأنه إصلاح هذه القطيعة في الاتصال بين أوباما وبيبي نتنياهو ربما هو خروج أحدهما أو كليهما من القيادة.