بعدما حصل الرئيس الامريكي باراك أوباما علي دعم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاسرائيلي في جهوده الرامية إلي جذب الناخبين اليهود في الداخل الأمريكي قبل إعادة انتخابه, جاء الآن دور أوباما ليرد الجميل من خلال حشد التأييد له في الداخل قبيل الانتخابات في يناير القادم. ووفقا لخبراء اسرائيليين فإن هذا هو الوقت المثالي الذي يرد فيه اوباما الجميل لنتنياهو, وقد تجلي رد الجميل في عدة مواقف لاوباما ساعدت في حشد التأييد الاسرائيلي نتنياهو ومن بينها دعم موقف نتنياهو في العدوان علي غزة باعتباره دفاعا عن النفس والسعي الي دعم الهدنة مع سقوط أول قتيل اسرائيلي وارسال هيلاري كلينتون الي اسرائيل للتهدئة دون لقاء قادة حماس, علاوة علي الترويج لنجاح نظام القبة الحديدية في التصدي لصواريخ حماس والذي تعد الحرب أحد الاسباب الرئيسية لتجربة مدي فاعليتها. أوباما قدم موقفا قويا مواليا لإسرائيل مثلما فعل سلفه الرئيس الامريكي جورج بوش عندما واجه أزمات مماثلة في الصراع بين اسرائيل وحزب الله في عام2006 والتوغل في غزة عام2008 ويقول خبراء من الشرق الأوسط: هكذا دعم أوباما موقف نتنياهو أمام الرأي العام الإسرائيلي ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مارتن انديك سفير الولاياتالمتحدة السابق لإسرائيل ومؤلف كتاب تاريخ الانحناء, دراسة لسياسة أوباما أنه لاول مرة يصبح هناك توازن للسياسة بين بيبي وأوباما. وذكر خبراء دوليون ان الصراع في غزة أسفر عن ظهور حركة حماس أكثر قوة باعتبارها الممثل الرسمي للشعب الفلسطيني في حين أن السلطة الفلسطينية شريك أمريكا المفضل أصبح مهمشا بشكل متزايد فبعدما كان المجتمع الغربي يرفض مجرد التعامل مع حماس في أي مفاوضات أصبحت تفرض نفسها لتضمينها داخل اي مفاوضات مسقبلية ربما قبل السلطة الفلسطينية وذلك لاول مرة منذ اندلاع الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. ويتوقع الخبراء استثمار الولاية الثانية لوباما للتوصل الي اتفاق بين الفلسطينيين والاسرائيليين الا أنهم أكدوا أن الوقت لم يحن بعد كي تفرض واشنطن شروطا علي تل أبيب للتوصل لمثل هذا الاتفاق. ومن جانبه وصف آرون ديفيد ميلر, وهو مفاوض الشرق الأوسط منذ فترة طويلة والذي يعمل حاليا في مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين العلاقة بين أوباما ونتنياهو بالمختلة وظيفيا أكثر من أي وقت مضي والتي لا يمكن التنبوء بما ستئول اليه في المستقبل القريب الا انه توقع ان يكون لاوباما علي المدي البعيد النفوذ للتأثير علي تل أبيب فيما يتعلق بإيران والقضية الفلسطينية. بينما يري دينيس روس المستشار الكبير السابق لأوباما حول الشرق الأوسط أن هناك تغيرا ملموسا في اللهجة بين أوباما ونتنياهو خلال محادثاتهم أثناء الأزمة مما ينبيء بالمزيد من التشاور بين الجانبين بشأن قضايا المنطقة, وذلك علي افتراض أن يبقي نتنياهو في السلطة بعد انتخابات يناير القادم, وقال روس إن رئيس الوزراء الاسرائيلي و أوباما ستكون لهما فرصة لتحقيق منظور جديد لعلاقاتهما في الشرق الأوسط بفعل التغيرات التي أحدثها الربيع العربي ووفقا للتاريخ فان الولاياتالمتحدة دائما لها وزن في الانتخابات الاسرائيلية وهو أمر يعلمه جيدا المرشحون في الانتخابات داخل اسرائيل. لذا فليس من الغريب ان تري تغيرا في سياسة نتنياهو ازاء واشنطن ربما حتي اطمئنانه فقط للاحتفاظ بمنصب رئيس الوزراء مثلما فعل اوباما حتي وصل الي المكتب البيضاوي!