غداة الهجوم علي صحيفة 'شارلي إيبدو' الفرنسية الساخرة في باريس أمس، والذي أسفر عن مقتل 12 شخصاً ارتفع منسوب التوتر الأمني في فرنسا اليوم، لا سيما بعد حادث إطلاق النار في العاصمة الفرنسية صباح اليوم، والذي أدي إلي وفاة شرطية وإصابة موظف بلدية بجروح، فيما شهدت البلاد موجة استهداف للمساجد كرد فعل علي الاعتداء الدامي، الذي أكد منفذوه أنه يهدف إلي الإنتقام من رسوم كاريكاتورية كانت نشرتها الصحيفة وتحمل إساءة إلي النبي محمد'ص'. وفي تفاصيل إطلاق النار في ضاحية باريس اليوم، أن رجلاً يرتدي سترة واقية من الرصاص ويحمل سلاح يد ورشاشاً قام في الساعة السابعة صباحاً اليوم، بفتح النار علي عناصر من الشرطة البلدية في منطقة مونروج في الضاحية الجنوبيةلباريس، ثم لاذ بالفرار. وفي الوقت الذي كان المسلح لا يزال فاراً بحلول ظهر اليوم، أفادت مصادر في الشرطة الفرنسية أن الشرطية التي أصيبت بجروح خلال إطلاق النار في مونروج توفيت، بينما الجريح الثاني، وهو موظف في البلدية، في 'حال خطرة'. من جهته، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أن المسلح الذي أطلق النار علي عناصر من شرطة البلدية في جنوبباريس 'لا يزال فاراً'. واكد الوزير الفرنسي الذي توجه إلي مونروج في الضاحية الباريسية، أن 'مدعي الجمهورية سيطلق الإجراءات من أجل تحديد هوية المشتبه به فوراً وتوقيفه'. وكانت مصادر من الشرطة أعلنت في وقت سابق توقيف رجل في ال52 من عمره بعيد الهجوم. وفي ما يبدو كرد فعل علي الإعتداء الدامي الذي تعرضت له 'شارلي إيبدو'، والتي يلاحق فيها إسلاميون متشددون، أفادت مصادر قضائية فرنسية اليوم عن تعرض مساجد لهجمات لم توقع ضحايا 'في ثلاث مدن فرنسية' منذ مساء أمس. وألقيت ثلاث قنابل يدوية صوتية علي مسجد في مدينة لو مان 'غرب فرنسا'، كما أطلقت رصاصة علي الأقل علي مسجد في حي شعبي بعيد منتصف الليل. وفي مدينة بور- لا- نوفيل جنوب البلاد، أطلقت رصاصتان علي قاعة صلاة للمسلمين بعد ساعة تقريباً علي انتهاء صلاة العشاء، بحسب ما أعلن مدعي ناربون في منطقة أود، دافيد شارماتز. وقال شارماتز إنه 'من الواضح أنه شخص رأي أنه من الواجب الانتقام لماذا أو لمن لست أدري'، وذلك رداً علي سؤال حول إمكان وجود رابط بين الاعتداء الدامي أمس علي الصحيفة الأسبوعية. وفجر اليوم، وقع انفجار متعمد أمام مطعم كباب مجاور لمسجد بالقرب من ليون. واشار رئيس بلدية المدينة برنار بيرو إن 'الأمر مرتبط للوهلة الأولي بالوضع المأساوي' الناجم عن الاعتداء علي الصحيفة، داعياً إلي 'التضامن والوحدة والاحترام'. إلي ذلك، دعا ممثلو مسلمي فرنسا 'أئمة المساجد' إلي 'إدانة أعمال العنف والإرهاب بأشد الحزم' خلال خطبة الجمعة'، للرد علي الاعتداء الدامي أمس. كذلك، دعا 'المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية'، وهو الهيئة التي تمثل مسلمي فرنسا، المصلين إلي الالتزام بدقيقة الصمت المقررة عند ظهر اليوم في فرنسا، تكريماً للضحايا ال12 في الاعتداء علي الصحيفة، وذلك في إطار الحداد الوطني الذي أعلنه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. ودعا المجلس المسلمين إلي المشاركة في التجمع الوطني الكبير المقرر يوم الأحد المقبل في باريس.