تولي الحزب الجمهوري 'يمين الوسط' دفة القيادة بمجلس الشيوخ الأمريكي وذلك في أعقاب انتخابات التجديد النصفي التي جرت في شهر نوفمبر الماضي مما ينذر بأيام صعبة سيواجهها الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، خلال العامين الأخيرين الباقيين له من فترة ولايته الثانية. وقام تسعة نواب ينتمون للحزب الجمهوري بأداء اليمين الدستورية كأعضاء جدد بمجلس الشيوخ البالغ مجموع اعضائه 100 عضو حيث أصبح الحزب الآن يتمتع بأغلبية 54 مقعدا. كما بسط الجمهوريون أيضا سيطرتهم علي مجلس النواب وزادوا من أغلبيتهم بإضافة 13 دائرة انتخابية ليصل مجموع المقاعد التي فازوا بها إلي 247 مقعدا من مقاعد المجلس البالغ عددها 435 مقعدا. وافتتح نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي يشغل منصب رئيس مجلس الشيوخ، الدورة قبل النداء علي أعضاء مجلس الشيوخ لأداء اليمين الدستورية. وقال بايدن: 'مرحبا بك في مجلس الشيوخ' لكل عضو من أعضاء البرلمان، قبل قيامه بتأدية اليمين الدستورية. ولكن في الوقت الذي ينظر فيه علي نطاق واسع إلي انتخابات نوفمبر -التي مكنت الجمهوريين من السيطرة علي مجلس الشيوخ إضافة إلي مجلس النواب- علي أنها رفض للرئيس أوباما، أكد قادة الحزب أيضا علي الحاجة إلي التوصل إلي أرضية مشتركة مع الديمقراطيين الذين يميلون نحو اليسار في الكونجرس. وأشار السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية الجديد، إلي أن الحزب يريد اتخاذ خطوات تدريجية نحو تطبيق السياسات المحافظة مع التركيز علي جعل الحزب قادرا علي خوض الانتخابات الرئاسية عام 2016. وقال ماكونيل إن الجمهوريين شددوا علي أن خلق فرص العمل سيكون علي رأس اولوياتهم وأنه سيأتي في صدارة المهام التي سيبحثونها خط أنابيب النفط المثير للجدل الممتد من الحدود الكندية إلي خليج المكسيك. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست إن أوباما الذي كان قد أعرب عن قلقه إزاء تأثير خط الأنابيب علي انبعاثات الكربون، سيستخدم حق النقض 'الفيتو' حيال المشروع إذا ما اجازه الكونجرس. كما يبدو أن نواب الكونجرس بصدد مواجهة سريعة مع أوباما بشأن إصلاحات قانون الهجرة. وكان الكونجرس قد وافق الشهر الماضي علي تمويل وزارة الأمن الداخلي حتي نهاية فبراير فقط وذلك من اجل مواجهة الإجراءات التنفيذية التي اتخذها أوباما لحماية ملايين المهاجرين غير الشرعيين من الترحيل. وقد أكد البيت الأبيض أن أوباما لن يكون لقمة سائغة خلال العامين الأخيرين الباقيين له من فترة ولايته وذلك علي الرغم من مواجهته لكونجرس يسيطر عليه الجمهوريون. وأشار أوباما إلي الإصلاحات الضريبية والصفقات التجارية كمناطق محتملة للتعاون بين الحزبين الرئيسيين. ومن المقرر أن يجتمع أوباما بتاريخ 13 يناير المقبل مع زعماء الكونجرس. وأعيد الثلاثاء انتخاب النائب جون بونر رئيسا لمجلس النواب الأمريكي، علي الرغم من التحدي الذي واجهه من شريحة الجناح المتشدد داخل الحزب الجمهوري المحافظ الذي ينتمي له. وحصل بونر علي 216 صوتا كانت كافيه لقيادة مجلس النواب، الذي أصبح الجمهوريون يتمتعون فيه بأغلبية موسعة في أعقاب انتخابات التجديد النصفي التي وجهت صفعة للحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس باراك أوباما. وتغلب بونر علي التحدي الذي واجهه لتولي منصب قيادة المجلس مما يسمي بحركة حزب الشاي حيث قام 25 من زملائه الجمهوريين بالتصويت ضده. وانضم ماكونيل إلي بونر في التعهد بالعمل مع الديمقراطيين ودعوة أوباما للتوقيع علي التدابير التي تتعلق بالوظائف، والطاقة وغيرها من المجالات ذات الأرضية المشتركة بين الجانبين.