حظرت الشرطة البنغالية كافة المسيرات في العاصمة ومنعت زعيمة معارضة بارزة من مغادرة مكتبها واعتقلت العشرات من نشطاء المعارضة في أنحاء البلاد، حسبما أفاد مسؤولون ووسائل إعلام محلية. وتأتي الخطوة قبل يوم من حلول ذكري انتخابات عامة جرت مقاطعتها من قبل ائتلاف رئيسي معارض العام الماضي. وقامت عناصر الشرطة بتطويق مكتب رئيسة الوزراء السابقة والرئيسة الحالية لحزب بنغلاديش القومي خالدة ضياء، منذ مساء السبت، قالت السلطات إن تلك الإجراءات تمت في إطار تعزيز التدابير الأمنية. وضياء هي العدو اللدود لرئيسة الوزراء الشيخة حسينة التي وصلت إلي السلطة العام الماضي لولاية ثانية. واشتبكت الشرطة مع أنصار المعارضة يوم الأحد في عدد من المناطق بالبلاد، بما في ذلك في منطقة براهمانباري شرقي البلاد، ما أسفر عن إصابة العشرات بجروح، حسبما أوردت تقارير قناة إيه تي إن بانغلا وقناة 24 التلفزيونيتين، ولم يرد تعقيب فوري من جانب الشرطة علي الاشتباكات. في داكا، أحرق من يشتبه بأنهم من نشطاء المعارضة حافلة وحطموا عدة مركبات، وفقا لوسائل الإعلام المحلية. ونشرت السلطات قوات حرس الحدود شبه العسكرية للقيام بدوريات في داكا وبعض المدن الكبري الأخري، وفقا للمتحدث باسم حرس حدود بنغلاديش محسن رضا. وقال وزير الدولة للشؤون الداخلية في بنغلاديش، أسد الزمان خان كمال، اليوم الأحد إنه تم تعزيز إجراءات الأمن بالنسبة لضياء ولم يتم احتجازها كما يدعي قادة المعارضة. كانت حسينة عادت إلي السلطة في انتخابات 5 يناير الأخيرة التي قاطعها حزب ضياء، بدعوي أنه سيتم تزويرها. وأغلقت الشرطة مقر حزب ضياء في منطقة نايا بالتان، التي تخضع لحراسة أمنية مشددة. في بيان صدر يوم الأحد، أعلنت شرطة داكا أن حظرا علي تنظيم مسيرات في العاصمة سيظل ساري المفعول حتي إشعار آخر منعا لحدوث 'اشتباكات وحوادث غير مرغوب فيها' غدا الاثنين، وهو اليوم الذي يخطط له حزب ضياء لتنظيم تظاهرة مناهضة للحكومة. بحلول مساء الأحد، تم عزل داكا عن بقية البلاد، إذ أوقفت السلطات خدمات الحافلات والعبارات المتجهة إلي العاصمة خوفا من اندلاع أعمال عنف. وجددت ضياء دعوتها لحسينة بالتنحي وإعلان موعد لإجراء انتخابات جديدة، لكن قادة الحزب الحاكم رفضوا هذا المطلب، قائلين إن الانتخابات المقبلة لن تعقد قبل عام 2019، عندما تنتهي ولاية الحكومة الممتدة لخمس سنوات. وكانت لجنة الانتخابات نظمت انتخابات 5 يناير من العام الماضي بعد يومين من فشل التحالفين السياسيين الكبيرين بقيادة الشيخة حسينة وضياء في الاتفاق علي صيغة لتعيين حكومة مؤقتة للإشراف علي الانتخابات. وكانت الشيخة حسينة رفضت الاستجابة لمطالب المعارضة بالتنحي وتعيين حكومة محايدة لإجراء الانتخابات وتعهدت باحترام الدستور من خلال عقد الانتخابات. وتشهد البلاد حالة من الفوضي منذ عام، حيث شن نشطاء المعارضة سلسلة من الهجمات والإضرابات وحصار وسائل النقل التي خلفت نحو 300 قتيل عام 2013. شغلت ضياء منصب رئيس الوزراء في الفترة من 2001-2006، لكنها فشلت في تسليم السلطة سلميا. بعد ذلك تولت إدارة مؤقتة مدعومة من الجيش حكم البلاد لمدة عامين قبل أن تصل حسينة إلي السلطة بعد فوزها الساحق في انتخابات عام 2008.