أثار الحديث حول مبادرة مصرية لحل الازمة السورية بين المعراضة والنظام جدلا واسعا في المشهد السياسي، وكانت مصادر دبلوماسية في القاهرة تحدثت عن وجود أفكار للحل، لكنها لم تتبلور بعد في صورة مبادرة روجت لها وسائل الإعلام قبل أيام، رغم أن مصر لم تكشف رسمياً عن أي معلومات تتعلق بتحركاتها حول الموضوع.. ونشرت 'العربية نت' إن المناقشات ستدور حول تشكيل مجلس عسكري من 15 شخصية لإعادة بناء الجيش وتشكيل مجلس من 100 شخصية من مختلف التوجهات لإدارة المرحلة الانتقالية وتشكيل حكومة تكنوقراط ووقف العمل بالدستور الحالي، أما عن النقطة الخلافية الأبرز 'مصير الأسد'، تفيد المصادر في القاهرة أن الجهات الراعية لهذه المفاوضات تفضل أن يتم بحث هذه النقطة في حوار وطني بين الأطراف السورية.. واضافت العربية ان مصر عرضت علي روسيا أن تعقد المفاوضات المقبلة بين النظام والمعارضة في القاهرة بدلاً من موسكو، ما لم تنفها أو تؤكدها أي مصادر رسمية مصرية حتي الآن، حسب ما أفادت أنباء واكد وزير الخارجية سامح شكري إن 'مصر لن تطلق مبادرة من أجل مبادرة، بل لابد أننا وعندما نطلق مبادرة نكون واثقين من أنها ستنجح وأن المناخ الدولي والإقليمي يسمح بنجاحها، وهذا كان الوضع عندما أطلقنا مبادرة غزة، وكذلك مبادرة دول جوار ليبيا، أما تنفيذها وتفعيلها فهو مرهون بالأوضاع'. وأضاف شكري، في تصريحات صحفية أن هناك أفكارا بالنسبة لسوريا وليبيا وعندما تكتمل العناصر الكفيلة بإنجاح مبادرة مصرية سنجدها تطلق وتنفذ وتحقق غرضها، مشيرا الي إن روسيا دعت لاجتماع للمعارضة وفتح مجال للحوار بين المعارضة والنظام السوري وهناك تقبل من المعارضة للذهاب ولم يعترضوا، فليس ولم أسمع حقيقة معارضة من المعارضة السورية للذهاب لروسيا، وروسيا بالطبع دولة مهمة لها اتصال مباشر بالوضع في سوريا، وهناك تفاعل من المعارضة لهذه الدعوة ويجب ألا يترك باب دون أن تتم محاولة تفعيله إذا كان يؤدي لتحقيق مصلحة الشعب السوري، وللمعارضة السورية أن تقدر لأي مدي يلبي هذا المقترح الروسي احتياجات شعب سوريا، فلن يفرض عليها شيء لأنه من غير الوارد أن تقبل شيئا لا يقبله شعب سوريا. ومن جانبه نفي المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، السفير بدر عبد العاطي، أن تكون هناك مبادرة مصرية رسمية بشأن الأزمة السورية، مضيفا ان 'جهودا مصرية تهدف إلي وقف سفك الدم السوري اليومي'، مضيفا: 'القاهرة تُجري حوارا مع جميع الأطراف المعنية بالأزمة السورية'. وكان قد التقي رئيس الائتلاف السوري المعارض، هادي البحرة، في العاصمة المصرية القاهرة، السبت الماضي عددا من المسؤولين المصريين ومسؤولين في الجامعة العربية في إطار مساعي الوصول إلي حل للأزمة السورية، مشيرا الي أن الائتلاف السوري وبقية أطراف المعارضة يدرسون الآن وثيقة جنيف وبعض المقترحات الأخري، موضحاً أن الائتلاف لم يتلق حتي الآن دعوة رسمية بشأن مبادرات الحوار المطروحة. واشار البحرة الي إن القاهرة خلقت بيئة ومناخا مناسبا للمعارضة السورية لوضع رؤيتها المشتركة وآليات حل الأزمة سياسيا، مؤكدا أن وثيقة القاهرة التي سيعلن عنها قريبا ستكون أساسا يُبني عليه لأي مؤتمر دولي حول سوريا.. وأوضح أن موسكو أيقنت أن حل الأزمة السورية سيكون سياسيا وليس عسكريا، مطالبا روسيا بدعم حوار المعارضة الموسع بالقاهرة، مشيرا إلي أن واشنطن ستبدأ بتدريب 5 آلاف عنصر من المعارضة السورية المعتدلة مطلع فبراير المقبل