رصدت صحيفة 'يو إس إيه توداي' الأمريكية تقارير تفيد بأن طائرات إيرانية شنت غارات جوية علي أهداف لتنظيم 'داعش' في العراق هذا الأسبوع، وهو ما يثير احتمالات بأن هناك تبادل للمعلومات الاستخباراتية بين العراقوطهران، وهو تطور يضع الولاياتالمتحدة في موقف حرج بين دولة حليفة وأخري عدوة منذ فترة طويلة. ونقلت الصحيفة – في تقرير أوردته علي موقعها الإكتروني امس السبت – عن مايكل روبين، وهو محلل عسكري وباحث في معهد 'أميركان إنتربرايز'، قوله : إن إيران لم تكن قادرة علي ضرب أهداف بدون الحصول علي معلومات استخباراتية يعول عليها والتي من الممكن أن تكون حصلت عليها من الحكومة العراقية، وهو الأمر الذي يؤكد وجود علاقات وطيدة بين حكومتي العراقوإيران اللتين تقودهما الشيعة. وأوضح روبين أنه من الممكن أيضا أن العراق مرر معلومات حصل عليها من الولاياتالمتحدة، حيث إن الجيش الأمريكي أقام مراكز عمليات مشتركة في بغداد وأربيل، حيث يتبادل فيها الضباط الأمريكيون والعراقيون المعلومات وينسقون لشن غارات جوية أمريكية ضد تنظيم 'داعش'. وأضاف أن الاحتمال الثاني يكمن في أن إيران دخلت المجال الجوي العراقي بدون إذن، وهو ما يشير إلي أن الحكومة المركزية في العراق لا تزال ضعيفة وعرضة للتدخل الإيراني. ولفتت الصحيفة الأمريكية إلي نفي الجيش الأمريكي أنه أجري أي تنسيق للهجمات مع إيران، رغم أن الدولتين تستهدفان عدوا مشتركا.. ناقلة عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية 'البنتاجون' جون كيربي قوله 'لم نقم بأي تنسيق مع الجيش الإيراني'. وأوضحت أن تنظيم داعش – والذي يعد أحدي القوي التي تحاول الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي تدعمه إيران في حربه الأهلية المستمرة منذ نحو 3 سنوات – ورغم معارضة الولاياتالمتحدة لنظام الأسد، إلا أنها تري الآن أن داعش يشكل تهديدا أكبر، مما يجعل التنظيم المتطرف، عدوا مشتركا لكل من طهرانوواشنطن. ورأت الصحيفة أن ذلك يضع واشنطن في مأزق دبلوماسي، حيث إنها دعت عددا من حلفائها العرب للانضمام إلي التحالف الدولي لمكافحة داعش، بما فيها قطر والأردن والمملكة العربية السعودية.. بيد أنه في الوقت نفسه، تنظر دول الخليج العربي إلي إيران علي أنها تمثل تهديدا كبيرا لها ولن تدعم أي تحالف مع إيران أو أي تعاون بين واشنطنوطهران.