اختفت مظاهر البهجه وطقوس الاحتفال بالعيد في الاسكندريه بعد اسبوع من الاحزان والقلق عاش فيه الملايين من مواطني المدينه التي تعد من اكثر المدن المصريه تقبلا لثقافه الاخر ، فهي التي طالما عاشت فيها الجاليات الاجنبيه اليونانيه والايطاليه والارمنيه متجاوره مع المسلمين والمسيحين حتي ان العديد من سكان المدن المصريه البعيده عن الثقافه الكوزمبولتيانيه اي اليونانيه الرومانيه مازالوا ينظرون الي الاسكندريه علي انها مدينه مصريه ترتدي الرداء الاوروبي الا ان ماحدث مؤخرا جعل المدينه المصريه ترتدي ملابس الحداد السوداء وتختفي من شوراعها كل مظاهر البهجه فمنذ اوائل الاسبوع واثر تعرض المدينه لصفعه قويه بايادي مجهولين ادت الي سقوط العشرات من الشعب المسيحي مابين قتيل ومصاب بعد خروجهم من كنيسه القديسين بسيدي بشر وادائهم لقداس العام الجديد ليلقي اكثر من عشرين شخصا مصرعه ويصاب اكثر من تسعين اخرين باصابات متفرقه مازالوا يعالجون منها حتي الان !! لتشهد الاسكندريه موجات من الحزن والقلق علي مدار اسبوع كامل لم تنتهي حتي الان مع مثول الجريده للطبع وجروح واحزان اسر الضحايا لم تنتهي عشرات المنازل تحولت الي سرادقات عزاء بالرغم من قرار البابا شنوده الذي اعتبره الملايين من السكندريين انه ساهم في احتواء الموقف وهو القرار بدفن الضحايا في دير ماري مينا في مدينه برج العرب واعتبار الضحايا من الشهداء فهذا الدير لايدفن فيه حسبما يؤكد د.كميل صديق المستشار الاعلامي للمجلس المللي بالاسكندريه انه لايدفن فيه الا القديسين والاباء الكهنه الا ان قرار البابا شنوده بدفن الضحايا في هذا المكان جاء من اجل تكريم الضحايا واحتواء غضب اسرهم الذين تمنوا ان يلحقوا بهم في هذا المكان المقدس ويكفي ان الشعب القبطي استقبل جثامين الضحايا بالزغاريد بدلا من البكاء تاكيدا علي انهم في السماء ..ويضيف نادر مرقص عضو المجلس المللي قائلا ان اجواء التهدئه بدأتها الكنيسه ومازالت تسير فيها بخطي ثابته مؤكدا علي ان القساوسه والكهنه رأو انه لابد وفي ظل اجواء الحزن والالم يجب عدم اغفال دور رجال الشرطه ولذا جاءت زياره الانبا' روريس مرقص'وكيل قداسه البابا والقمص 'ابرام الشوادني 'والقس داود بطرس اعضاء مجمع الكهنه بالاسكندريه لمستشفي الشرطه متمنين الشفاء للمصابين من رجال الشرطه مؤكدين انهم يفضلون الاحتفال بعيد القيامه مع المصابين من رجال الشرطه الذين سقطوا مصابين في هذا الحدث الاجرامي ... وعلي سرير المرض كانت الصغيره ماجي التي لم يتجاوز عمرها الثلاثه اعوام تحتضن والدها الرائد هيثم احمد حسام الدين الذي اصيب اصابه بالغه في طلبه اذنه !! من اثار الانفجار المروع اثناء قيامه هو وطاقم الحراسه باداء واجبهم بتامين الكنيسه !! وتعلق الضغيره قائله بابا ودنه فيها اوفه بس هو بيكلمني كويس انا خايفه عليه وعايزاه يخف بسرعه علشان يشيل اخويا النونو اللي في بطن ماما !! كلمات الطفله البرئيه وانطلاقها نحو الكهنه متسائله في براءه مش كده ياجدو بابا حيخف ويخرج من المستشفي .. جعلتهم يؤكدون انهم جاءوا الي المستشفي متمنين الشفاء لكل مصاب هذا ويرقد في مستشفي الشرطه عدد من رجال الشرطه المصابين من بينهم الملازم مليس عبد الرحمن والعقيد خالد الشريف .. ورغم اجواء الاحزان الا ان النائب العام المستشار عبد المجيد محمود عقد اجتماع موسع مع المستشار ياسر الرفاعي المحامي العام الاول لنيابات استئناف الاسكندريه والمستشار عادل عماره المحامي العام لنيابه شرق الاسكندريه لاستعراض اخر التطورات التي تمت في التحقيقات وسماع اقوال المصابين واسر الضحايا الا ان الغموض مازال يحيط بالحادث رغم مرور اسبوع عليه فمازالت وجود قدمين لم يتم التعرف علي صاحبهما بمثابه اللغز وايضا اجزاء من وجهه بدا رجال البحث الجنائي جهودا مكثفه من اجل كشف صاحبها مما جعل النائب العام يصدر بيانا صحفيا بعد ماترددت انباء انه سوف يعقد مؤتمر صحفي قبل احفالات عيد الميلاد يعلن من خلاله اخر ماتوصلن اليه التحريات الا ان الامر لم يكن سوي مجرد شائعات انتهت ببيان مطبوع منسوب الي مكتب النائب العام تم من خلاله الاشاره الي انه تم استعراض نتائج التحقيقات والمعاينه وسؤال المصابين والشهود من افراد الامن وبعض الاهالي وانه لم يتبين منهما كيفيه حدوث الانفجار او من قام به وكذلك انه بعد الاطلاع علي تقارير الصفه التشريحيه الصادره من مصلحه الطب الشرعي ونتائج الكشوف الطبيه الموقعه عي المصابين تبين ان الاصابات اادت الي كسور باعظام وتهتكات بالانسجه ونزيف دموي وانه تم استخراج صواميل ومسامير وقطع حديده وقطع اسمنتيه وبلاستيكيه من اجسام المتوفيين والمصابين وانه استكمالا للتحقيقات امر النائب العام بتكليف كبير الاطباء الشرعيين ومن يرافقه للانتقال لمكان الحادث بكنيسه القديسين بشارع خليل حماده دائره قسم المنتزه لاجراء المعاينات اللازمه لكافه اركان المكان لبيان مصدر الانفجار واثره علي العقارات المجاوره والكنيسه وذلك في ضوء مااسفرت عنه نتائج تشريح جثث المتوفين وتقارير الكشوف الموقعه علي المصابين توصلا لتحديد تصور كيفيه حدوث الانفجار والقرار الثاني خاص بمناظره الاشلاء والاجزاء الادميه المعثور عليها بمكان الحادث لاعداد تقرير مفصل لعرضه علي النيابه العامه لكشف شخصيه الجناه .. هذا وقد تحولت الاسكندريه بعد مرور عده ايام من الحادث .. الي مدينه الاحزان حيث ارتدي المواطنين ملابس الحداد السوداء من مسيحين ومسلمين واختفت مظاهر البهجه والاستعداد لاعياد الميلاد وحلت التعزي محل التهاني وعزفت الالاف من الاسر عن شراء ملابس العيد الجديده لاطفالهم وكما يؤكد محمود حمدي تاجر ملابس باحد مولالات الاسكندريه قائلا ان حركه البيع والشراء للملابس انخفضت بصوره كبيره بالرغم من هذا الموسم انتظره الالاف من التجار ويضيف قائلا الله يخرب يبيت اللي كان السبب!!ويضيف تامر محمود صاحب احد محلات الحلوي قائلا لم تتعدي حركه البيع للكعك وحلوي عيد الميلاد ال 5% ويضيف خسائرنا جميعا لم تنتهي !!هذا بينما تحولت شوارع وميادين الاسكندريه الي مايشبه الثكنات الامنيه وسط كردونات امنيه مكثفه وسيارات مدججه بجنود الامن المركزي خاصه في اماكن التجمعات والمولات وصاحبها حركه تفتيش واسعه للسيارات القادمه الي الاسكندريه فقد شهد مدخل الاسكندريه تكثيفا امنيا وتفتيش للسيارات بينما شهدت مناطق الكنائس بوسط وغرب الاسكندريه فرض كردون امني واخلاء المناطق المحيطه بكنائس المرقسيه ومارجرجس باسبوتنج وكنيسه الانبا تكلا بكامب شيزار ومارجرجس بالعجمي والذين كانت جهات امنيه قد تلقت تهديدات بان تلك الكنائس مهدده بتفجيرها !! مما ادي الي الي فرض كردون امني وعدم السماح بالدخول الا بعد التاكد من هويه المواطنين !!هذا وقد اضطرت الجهات الامنيه الي قطع الاشجار حول تلك الاماكن حتي لايتم وضع اي متفجرات فيها هذا وكانت الكنيسه الارثوذكيه بالاسكندريه قد اعلنت في بيان رسمي عن تخصيص ساعتين يوم السبت من الساعه السابعه وحتي التاسعه مساء لتلقي العزاء بمقر الكتدرائيه ويكون في استقبال الوفود القساوسه والكهنه واعضاء المجلس المللي وكذلك عدم استقبال اي وفود يومي 6 و7 يناير نظرا لانه لن يكون هناك اي مظاهر للفرحه او البهجه في اعياد الميلاد بعكس السنوات السابقه!! هذا بينما قامتالعديد من ممثلي الاحزاب والقوي السياسيه بتنظيم وقفات احتجاجيه بالشموع في ميادين الاسكندريه معلنين رفضهم لمحاولات ضرب الوحده الوطنيه وهذا وبالرغم من الاجراءات الامنيه المشدده الا ان بعض اصحاب النفوس الضعيفه قاموا باستغلال الحدث في اثاره البلبه واطلاق الشائعات حول وقوع انفجارات مما ادي اثاره الذعر بين المواطنين !! وادي الي ان تبدو الشوارع شبه خاليه من المواطنين وارتفعت نسبه الغياب في المدارس بينما قام العديد من سكان المباني المجاوره للكنائس باغلاق ابواب العمارات باجنازير الحديديه لضمان مزيد من الامان هذا بينما دموع اسر الضحايا لم تجف ولم يتمالك الزوج الذي فقد ابنتيه مارينا11 سنه وماريان21سنه وزوجته د.سونيا وشيقتها سهير نفسه من البكاء معلقا علي الحادث قائلا انا اصبحت وحيد في الدنيا ويمسك بصوره زوجته وابنته الصغيره قائلا يكفي انها كانت تحلم بالمستقبل الذي ضاع في لحظه !! ويعلق كانت فرحانه بالحكم القضائي الذي اصدردته المحكمه بعدم تنفيذ قرار وزير التعليم بتحويل مدرستها الي مدرسه تجريبيه !! ويكمل وسط دموعه قائلا كانت اخر كلماتها عن العام الجديد يملؤها التفاؤل فقد قالت لي انا فرحانه يابابا ان السنه دي انتهت بكل الحاجات الوحشه اللي فيها !! لم تكن تدري ان العام الجديد سيكون اوحش !!هذا وقد تحولت منزال عائلات بالكامل الي سرادقات عزاء اطفئت انوار اشجار اعياد الميلاد واختفت الحلوي والكعك من علي الموائد ومازال الجميع مترقب لنتائج التحقيقات وكشف الجناه بينما مدينه الاسكندريه تحولت في اسبوع الي مدينه الاحزان.