في خطوات متسارعة زادت حدّتها بعد محاولة اغتيال الحاخام المتطرف 'يهودا غليك' الليلة الماضية، نفذت قوات الاحتلال العديد من اجراءاتها التي وُصفت بمثابة اعلان حربٍ علي الفلسطينيين في القدس وعلي مقدراتهم وممتلكاتهم، كان أبرزها اغتيال أسيرٍ مقدسيٍ محرر وإصابة ثلاثة شبان آخرين، وإغلاق المسجد الاقصي بالكامل أمام المصلين. وقال مراسلنا بأن عشرات العناصر من الوحدات الخاصة والتدخل السريع بشرطة الاحتلال تنتشر منذ ساعات صباح اليوم في باحات ومرافق المسجد الأقصي وتُغلق كافة بواباته أمام المصلين والعاملين فيه، بالإضافة الي اغلاق باب المغاربة المُخصّص لاقتحامات المستوطنين. ولأول مرة يشارك في صلاة الفجر بالمسجد الأقصي مدير المسجد الشيخ عمر الكسواني، وسبعة من حراس المسجد فقط. وتشترط الشرطة لإدخال الحراس الصباحيين تقديم لائحة أسماء المناوبين من الحرس الصباحي. وكانت قوة خاصة طاردت السير المحرر معتز حجازي 'الجهاد الاسلامي' بحي الثوري ببلدة سلوان جنوب المسجد الاقصي، وكان علي دراجته ويلبس خوذة ويحمل مسدساً-حسب روايات الاحتلال-واشتبك مع جنود الاحتلال الي أن ارتقي شهيداً صباح اليوم، في حين اصيب ثلاثة شبان آخرين: اثنين من عائلة الشويكي والثالث من عائلة برقان، في الوقت الذي أكدت فيه الناطقة بلسان شرطة الاحتلال 'لوبا سمري' قبل قليل النبأ وقالت انه المشتبه الرئيسي باطلاق الرصاص علي الحاخام المتطرف 'غليك' الليلة الماضية. وفي إطار سياسة 'العقاب الجماعي' التي اتخذتها سلطات الاحتلال في القدس، هدمت جرافات تابعة لسلطة الطبيعة بهدم غرف سكنية وبركسات ومخازن تعود للمواطن موسي محمد خليل الطروة، 63 عاما، في حيّي: الشيخ جراح وواد الجوز وسط القدس وقرب أسوارها التاريخية. وأوضح شهود عيان ان عملية الهدم تمت دون سابق انذار أو مخالفة، سبقها عمليات تصوير في ساعات نهار أمس، قبل أن تأتي الجرافات لهدمها ليلاً. صاحب المبني الطروة أكد بأن البناء قديم وقام بترميمه وقطن فيه عام 1963، وتبلغ مساحته 200 متر مربع، ويعيش فيه مع زوجته وابنه وزوجته و3 أولاد.في حين تعود الأرض لعائلة أبو جبنة المقدسية. أمّا المواطن محمد اسحق ابو جبنة فقد أمهلته سلطات الاحتلال خمسة دقائق لإفراغ المخزن وكراج السيارات، وهددوه بهدم المحل علي محتوياته في حال عدم تنفيذ الأمر بشكل فوري، وبالفعل تم هدم مخزنين وكراج سيارة، تم تشييدها قبل نحو 25 عاما ومساحتها نحو 10 أمتار. كما هدمت جرافات الاحتلال غرفتين صغيرتين وسور حول المنزل وبركس وسور قديم، وأزالت شبك حديد يحيط بالأرض للمواطنة المقدسية ثرية محمد عبد الرحمن خاطر 55 عاما. كما هدمت جرافات الاحتلال سور المغارة وهو مبني قبل عام 1967 وامتداده نحو 20 متر، وغرفة 'مخزن' مساحتها 10 امتار مبنية منذ نحو 25 عاما، وبركس تبلغ مساحته 20 مترا. وفي بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصي، اقتحمت قوات الاحتلال الحارة الوسطي'بطن الهوي' ومنازل حي البستان، وشرعت بتوقيف الشبان وتحرير هوياتهم دون سبب. وكانت سلطة ضريبة الاحتلال شنت حملة واسعة في حي رأس العامود، بالبلدة اقتحمت خلالها المحلات التجارية، وفرضت علي أصحابها العديد من الشروط لتجديد 'رخصة العمل' من قبل البلدية. وشاركت في الحملة-حسب مركز معلومات وادي حلوة-بلدية الاحتلال ووزارة الصحة بالاضافة لسلطة الضرائب، أغلقوا خلالها أحد المحال التجارية الكبيرة 'سوبر ماركت' بعد مصادرة بضائع منه بحجة 'تراكم الديون'. في الوقت نفسه، واصلت أذرع الاحتلال المختلفة حملتها الواسعة في بلدة العيسوية، ونصبت كرفانات علي مدخل البلدة لقوا ومخابرات الاحتلال ولسلطة الضريبة، وشنت حملات دهمٍ واسعة للمحال وسط مواجهات عنيفة استمرت حتي ساعات متأخرة من الليلة الماضية أصيب خلالها عشرات المواطنين باختناقات حادة بسبب القنابل الغازية السامة التي ألقتها قوات الاحتلال بكثافة علي السكان. وشملت اجراءات الاحتلال اطلاق العديد من بالونات 'مناطيد' في سماء الأحياء المقدسية لمراقبة المواجهات العنيفة في محاولة لقمعها، وتركز اطلاق هذه البالونات في بلدات: العيسوية، وسلوان، وشعفاط. وأكد مراسلنا بأن التوتر الشديد يسود المدينة المقدسة وان عشرات الطلبة لم يتوجهوا الي مدارسهم اليوم نتيجة اجراءات الاحتلال المشددة وغير المسبوقة في المدينة.