وصفت مجلة نيوزويك الامريكية الاعمال الإرهابية التي تحدث في سيناء بأنها تتشابه مع ما يرتكبه تنظيم داعش من اعمال في العراقوسوريا لإقامة مايسمي بدولة الخلافة'المزعومة'. وأشارت المجلة إلي أن الهجوم الذي استهدف، الجمعة الماضية، نقطة تفتيش تابعة للجيش بمنطقة كرم القواديس التابعة لمدينة الشيخ زويد، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 31 جنديا وأكثر من 30 مصابا، يأتي بعد تبادل إطلاق نار الأربعاء الماضي علي حدود إسرائيل مع مصر، وقع في وضح النهار وكان قصيرا نسبيا، وانتهي بإصابات غير مميتة لقائدة وحدة قوات النخبة في الجيش الإسرائيلي وإحدي المجندات، ومن الجانب الآخر للحدود بين مصر وإسرائيل، قُتل ما لا يقل عن 3 متشددين مدججين بالسلاح. واعتبرت المجلة أن الهجوم علي المواقع الإسرائيلية يليه مقتل هذا العدد الكبير من القوات المصرية، يعد مؤشرا علي كيف يمكن أن تتحول شبه جزيرة سيناء من منطقة الجذب السياحي ذات المنتجعات الجميلة، إلي كابوس جهادي، موضحة أن الهجمات التي استهدفت القوات المصرية تؤكد أن سيناء هي أحدث جبهة في حرب داعش لتأسيس دولة الخلافة في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وسرعان ما عزا مصدر عسكري تبادل إطلاق النيران الأسبوع الماضي إلي جماعة أنصار بيت المقدس، التي تمتلك طموحا واسعا، وتشارك تنظيم داعش في رؤية تأسيس دولة خلافة إسلامية عالمية، بحسب الصحيفة. وبسبب هيكل الجماعة غير الهرمي، من الصعب تحديد عدد مقاتلي أنصار بيت المقدس، علي الرغم من أن التقديرات تتراوح ببضعة آلاف، هم منفيو غزة وشيوخ السلفية المتشددة والبدو الساخطين والشباب الذي يعاني البطالة أو الأمية، فضلا علي المقاتلين الجهاديين الذين نشأوا في العراق أو الأردن، وكذلك المصريين العائدين من ساحات القتال في سورياوالعراق، وبعض المجندين من مناطق بعيدة مثل أفغانستان، حيث يعتقد الزعيم الحالي لتنظيم القاعدة المصري المولد أيمن الظواهري أن الثورة الإسلامية يجب أن تبدأ من مصر. ونوهت المجلة بأن فصائل عدة من أنصار بيت المقدس أقسمت بالولاء لداعش، والتي تزعم تلقيها التدريب علي يد التنظيم. وكان المسئولون الأمنيون المصريون قد قالوا إن تنظيم داعش أقام صلات مع متشددي سيناء التابعين لجماعة أنصار بيت المقدس، وأكد قائد في الجماعة أن جماعته تتبع توجيهات داعش لها. وذكرت المجلة أنه بعد ساعات قليلة من إعلان مصر أن أنصار بيت المقدس هي المسئولة عن إطلاق النار علي الحدود الإسرائيلية مع مصر، أصرت إسرائيل علي أن الأمر يتعلق بمحاولة لتهريب مخدرات من قبل عصابات التهريب، لكن يقول مراقبو سيناء في إسرائيل ومصر وواشنطن إن التمييز بين مهربي المخدرات في سيناء ومقاتلي أنصار بيت المقدس غالبا ما يكون غير واضح. وعلي الرغم من أن المسلمين يشيرون إلي نصوص القرآن التي تحرم المخدرات، فإن المتشددين طالما اعتبروها تجارة مربحة، لذا فلن يجد مراقبو سيناء مفاجأة إذا كانت تجار المخدرات هم من يقفون وراء تبادل إطلاق النار الأخير علي الحدود، لكنه في نفس الوقت يظهر أن المهربين بطريقة أو بأخري مدعومون من قبل إحدي الجماعات المرتبطة بأنصار بيت المقدس، بحسب الصحيفة. واختتمت الصحيفة بالقول إن القوة متعددة الجنسيات والمراقبين المتمركزين في سيناء بناء علي معاهدة كامب ديفيد التي وقعت عليها كل من إسرائيل ومصر عام 1978، أصبحوا هدفا رئيسيا للجهاديين، لكن هذا لا يمثل قلقا كبيرا للولايات المتحدة، وإنما القلق الأكبر يكمن في أن نمو قوة أنصار بيت المقدس يعتبر إشارة علي أن فكر الجهادي العالمي في جميع أنحاء الشرق الأوسط ينتشر بشكل سريع وفتاك مثل فيروس الإيبولا المتفشي في دول غرب أفريقيا.