أصدرت اللجنة الإعلامية العامة في تنظيم الدولة الإسلامية، 'داعش'، قراراً بمنع جميع عناصر التنظيم من التصوير بهواتفهم النقالة وكاميراتهم الخاصة، أثناء المعارك، التي يخوضونها في صفوف التنظيم. وهدّد القرار، الذي تم نشره علي الحسابات التابعة للتنظيم علي مواقع التواصل الاجتماعي، بمعاقبة أي عنصر يخالف التعليمات، التي تضمنها القرار، والتي قضت بحصر التصوير بالعناصر المعتمدة من قبل اللجنة، للقيام بمهمة التوثيق وتغطية العمليات العسكرية، التي يقوم بها التنظيم. ويأتي هذا القرار، الذي اتخذه التنظيم، بعد يوم واحد من الحملة، التي أطلقها عناصر ومؤيدو التنظيم علي موقع 'تويتر'، الذي ينشطون عليه، والتي أطلق عليها اسم:حملة التكتم الإعلامي. وتهدف الحملة، بحسب مناصري التنظيم وعناصره، إلي إخفاء تحركات القوات العسكرية التابعة للتنظيم، وعدم تسريب تحركاتها للإعلام، عن طريق نشر أخبار هذه التحركات علي وسائل المواقع الاجتماعية، خوفاً من قيام طيران قوات التحالف الدولي باستهداف هذه القوات نتيجة نشر أخبار وصور تحركاتها علي الإنترنت. ولاقت الحملة انتشاراً واسعاً بين مؤيدي ومناصري وعناصر التنظيم، الذين دعوا إلي الالتزام بقرارات حصرية لنشر أخبار تحركات قوات التنظيم العسكرية في الوكالات والصفحات الإخبارية المدارة من قبل أشخاص معتمدين من قبل قيادة التنظيم. ويعتمد تنظيم الدولة الإسلامية في إعلامه، بشكل رئيسي، علي الإعلام الالكتروني البديل، فمؤسسة التنظيم الإعلامية تدير عشرات الصفحات علي مواقع التواصل الاجتماعي، التي تقوم بشكل يومي بنشر أخبار انتصارات التنظيم العسكرية، ونشر ثقافة التنظيم وخطابه السلفي الجهادي. وتعتمد هذه الصفحات الإخبارية علي 'مؤسسة الفرقان الإعلامية'، التي تعتبر الجسم الإعلامي المركزي الموكل إليها إنتاج مقاطع الفيديو الدعائية، التي يقوم من خلالها التنظيم بإيصال الرسائل لأعدائه، وبتغطية أخبار المعارك، التي يخوضها، بالإضافة إلي استخدام مقاطع الفيديو الدعائية، التي تنتجها 'الفرقان'، في عمليات الحشد والمناصرة، التي تسعي من خلالها قيادة التنظيم إلي تسويق رؤيتها الجهادية، واستقطاب المزيد من المتطوعين من مختلف أنحاء العالم. وتتبع التنظيم أيضا عدة مجموعات إعلامية أخري، يقوم بواسطتها ببث أخباره وخطابات قادته ومقاطع فيديو دعائية، كمؤسسة الاعتصام ومؤسسة الملاحم ومؤسسة الصمود ومؤسسة الفجر، وغيرها. وتتبع التنظيم مجموعة من المنتديات علي شبكة الانترنت، تستفيد منها قيادة التنظيم في تأمين تواصل مباشر ودائم، بينها من جهة، وبين عناصر التنظيم والشباب، الذين ينوون الالتحاق به من جهة ثانية. وتقوم قيادة التنظيم عبر هذه القنوات بالتوجيه العقائدي لعناصر التنظيم، وسماع آرائهم ومراقبة المعترضين علي سياساته من عناصره لتتعامل معه قيادة التنظيم في ما بعد، بالتنحية أو الطرد أو حتي بإيقاع عقاب به. لدي تنظيم الدولة الإسلامية، 'داعش'، مؤسسة إعلامية متكاملة، استطاعت خلال السنة الأخيرة حشد طاقات كبيرة من خلال استخدامها شبكة الانترنت، واستطاعت مؤخرا ضبط عمليات نشر أخبار تحركات قوات التنظيم، بحيث لا تنكشف أماكن وجوده بسهولة لقوات التحالف التي تستهدفها.