أصدر الرئيس الفرنسي قرارا بتنكيث العلم الفرنسي لمدة ثلاثة أيام حزنا علي مقتل الرياضي ومتسلق الجبال الفرنسي إرفي جوردل علي أيدي الجماعات الإرهابية بالجزائر أثناء قيامه بالتجوال وتسلق جبال جوجرا الوعرة، وقد خيم الحزن علي الفرنسيين وجميع الجاليات العربية والأجنبية المقيمة بفرنسا بمجرد التأكد من الخبر منذ ثلاثة أيام، عندما قامت جماعة إرهابية تطلق علي نفسها جماعة جند الخلافة بالجزائر بقطع رقبة الرهينة الفرنسي علي غرار ما تفعله منظمة داعش الإرهابية بالعراق وسوريا التي قتلت وبنفس الطريقة صحفيين أمريكيين، وصحفي بريطاني، وكانت تلك الجماعة الإرهابية بالجزائر قد هددت الدولة الفرنسية يوم الاثنين الماضي بقطع رقبة الرهينة الفرنسي ما لم تنسحب فرنسا عن الحلف الدولي لضرب تنظيم داعش تضامنا معه، وعندما لم تستجب فرنسا لمطالب الإرهابيين وقررت المضي قدما في الانضمام للحلف الدولي الذي تقوده أمريكا لضرب داعش بالعراق، تم قتل الرهينة الفرنسي إرفي جوردل بطريقة وحشية أدت إلي استنفار أمني غير مسبوق من جانب السلطات الفرنسية التي انتشرت في المدن والميادين والساحات والأماكن الحيوية بفرنسا وحذرت رعاياها من الفرنسيين في أكثر من أربعين دولة توخي الحذر وتعريض أنفسهم للخطر بعد تهديدات تلك التنظيمات في أكثر من موقع وجهة، ومعه فقد قامت القوات الجوية الفرنسية بالعديد من الطلعات الجوية بالعراق استهدفت معسكرات تنظيم داعش وضرب مصافي النفط بالعراق لقطع التمويل عن تنظيم داعش وباقي التنظيمات الإرهابية بالمنطقة، ولربما تشمل الطلعات قريبا ضرب تنظيم داعش بسوريا بعد دعوة رئيس الوزراء الأسبق فرانسوا فيو بالتركيز علي تنظيم داعش وترك مشكلة بشار الأسد الآن لخطورة الأوضاع في سوريا، وقد خيم الحزن من واقع الصدمة علي الشارع الفرنسي برمته، وأكدت فرنسا بكامل أحزابها ورموزها السياسية بأنها لن ترضخ للإرهاب، وتضامنا مع شعب فرنسا قامت الأطياف الدينية بفرنسا ممثلة برئيس مجلس الديانة الإسلامية الدكتور دليل أبوبكر بالاحتشاد اليوم بأعداد غفيرة لعدد من المسلمين بعد صلاة الجمعة أمام المسجد الكبير في باريس في منطقة بلاس مونج يصحبهم عدد كبير من قيادات ورموز الأحزاب السياسية الفرنسية والصحفيين وعدد من الأساتذة العرب والأجانب خلال وقفة تضامن كبيرة مع الضحية ومعبرة عن رفضها واستنكارها لأفعال تلك التنظيمات الإرهابية البربرية التي تسيء للإسلام، رفع الجميع شعارات قوية منددة بتلك التنظيمات التي تشكل خطر علي الإسلام وأعلنت في بيان رسمي أن الإسلام منها براء، كما قامت الكثير من المساجد والزاويا المنتشرة في باريس والمدن الفرنسية بعد صلاة الجمعة اليوم بالتنديد بالجريمة النكراء، وأعلنوا تضامنهم مع فرنسا ومع الدول التي تتصدي للإرهاب الذي يشكل الآن آفة للإنسانية وقد جاء الهدف من تلك الحملة والوقفات ليس فقط من أجل التنديد بداعش بل وللتحذير من انخراط الشباب المسلم الموجود بالغرب مع تلك التنظيمات الإرهابية بعد سفر الكثير من أبناء الجاليات الإسلامية للانضمام مع تلك التنظيمات بالعراق وسوريا تحت شعارات مغلوطة حرصا علي هؤلاء الشباب الذين يتصورون أنهم يدافعون عن الإسلام، وقد جاءت الصحف الفرنسية والأجنبية اليوم منددة بالجريمة وقد دعت العالم أجمع إلي الوحدة والتضامن معا للوقوف ضد تلك التنظيمات التي تسيء للشعوب وتسيء للأديان.