انتشرت في الآونة الأخيرة حملة بشكل واسع علي الموقع الاجتماعي فيسبوك تحت عنوان 'الكتب العشرة المؤثرة' وتعد بدورها تحد جديد يرتكز علي أن ينشر المشارك فيه قائمة لعشرة كتب قرأها وأثرت فيه، ثم ينشر معها قائمة لعشرة أشخاص يدعوهم للمشاركة في التحدي، ليعلنوا بدورهم عن لائحة الكتب العشرة التي بصمتهم. وتهدف هذه الحملة إلي تحويل مواقع التواصل الاجتماعي إلي فضاءات للتشجيع علي القراءة. وكانت الكتب أكثر قراءة بالنظر إلي قوائم 'تحدي 10 كتب'، هي: القرآن، وكتب غابرييل غارسيا ماركيز وباولو كويلو ويوسف زيدان وأحلام مستغانمي وجبران خليل جبران. أن 'تحدي 10 كتب ليس تحديا للتباهي، بل هو تجربة جميلة أساسها تحريض الأصدقاء علي القراءة والمساهمة في إعلاء شأن الكتاب، خصوصا بعد أن أصبح 'الاستسهال' والتباهي بالمعلومة الجاهزة هو السائد' كان هذا رأي الشاب محمد المساوي. ويضيف محمد، في تصريحه ل DW أن تذكر 10 كتب لا يعني أن هذه الكتب غيرت حياتك بصورة كاريكاتورية. ويري أن هذه الصورة تنمو في ذهن من لا يقرأ. أكد المساوي أنه قد استفاد شخصيا من هذه التجربة من خلال اكتشافي لعناوين كتب جديدة لم أكن أعرفها، زرعت في الفضول المعرفي وحرضتني علي البحث عنها لقراءتها. أيضا، من خلال 'قوائم العشرة كتب'، استطعت أن أفهم الخلفية الفكرية والفلسفية لبعض الأصدقاء'. كما أكد حميد مسافي أن تحدي 10 كتب المؤثرة هو 'نوع من المحاولة الجادة لمزاحمة المحتوي العابث الذي يطغي علي الويب، ولا أري فيه أي انسياق مع أي موجة، ولا أي حب للظهور أو التباهي'. ويتابع حميد: 'لقد لاحظت أن المبادرة حفزت الكثير من الشباب علي القراءة، لأن الكثيرين ممن أعرف وممن لم يحملوا كتابا في حياتهم، طلبوا مني بعد الحملة كتبا إلكترونية وتصفحوها بالفعل وناقشوني فيها'. وتقول غيثة الزين إن 'الجميل في هذا التحدي أنه تطور ليصبح تحديا آخر يقوم علي نشر كل شخص لعنوان كتاب ينوي قراءته خلال عشرة أيام، ثم يدعو أصدقاءه لفعل نفس الشيء. وبعد مرور العشرة أيام، ينشر كل واحد ملخص الكتاب الذي قرأه ورأيه فيه. وهنا يكمن التحدي'. تقول الطالبة أميمة دلال: أنه علي الرغم من انتشار هذه الحملة، إلا أن بعض الشباب يعتقدون أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي أساؤوا تطبيقها، 'فهي كفكرة إيجابية في حد ذاتها، وتحدي الكتب هو تحد نحن بحاجة إليه، لكن التطبيق كان يجب أن يكون مختلفا. وقد رأيت كثيرين ممن لم يفتحوا كتابا في حياتهم، قد شاركوا وسردوا قائمة من عشرة كتب وهذا يدل علي نوع من التمييع للتحدي'.، وتضيف: 'كان الأحري أن نتحدي بعضنا في 10 كتب سنقرؤها، ونحدد المدة الزمنية للقيام بذلك'. ويتفق مع رأي أميمة الشاب أنس عياش حيث يقول: أن ' من خلال متابعتي لبعض المشاركات في التحدي، بدا لي أنه تم تمييع الفكرة وتحولت إلي نوع من التباهي. فقد حاول كثيرون استعراض كتب قالوا إنهم قرؤوها، فلو كانوا فعلوا حقا، لظهر ذلك علي كتاباتهم ونقاشاتهم السطحية والمليئة بالأخطاء في كثير من الأحيان'. وفي المقابل، سخر البعض من بعض من شاركوا في التحدي ونشروا قوائم بعناوين كتب وهمية والهدف من ذلك حسب الشاب يوسف بلعربي، 'ليس السخرية من فكرة التحدي، بل ممن ادعوا أنهم قرأوا كتبا وأثرت في حياتهم، وهم في الحقيقة لم يقرأوا شيئا، كما أنهم ينشرون عناوين كتب صعبة من ناحية استيعاب مضامينها'. وكان الشاب محمد الصيباري واحدا ممن نشروا لائحة بكتب وهمية وبعناوين ساخرة. يقول محمد: 'أنا لم أسخر من التحدي، لكنني سخرت من محتواه فقط من باب المزاح، وذلك عندما تحدتني صديقة لأنشر قائمة بعشرة كتب أثرت في حياتي. بالنسبة إلي مثل هذه التحديات لا تعدو أن تكون نوعا من المتعة فقط'. أكد المسؤول عن اللقاءات الثقافية في معهد العالم العربي بباريس 'المعطي قبال' قائلاً: 'من ميزات مثل هذه المبادرات أنها تشجع القارئ علي تذكر النصوص التي خلقت وقعا مؤثرا في المتخيل، وبالتالي غيرت من رؤيته للأشياء والعالم، ما عدا ذلك، تبقي مبادرة فيسبوكية بلا جدوي، لأن القراءة مسألة عشق ومتعة شخصية وفردية لا يمكن لاستفتاء أو استقصاء الإيفاء بروحها'.