استعرض الكاتب الأمريكي دويل مكمانوس تصاعد درجة تقييم خطورة تنظيم 'داعش' في خطاب الرئيس باراك أوباما. قال الكاتب الأمريكي مكمانوس في مقال نشرته صحيفة ' لوس أنجلوس تايمز' أن أوباما قبل شهر واحد كان يركز في خطاباته علي حدود التدخل الأمريكي وعدم الانجرار لحرب أخري, ولكن الأسبوع الماضي وفي مؤتمر صحفي أعقب قمة الناتو في ويلز, أعلن أوباما استهدافه الحد من قدرات, بل وتدمير 'داعش' نهائيا واصفا التنظيم بأنه مصدر تهديد كبير. وأوضح مكمانوس أن احتداد نبرة أوباما والأهم من ذلك ارتفاع سقف الوعيد إزاء 'داعش' إنما أتي عقب قيام الدواعش بذبح صحفيين أمريكيين، وأشار إلي أنه قبل هذا كان تقييم مسؤولي الإدارة الأمريكية يقف عند حد القول بجدية تهديد 'داعش' علي حلفاء أمريكا بالشرق الأوسط وأنه من الممكن مستقبلا أن يصبح التنظيم مصدرا للإرهاب الموجه ضد أوروبا والولايات المتحدة. وقال مكمانوس إن الاستراتيجية التي وضعها مستشارو أوباما تضم عددا من البنود يصعب الركون إليها: فهي تعتمد علي نجاح الفرقاء السياسيين العراقيين في تشكيل حكومة جديدة تستطيع اجتذاب دعم أبناء المذهب السني الغاضبين، وهي أيضا تتطلب تنظيم ائتلاف دولي لمجابهة تنظيم 'داعش' وهذا الائتلاف يضم حكومات عربية منها السعودية وقطر والعراق التي يتفق قادتها مع بعضهم البعض. وتتطلب الاستراتيجية الأمريكية تشجيع السعوديين للقبائل العربية السنية في العراق لتحويل دعمها من 'داعش' إلي الحكومة الجديدة في بغداد, وتشجيع كافة الدول العربية علي وقف انضمام مواطنيها للتنظيم. في غضون ذلك, في سوريا, التي يسيطر الدواعش علي شمالها الشرقي, ستحاول أمريكا وحلفاؤها دعم المعارضة المعتدلة التي تقاتل كلا من مقاتلي 'داعش' وجيش نظام بشار الأسد.. وستحتاج أمريكا متابعة حملتها العسكرية المحدودة, للحيلولة دون استهداف مقاتليها من جهة ووقف زحف ' داعش ' شمال العراق من جهة أخري. ما لن يكون جزءا من الاستراتيجية في هذا الصدد, هو شن ضربات جوية واسعة النطاق في سوريا, حسبما أخبر مسؤول بإدارة أوباما صاحب المقال, معللا ذلك بعدم وجود حليف أمريكي في سوريا يمكنه السيطرة علي الأرض آنذاك وسد الفراغ الناجم. وأشار مكمانوس إلي أن موقف أوباما الوحيد الثابت هو الالتزام بعدم إرسال قوات برية إلي المنطقة.. وأن القتال البري في أي دولة سيقتصر علي القوات المحلية بتلك الدول مدعومة من حكومات جيرانها الذين هم عرضة لتهديد 'داعش' أكثر من أمريكا.