فشلت محاولات استصدار إدانة دولية لكوريا الشمالية، فسارعت جارتها الجنوبية اليوم إلي التحذير من احتمال تعرضها لهجمات شمالية جديدة عليها، وذلك بالتزامن مع انتهاء المناورات العسكرية المشتركة التي أجرتها مع الولاياتالمتحدة والتعهد بإجراء المزيد لردع بيونغ يانغ. وفي مقر الأممالمتحدة بنيويورك، قال دبلوماسيون لدي المنظمة الدولية إن محاولة فرنسا وبريطانيا لإقناع مجلس الأمن الدولي بإدانة كوريا الشمالية لتخصيب اليورانيوم وهجومها بالمدفعية علي جزيرة كورية جنوبية انهارت تقريبا. وأرجع الدبلوماسيون سبب انهيار استصدار بيانين منفصلين من قبل مجلس الأمن لتوبيخ بيونغ يانغ إلي طلب الصين حذف كلمات وجمل رئيسية من النصين، الأمر الذي جعل كوريا الجنوبية تقر بأنه من الأفضل أن لا يعقد المجلس اجتماعا بشأن هذه المسألة. ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسي غربي طلب عدم ذكر اسمه القول "انهارت المباحثات بشأن مسألة التخصيب وليس واضحا أنه يمكن إحياؤها، أما المحادثات بشأن حادث القصف المدفعي فتعثرت أيضا فيما يبدو والاحتمال ضئيل أن يتم الاتفاق علي شيء في هذا الشأن". وفي بكين قال وزير خارجية الصيني يانغ غي تشي اليوم الأربعاء إن "المهمة العاجلة في الوقت الراهن هي منع تصعيد التوترات في شبه الجزيرة الكورية المقسمة". وأكد الوزير الصيني أن بلاده ستتعامل مع الموقف "كقوة كبري مسؤولة، ولن تحابي أيا من الطرفين ولن تسكب الزيت علي النار". واجب صيني وكانت الولاياتالمتحدة حثت الصين أمس علي الضغط علي كوريا الشمالية، وقال البيت الأبيض إن الصين عليها واجب يتمثل في إبلاغ كوريا الشمالية بأن سلوكها الذي يلوح بالحرب علي الدوام يجب أن ينتهي. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس للصحفيين عندما طلب منه تقييم الولاياتالمتحدة للموقف المتوتر في شبه الجزيرة الكورية، "سترون تقدما بشأن المحادثات المتعددة الأطراف بشأن هذا الموضوع في الأيام القليلة القادمة". جاءت الأنباء عن انهيار المحادثات في الأممالمتحدة بشأن كوريا الشمالية في نفس اليوم الذي تباهت فيه بيونغ يانغ ببرنامجها لتخصيب اليورانيوم وبعد أسبوع من إطلاقها قذائف مدفعية ثقيلة علي جزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية مما تسبب في مقتل أربعة أشخاص. هجمات ومناورات علي الجانب الآخر رجحت كوريا الجنوبية تعرضها لمزيد من هجمات كوريا الشمالية، وقال مدير جهاز المخابرات العامة وون سي هون في اجتماع لجنة برلمانية في سول "من المحتمل جدا أن يشن الشمال هجوما آخر". وفي وقت سابق اليوم أعلن في سول اختتام المناورات العسكرية الضخمة بين كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة والتي استمرت أربعة أيام بالإعلان عن "التخطيط لإجراء مزيد من التدريبات الرامية إلي منع أية استفزازات عسكرية كورية شمالية". ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" عن المسؤول عن العمليات البحرية لهيئة أركان القوات المسلحة الكورية الجنوبية العقيد كيم يونغ تشول قوله "لقد تشاورنا مع الولاياتالمتحدة لإجراء عدة جولات من المناورات العسكرية المشتركة للتعامل مع الاستفزازات المحدودة من قبل العدو". وقال كيم إنه لم يتم تحديد التوقيت والقوي المشاركة بعد، مضيفا أن المناورة الأولي يمكن أن تكون خلال الشهر الحالي ومعتبرا "استعراض القوة العسكرية خلال الأسبوع الحالي كان ناجحا وتمكن من إرسال تحذير مباشر لكوريا الشمالية". ورأي أن لمثل هذه المناورات مغزي لكونها استعراضا لتعهد كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة الصارم بأن الدولتين الحليفتين ستردان بحزم علي أية استفزازات كورية شمالية. وقال مسؤولون كوريون جنوبيون إن حاملة الطائرات "جورج واشنطن" والسفن الأخري تتجه إلي قواعدها في اليابان، وإنهم سيراقبون تحركات الجيش الكوري الشمالي في ظل المخاوف من مزيد من الأعمال العسكرية من الشمال الذي حذر من شن حرب شاملة ردا علي المناورات.