هل يمكن أن تتحول تركيا من عهدها البغيض مع اردوغان من سيء إلي أسوء إذا ما فاز أردوغان بمقعد الرئاسة وبخاصة بعد سيطرته وبسط نفوذه علي البلاد وتزويره للانتخابات البلدية السابقة لصالح حزبه بتركيا, هل يمكن أن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن إذا ما جاء هذا البغيض الي سدة الرئاسة بعد أن أفسد علي تركيا علاقاتها العربية والإقليمية، ثم الغربية بعد أن أهان تركيا وفرط في مكتسباتها من أجل قبولها كعضوا في الاتحاد الأوروبي، هل يمكن أن يختاره الأتراك كرئيس بعد اتخاذه الإسلام كستار لمشروعه الإخواني وخلافته المزعومة التي جند لها التنظيمات الإرهابية بالعالم, هل يمكن أن يقبله الانراك كرئيس بعد متاجرته بالقضية الفلسطينية لصالح إسرائيل, هل يقبله الأنراك كرئيس بعد عدائه لجيرانه وتأليبه ومساندته للجماعات الارهابية من أجل تخريب كلا من مصر وسوريا والعراق وليبيا, هل يمكن أن يختاره الأتراك كرئيس بعد مجازر تقسيم باسطنبول وتفريطه في قوانين وبنود تتعلق بالدستور والأمن القومي التركي من أجل رضا الغرب وتحقيق مصالحه الخاصة علي نحو من الديكتاتورية والتسلط, ورغم كل ذلك فإن هذا السليط والبغيض والمكروه من حكومات وشعوب العالم سيخوض الانتخابات الرئاسية التركية اليوم خلال استفتاء شعبي عام يجري في تركيا لأول مرة بعد أن كان يتم بالبرلمان سابقا، ويدخل معه السباق الرئاسي كلا من المرشح أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي كمرشح عن حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية، ثم المرشح صلاح الدين دمرطاش رئيس حزب الشعب الديمقراطي، وقد استطاع أردوغان من خلال استغلاله لمنصبه أن يجند القنوات الإعلامية الرسمية لصالحه خلال الأيام الماضية من أجل الإعلان عن برنامجه الانتخابي مستحوذا علي ساعات طويلة لصالحه مقابل دقائق محدودة لباقي المرشحين مما يعطي إشارة بإمكانية فوزه في الاستحقاق الرئاسي إذا ما حصل علي نسبة ال50 في المائة زائد واحد من الجولة الأولي، وأن لم يتمكن من تحقيق تلك النسبة فسوف تعاد الانتخابات يوم 24 أغسطس الجاري بين المرشحين اللذين سيحصلان علي النسبة الأكبر من الأصوات. لقد استطاع أردوغان خلال فترة حكمه كرئيس للوزراء منذ 2003 أن يجند حزب العدالة والتنمية لشحذ الناس وكسب ودهم من خلال الهدايا والوظائف طوال الفترة الماضية، وتمكن في نفس الوقت من تحجيم قوة الجيش الضاربة في تركيا ليستقل بالسلطة، وخوضه حرب ضد خصومه السياسيين من العلمانيين والقوميين والأحزاب المعارضة لمشروعه الإسلامي المزعوم، وتمكن من فرض سيطرته علي الجهاز الإعلامي والأمني من أجل أن يصبح رئيسا لتركيا خلفا لرئيسها الحالي عبد الله جول الذي تنتهي ولايته، ويسعي أوردغان لتعزيز سلطات منصب رئيس الدولة وإعطائه صلاحيات كبيرة في حالة فوزه بعد أن كان منصبا شرفيا باقتدار علي غرار بروتوكولات بعض الدول، وهو الأمر الذي يكرهه الكثير من شعوب العالم بسبب تحايل هذا الرجل وخلطه الدين بالسياسة مما أثار حفيظة الكثيرين من منتقديه، كما أنه متهم بالصلف والغرور والتسلط في نظام حكمه، وقد بدي ذلك جليا من خلال أزمة تقسيم العام الماضي عندما أمر الشرطة باستخدام القوة والعنف المفرط في تفريق المتظاهرين المدافعين عن البيئة وقتلهم لثمانية من المتظاهرين واتهامهم بالإرهابيين، الأمر الذي أثار غضب الكثير من المنظمات الحقوقية في الكثير من بلاد العالم، كما أن أردوغان فشل خلال رئاسته للوزراء أن يدخل تركيا في الاتحاد الأوروبي بسبب تخوف الدول الأوروبية من مشروعه الإسلامي وسوء إدارته للبلاد وتعامله بقسوة مع حزب العمل الكردستاني وأكراد تركيا وانتهاكه لحقوقهم رغم ما قدمه من تنازلات لإرضاء أوروبا وأمريكا، ورغم ذلك يمر أردوغان بحالة من العزلة في علاقته مع أوروبا بسبب الشبهات التي تحوم حول وقوفه وراء أنشطة التنظيم الإخواني الإرهابي بالعالم، وتذبذب علاقته مع إسرائيل وتلاعبه إعلاميا وسياسيا بالقضية الفلسطينية ومنها مؤخرا ما يبديه من تعاطف مع شعب غزة، وعلاقاته السيئة مع جيرانه وبخاصة تدخله في الشئون الداخلية لمصر بمساعدة قطر وبخاصة بعد الإطاحة بمرسي والإخوان في مصر، ودعمه للمعارضة في العراق وسوريا ومساندته للتنظيمات الإرهابية في الكثير من البلاد العربية والعالم، ودائما ما يصور نفسه أمام الإعلام عندما يتعرض الانتقاد علي أنه ضحية لمؤامرة داخلية أو خارجية تسعي للعمل علي إسقاطه لكسب تعاطف الآخرين، وبعد كل ذلك هل يمكن أن يحل هذا الأردوغاني رئيسا لتركيا وعندها لن ينتظر لها إلا أن تجني الشر من ورائه.