عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم السبت 18-7-2025 بعد الانخفاض الأخير بالصاغة    رسميًا.. تعويضات إضافية لعملاء الإنترنت المنزلي (تعرف عليها)    «خطير جدا أن تكون جزءً من أقلية».. إسرائيل تهاجم الشرع بعد خطابه عن السويداء    الصفقة الخامسة.. المقاولون يتعاقد مع الحارس محمد فوزي    إيجالو يلوم أوسيمين: كان عليه جمع ثروة ضخمة في السعودية    حريق يلتهم مخزن أجهزة كهربائية في أبوصير بالبدرشين والخسائر بملايين الجنيهات    صدقي صخر صاحب شركة إعلانات في «كتالوج» مع محمد فراج    حالة الطقس اليوم السبت 19 يوليو 2025.. الأرصاد توجه نصائح مهمة للمواطنين    مطالبا بتعويض 10 مليارات دولار.. ترامب يقاضي «وول ستريت جورنال» بسبب جيفري إبستين    افتتاح نموذج مصغر من المتحف المصري الكبير في العاصمة الألمانية برلين الاثنين المقبل    Carry On.. مصر تقترب من إطلاق أكبر سلسلة تجارية لطرح السلع بأسعار مخفضة    وزير الكهرباء يبحث الموقف التنفيذي لتوفير التغذية لمشروعات الدلتا الجديدة    اعرف مرشحك.. أسماء المرشحين في انتخابات الشيوخ 2025 بجميع المحافظات | مستند    طب قصر العيني يبحث مع مسؤول سنغالي تعزيز التعاون في التعليم الطبي بالفرنسية    الإصلاح والنهضة: الشراكة الاستراتيجية بين مصر والسعودية حجر الزاوية لاستقرار المنطقة    الكونغو وحركة "إم.23" توقعان إعلان مبادئ لوقف إطلاق النار في شرقي البلاد    ليلى علوي نجم الدورة 41 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط    بالصور.. نانسي عجرم تستعرض إطلالتها بحفل زفاف نجل إيلي صعب    إلهام شاهين وابنة شقيقتها تحضران حفل زفاف في لبنان (صور)    أسباب الشعور الدائم بالحر.. احذرها    طفل يقود تريلا.. الداخلية تكشف ملابسات فيديو صادم | فيديو    محافظ البنك المركزي يشارك في الاجتماع الثالث لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين "G20"    أسيل أسامة تحصد ذهبية رمي الرمح بالبطولة الأفريقية في نيجيريا    تعاون أكاديمي جديد.. بنها ولويفيل الأمريكية تطلقان مسار ماجستير في الهندسة    القاهرة الإخبارية: وقف الحرب لم يضع حدًا للاشتباكات في السويداء    رسالة مؤثرة وتحية ل"الكينج".. أنغام تتألق بافتتاح مهرجان العلمين الجديدة    حملات مكثفة بالبحيرة.. غلق عيادات غير مرخصة وضبط منتحل صفة طبيب    وزارة الصحة": إجراء 2 مليون و783 ألف عملية جراحية ضمن المبادرة الرئاسية لإنهاء قوائم الانتظار منذ انطلاقها في يوليو 2018    الاستهدافات مستمرة.. غزة تدخل مرحلة الموت جوعًا    تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي فوق النبطية والحدود الجنوبية للبنان    اندلاع حريق داخل مخزن فى البدرشين والأطفاء تحاول إخماده    "بائعة طيور تستغيث والداخلية تستجيب".. ماذا حدث في المعادي؟    رابط نتيجة تنسيق رياض الأطفال الجيزة 2025 (الموعد والخطوات)    إعادة الحركة المرورية بالطريق الزراعي بعد تصادم دون إصابات بالقليوبية    ب4 ملايين جنيه.. «الداخلية» توجه ضربات أمنية ل«مافيا الاتجار بالدولار» في المحافظات    "استعان بأصدقائه".. كيف يعمل رونالدو على إعادة النصر لمنصات التتويج؟    بعد فسخ عقده مع القادسية السعودي.. أوباميانج قريب من العودة لمارسيليا    إسرائيليون يعبرون إلى الأراضي السورية بعد اشتباكات مع جيش الاحتلال    «سباكة ولحام ونجارة».. بدء الاختبارات العملية للمرشحين للعمل في الإمارات (تفاصيل)    وزيرة التنمية المحلية تبحث التعاون في نظم المعلومات الجغرافية مع شركة Esri    توقيع اتفاقيات تعاون بين 12 جامعة مصرية ولويفيل الأمريكية    بسبب تشابه الأسماء.. موقف محرج للنجم "لي جون يونغ" في حفل "Blue Dragon"    الواعظة أسماء أحمد: ارحموا أولادكم صغارًا تنالوا برهم كبارًا.. والدين دين رحمة لا قسوة    عاوزه أوزع الميراث على البنات والأولاد بالتساوى؟.. أمين الفتوى يجيب    ليفربول يعزز هجومه بهداف أينتراخت    التعليم: إتاحة الاختيار بين الثانوية والبكالوريا أمام طلاب الإعدادية قريبا    الصحة: إجراء 2 مليون و783 ألف عملية جراحية ضمن المبادرة الرئاسية لإنهاء قوائم الانتظار    «الرعاية الصحية»: إنشاء مركز تميز لعلاج الأورام في محافظة أسوان    هل يُفسد معسكر إسبانيا مفاوضات بيراميدز مع حمدي فتحي؟    شاهد أعمال تركيب القضبان بمشروع الخط الأول بشبكة القطار الكهربائى السريع    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 19-7-2025 في محافظة قنا    البطاطس ب9 جنيهات.. أسعار الخضروات والفاكهة اليوم السبت في سوق العبور للجملة    «مرض عمه يشعل معسكر الزمالك».. أحمد فتوح يظهر «متخفيًا» في حفل راغب علامة رفقة إمام عاشور (فيديو)    أول ظهور ل رزان مغربي بعد حادث سقوط السقف عليها.. ورسالة مؤثرة من مدير أعمالها    كل ما تريد معرفته عن مهرجان «كلاسيك أوبن إير» ببرلين    عميد طب جامعة أسيوط: لم نتوصل لتشخيص الحالة المرضية لوالد «أطفال دلجا»    داعية إسلامي يهاجم أحمد كريمة بسبب «الرقية الشرعية» (فيديو)    أحمد كريمة عن العلاج ب الحجامة: «كذب ودجل» (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ زايد آل نهيان صائد القلوب وفارس العروبة في ذكراه العاشرة

قليلون من يملكون أرصدة الذكاء والطيبة والقدرة علي التخطيط لصنع مايظنه الآخرون مستحيلا، قليلون من يشقون مجري الخير والعطاء ليس لشعوبهم فقط أو لمحيطهم الإقليمي فقط، ولكن لكل من يمكن أن تمتد له اليد بالعطاء، هكذا فعل الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله الذي حلت ذكراه العاشرة في 19 رمضان الماضي، هذا الرجل الفريد الذي حصد إجماعا علي شخصه وفتح أبواب القلوب لمحبته وأبواب التاريخ لرصد سيرته ليس في مصر فقط ولكن بين بلدان العرب جميعها لافرق بين سوداني ولبناني، سعودي أو كويتي أو يمني، تونسي أو مغربي او سوري، هو الرجل المجمع عليه، هو القلب الذي اتسع للجميع حتي أنك لن تندهش لكمّ الحب الذي يفيض من كلمات الرجل السوداني الذي يعلق علي الصورة النادرة للشيخ زايد بالزي السوداني في الزيارة الوحيدة التي قام بها قبل أكتوبر 73 لدولة السودان تماما كما لن يدهشك هذا التقدير الكبير للشيخ زايد من ذلك اللبناني الذي يذكر بالخير مشاركة الإمارات في قوات الردع العربية لوقف نزيف الدم اللبناني في حربها الأهلية.
أما عنا في مصر.. فمحبة الرجل ومكانته ربما أكبر، ربما لأننا نملك هذا الترمومتر الدقيق لقياس مصداقية من يمدون لنا يدا، ترمومتر يقيس الحب ويرده مضاعفا، وعلي الرغم من أنه من النادر أن يحتفي هذا الشعب برموز من خارج حدود أرضه.إلا أن الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله، ذلك الرجل الذي إذا ما ذكر ترحم عليه كل مصري حفرت في ذاكرته مواقف الرجل في تلك اللحظات الصعبة التي احتاجت فيها مصر إلي يد حانية وخط دفاع صلب ولسان صدق ودعم حقيقي، ذلك العاشق المجاهر بعشقه لوطنه الثاني مصر، الفارس الذي نبضت عروقه بعروبته، العنيد في الحق المتواضع للأهل السخي في العطاء النبيل في إنكار الذات وفي كل فعل أظهر تلك الروح الوثابة المحبة التي أرست قواعد صلبة لا نطلاقة نحو المستقبل وأسست لدولة حديثة محلقة في سماء العدل والرخاء علي أسس من العلم والعمل الدءوب في وطنه الأول الإمارت التي اتحدت علي يديه كي تكون قادرة علي مواجهة التحديات بعد الجلاء البريطاني، هو دون شك صاحب تلك الروح التي فاضت منها طاقات العطاء لتغدق علي وطنه الثاني مصر وتترك تلك الحالة من الشجن المتواصل لفراق رجل كانت له يد خير ممتدة لكثير من بلدان العالم الإسلامي حيث آمن الرجل بأن الأخوة في الدين والعروبة لا انفصام لها وأن في الأموال التي منحها الله لبلاده حقا للسائل والمحروم.
في مصر.. لم يحفر هذا الفارس العربي اسمه فقط علي عدد من مستشفيات وشوارع المحروسة وميادينها، ولم يحفره فقط علي تلك الأحياء التي حملت اسمه في مدن القناة بعد انتصار أكتوبر، أو علي أحياء حملت اسمه في المدن الجديدة او مدارس تكشف عن اهتماماته ببنية العقل لنشء مصر، لم يحفر اسمه فقط في مشاريع تنموية واستصلاح أراض أو حفر قناة ماء في توشكي، بل حفر اسمه علي أنصع صفحات التاريخ بمواقف إنسانية قبل ان تكون سياسية، مواقف تفصح عن إيمان لا يتزعزع بأن مصر هي قلب العروبة وشمسها التي إذا ماغابت أظلمت كل بلاد العرب، مواقف قد لا يستطيعها إلا رجل اسمه الشيخ زايد.
زايد ومصر:
منح الرئيس الراحل محمد انور السادات الشيخ زايد آل نهيان قلادة النيل عام 1971، وهي قلادة مستحقة لرجل استثنائي لم يدخر جهدا في مساندة مصر، ومن مواقفه التي لاتنسي أنه بعد هزيمة يونيو 1967 اتخذ خطوة قومية لا تصدر إلا عن رجل يستشعر معني العروبة ويحس ألم الإخوة الأشقاء الذين تجرعوا سم الهزيمة وقسوة جرح إغتصاب الأرض، فأوقف ضخ البترول من أبو ظبي ثلاثة أشهرعن الدول التي شاركت إسرائيل في حربها ضد الدول العربية، كما ألغي الحفلات بمناسبة توليه الحكم واقتصرت البهجة علي افتتاح المشروعات الجديدة، وبعد أن تركت النكسة آثارها علي الاقتصاد بعد أن قرر الزعيم جمال عبد الناصر توجيه موارد الدولة لدعم المجهود الحربي، وترتب علي هذا تاخر التحويلات التي كانت الحكومة المصرية ترسلها لدفع مرتبات المدرسين والمهندسين والاطباء المصريين المبعوثين للدول العربية والذين كانت مصر تتكفل بنفقاتهم كاملة مساهمة منها في دعم الاشقاء، في ذلك الوقت علم الشيخ زايد بأن بعض المدرسين المصريين يحتجون علي تأخر رواتبهم لعدة اشهر فسأل من نقل اليه الخبر: ولماذا لم تدفعوا لهم رواتبهم؟، فرد عليه الرجل بأن المشكلة في تأخر التحويلات من الحكومة المصرية، فأعطي أوامره الفورية بأن تتكفل الامارات بداية من تلك اللحظة بدفع مرتبات المبعوثين المصريين بالكامل حتي تتفرغ مصر للتجهيز لحرب استعادة الارض والكرامة.
بعض الأمور لايمكن أن يفعلها إلا الشيخ زايد آل نهيان، فمَن مِن حكام الدنيا يمكن أن يستدين من أجل حرب تخوضها دولة أخري حتي وإن كانت شقيقة؟.. من غير هذا الفارس النبيل يمكن أن يقترض مليار دولار ويقدمها لشراء أسلحة من الاتحاد السوفيتي لمصر أثناء حربها العادلة لاسترداد الأرض التي سلبها العدو الصهيوني في اكتوبر 1973، من غيره صاحب الجملة الشهيرة 'إن الذين قدموا دماءهم في معركة الشرف، قد تقدموا الصفوف كلها، وأن النفط ليس بأغلي من الدماء العربية' ومضيفاً: 'إننا علي استعداد للعودة إلي أكل التمر مرة أخري، فليس هناك فارق زمني كبير بين رفاهية النفط وأن نعود إلي أكل التمر' كما قال: 'إن البترول يشكل ثروة اقتصادية يستخدمها العرب من اجل التنمية والتقدم وإذا تعرض العالم العربي لخطر الحرب فمن البديهي أن هذه الثروة هي وجميع الموارد الأخري سوف تعبأ للدفاع عن العالم العربي'، من غيره قطع زيارته لانجلترا عندما قامت حرب أكتوبر ليكون فاعلا في حضن الوطن وضميرا يقظا لم يبخل علي مصر بكل ماتملك خزائن الإمارات وبتسخير كل الإمكانات وكل وسائل الدعم بما في ذلك شراء غرف جراحة متنقلة من كل اوروبا وإرسالها لمصر أثناء المعركة، من غيره طلب أن تقدم كافة التسهيلات لرجال الأعلام الذين يريدون زيارة جبهات القتال العربية في سوريا ومصر، وأن تكون جميع نفقاتهم علي حسابه الشخصي، وسافر بالفعل 40 صحفياً يمثلون أكبر دور الصحافة في بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وأسبانيا، متجهين إلي دمشق والقاهرة لتغطية أخبار المعارك.، من غيره يقوم بإرسال ابنه البكر وولي عهده 'حينها' إلي جبهة الحرب، للوقوف علي احتياجات الحرب، لقد كان الموقف المشترك بين الشيخ زايد آل نهيان وعاهل المملكة العربية السعودية الملك فيصل بن عبد العزيز بقطع البترول عن الدول الغربية المساندة لإسرائيل هو الموقف الذي يذكره التاريخ مسجلا أجل المواقف للرجلين العظيمين.
وعندما سئل الشيخ زايد من أحد الصحفيين الأجانب: ألا تخاف علي عرشك من الدول الكبري؟ لم يتردد في أن يقول 'إن أكثر شيء يخاف عليه الإنسان هو روحه، وأنا لا أخاف علي حياتي، وسأضحي بكل شيء في سبيل القضية العربية، إنني رجل مؤمن، والمؤمن لا يخاف إلا الله'
ولا شك أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قد حقق ذروة تاريخه السياسي في قمة رؤساء الدول العربية في نوفمبر عام 1987 في عمان، حيث لعب الدور البارز ووضحت وجهة نظره مع دول مجلس التعاون الواقعية المعتدلة ونجح رأي الشيخ زايد الذي تبناه منذ سنوات في ضرورة وقف الحرب العراقية الإيرانية كما أنه ألح علي ضرورة عودة مصر إلي الجامعة العربية، وفعلاً كان أول شخصية أعادت العلاقات الدبلوماسية مع مصر عشية انتهاء المؤتمر.
لقد كانت ملحمة أكتوبر فصلا من فصول محبة الرجل لعروبته ولمصر تلك المحبة التي لم تنته حتي لحظة رحيل الفارس، فأوصي أبناءه بمصر لتتكامل فصول المحبة وتتوارث من جيل لجيل.
زايد والإمارات:
سمو الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله هو مؤسس نهضة الإمارات ومن تحققت علي يديه أحلام الوحدة، فمنذ اكتشاف البترول عام 1958 في صحراء الظفرة جنوب واحات ليوا بأبو ظبي وجدت أحلام الشيخ زايد في الإصلاح طريقها إلي النور، فاهتم بترميم الأفلاج القديم 'قنوات الماء تحت الأرض التي تنحدر من الجبال في عمان وتسقي منطقة العين'، ولعل أبرز ما تحقق في تلك الفترة، القرار الذي أصدره بإعادة النظر في ملكية المياه وجعلها علي ندرتها متوفرة للجميع بالإضافة إلي تسخيرها لزيادة المساحات الزراعية.وهكذا توفر الماء ليبدأ اللون الأخضر امتداده وسط رمال الصحراء فيما يشبه المعجزة بعد أن استدعي الخبراء في السبعينيات من القرن الماضي واستغربوا تماما أفكاره الغريبة عن التشجير والاكتفاء الذاتي من بعض أنواع الخضر، نظرا لطبيعة الأرض القاحلة وحالة الجو السيئة وندرة وشح المياه لكن إمارات زايد الخير تمكنت من نشر الرقعة الخضراء وصارت دولة الإمارات تحقق اكتفاءها الذاتي من الكثير من الخضراوات وتنتج العديد من الفواكه وتصدر منها إلي الدول المجاورة كما صارت من أكبر دول العالم في مجال زراعة النخيل حيث ينتشر بها أكثر من 50 مليون نخلة.
وقد عمل زايد - رحمه الله- منذ البداية علي إرساء قواعد الدولة المؤسساتية المنظمة علي أسس حضارية وعصرية، وحرص علي إقامة مشروعات قصيرة الأمد، وأخري طويلة الأمد في شتي المجالات.
ومنذ ذلك الحين والإمارات تقفز بخطوات هائلة علي طريق التطوير والحضارة، حتي صارت الإمارات قوة سياسية واقتصادية يحسب لها ألف حساب، وصار مواطنوها من أكثر سكان العالم رخاء وسعادة.
وقد اهتم منذ البداية بالتعليم فأنشأ في عام 1959 المدرسة النهيانية في العين تحت رعايته، وأعطي اهتماما بتعليم البنات.
كما شجع التنقيب عن الآثار ودعي البعثة الدانمركية للحضور إلي العين في سنة 1959 وصحب العالم الأثري 'جيفري يبي' رئيس البعثة الدانمركية العاملة وقتذاك في البحرين، ودلهم علي مقابر في منطقة العين وجبل حفيت، ووجدت هذه البعثة مقابر علي سفوح جبل حفيت، وقد أكدت لهم الحفريات أن هذه الآثار تعود إلي فترة 4000 سنة قبل الميلاد، وكان ذلك سبباً لإثبات أن الإمارات قد لعبت أدواراً هامة علي مر العصور التاريخية.
وفي إطار نهضة علمية أنشأ مركز الوثائق والدراسات في الديوان الأميري في عام 1968 بعد عامين من تقلده حكم إمارة أبو ظبي، وفي عام 1969 أنشأ مكتبا لإمارة أبو ظبي في الشارقة لعمل الدراسات والأبحاث اللازمة للمشاريع، كما حمل المجلس التنفيذي برئاسته عبء النهضة الداخلية والعمران والتقدم في أبو ظبي، وأصبحت مدن الإمارة تعد نموذجاً عالمياً في ازدهارها ورقيها وتيسر سبل الحياة الحديثة فيها واستتباب الأمن واستقراره، وحققت دولة الإمارات خلال الثلاثين عاماً الماضية إنجازات عملاقة في جميع الميادين، فاتسع العمران في المدن القديمة ونشأت مدن جديدة كثيرة، وأنشئت المطارات والموانئ والمستشفيات الحديثة والجامعات والمدارس والمصانع ومحطات الكهرباء، وزادت رقعة الأرض الخضراء، وتغير وجه الحياة في الإمارات الجديدة تغيراً جذرياً، وعمل الراحل الكبير الشَّيخ زايد علي إنشاء المدارس والمعاهد والجامعات، وأرسي الدعائم الأساسية لتداول الثقافة من خلال إنشاء المؤسسات الثقافية مثل: الصحف المحلية، والمجلات والمطبوعات الدورية، والمهرجانات الثقافية، والمؤتمرات الفكرية، والنوادي التراثية والثقافية، والمطابع، ودور النشر، والإذاعة، والتلفاز، وغيرها من المؤسسات المعنية بنشر الثقافة. والتوجيه بإنشاء الأبنية الثقافية والتراثية الأصيلة.وكان 'التراث' له قيمة في فكر الشَّيخ زايد، فشجع علي إحيائه وتدوينه، وقال في ذلك: 'لابد من الحفاظ علي تراثنا القديم لأنه الأصل والجذور، وعلينا أن نتمسَّك بأصولنا وجذورنا العميقة لأن الإلمام بالتراث ينير الأفكار، وينير طريق الحياة'.
وأنشيء المجمع في عام 1981 وهو يشمل مؤسسة الثقافة والفنون ودار الكتب الوطنية والأرشيف الوطني، وينظم المجمع الثقافي المعرض الدولي للكتاب الذي تشارك فيه أكثر من 400 دار نشر عربية وأجنبية، ويوجد في دبي من المراكز الثقافية مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، وندوة الثقافة والعلوم التي نشأت عام 1987، ويوجد في دبي أيضا مؤسسة جائزة سلطان العويس للدراسات والابتكار العلمي التي تأسست عام 1988، بينما توجد في الشارقة دائرة للثقافة والإعلام التي تأسست في عام 1981، ويتبع هذه الدائرة المركز الثقافي في الشارقة وقاعة المعارض وقاعة أفريقيا ومراكز ثقافة الطفل المنتشرة في الإمارة، وأنشأ متحف القبة السماوية، ويوجد في الشارقة مقر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ورابطة أديبات الإمارات وجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وفي شهر نوفمبر عام 1997 أعلن عن جائزة الشارقة للإبداع العربي.
*** القضية الفلسطينية
القضية الفلسطينية وعروبة القدس كان لهما الأولوية في السياسة الخارجية لدولة الإمارات، وحظيت هذه القضية باهتمام بالغ في جميع مجالات تحركها الدبلوماسي في المحافل الإقليمية من أجل حصول الشعب الفلسطيني علي حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة علي ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
وقد مول الشيخ زايد العديد من المشاريع السكنية في مدينة القدس لمواجهة عمليات الاستيطان الإسرائيلي، كما ساهم في تمويل مشاريع صيانة المساجد الأثرية في مدينة القدس، وأمر ببناء مدينة تحمل اسم الشيخ زايد في إطار مدينة غزة بهدف حل مشكلة الإسكان فيها، وإيجاد فرص عمل لآلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، وفي تصريحاته المهمة خلال السنوات الماضية دعا الولايات المتحدة الأمريكية إلي انتهاج سياسة متوازنة تجاه إسرائيل والشعب الفلسطيني.
وعلي أثر قيام الانتفاضة الفلسطينية في شهر سبتمبر عام 2000 وجه في 2 أكتوبر إلي عقد قمة عربية عاجلة لمجابهة الموقف الخطير في فلسطين، وفي 10 أكتوبر أعلن عن تبرعه بملبغ ثلاثين مليون درهم لدعم صمود الشعب الفلسطيني، وأصدر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بناءً علي تعليمات والده في 16 أكتوبر إلي كافة المسئولين في الدولة الإعداد لاستقبال الجرحي والمصابين من أبناء الشعب الفلسطيني للعلاج في مستشفيات أبو ظبي، وقد قام الهلال الأحمر بدور كبير في تقديم المساعدات للفلسطينيين، وقد بلغ مجموع المساعدات التي أرسلها الهلال الأحمر الإماراتي مبلغ مائتين وسبعين ألف درهم منذ بدء الانتفاضة.
وعلي أثر الأحداث الدامية في مخيم جنين في أواخر شهر مارس عام 2002، أمر بسرعة إرسال الهلال الأحمر الإماراتي المعونات للإغاثة العاجلة لسكان هذا المخيم، كما أمر في 27 أبريل باتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة بناء مخيم جنين، وبناء ثمانمائة وحدة سكنية جديدة بكافة مرافقها علي نفقته الخاصة، كما أمر بترميم كنيسة المهد في مدينة بيت لحم وكذلك ترميم مسجد عمر في هذه المدينة.
وعلي صعيد آخر وبهدف تقديم الدعم لكل من يحتاجه أنشأت أبو ظبي في عام 1971 صندوق أبو ظبي للإنماء الاقتصادي العربي، وقد تغير اسم هذا الصندوق إلي صندوق أبو ظبي للتنمية في عام 2000، وقد قدمت هذه الصناديق في نهاية عام 2000 أكثر من خمسة عشر مليار درهم كقروض ميسرة ومساعدات ومعونات شملت معظم دول العالم وذلك انطلاقا من التزامها بالمبادئ والقيم الإسلامية.
قالوا عنه
ولد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان 1918 وتوفي في 19 رمضان الموافق 2 نوفمبر 2004 وهو أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم إمارة أبو ظبي. وخلفه في حكم إمارة أبو ظبي إبنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، تولي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حكم مدينة العين عام 1946
وتولي مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي في 6 أغسطس 1966 وتم انتخابه حاكماً للاتحاد التساعي في 21 أكتوبر 1969 وانتخب رئيسا لدولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر 1971
وقد تحدث عنه الرحالة البريطاني ولفريد ثسيجر Wilfre Thesiger الذي عبر في عام 1948 صحراء الربع الخالي، وكان آخر الرحالة الأجانب الذين عبروا هذه الصحراء، مستخدمين الجمال والسير علي الأقدام، وسافر إلي كل من الجزيرة العربية في مناطق من السعودية والإمارات والعراق وإيران وباكستان وغرب أفريقيا، وكتب عنها عدة كتب، أشهرها كتاب 'الرمال العربية' و'عرب الأهواز'، ويقول عن لقائه مع الشيخ زايد: إن زايد قوي البنية ويبلغ من العمر ثلاثين عاماً، وله لحية بنية اللون ووجهه ينم عن ذكاء وقوة شخصية، وله عينان حادتان، وهو يبدو هادئاً ولكنه قوي الشخصية، ويلبس الشيخ زايد لباساً عمانياً بسيطاً ويتمنطق بخنجر، وبندقيته دوماً إلي جانبه علي الرمال لا تفارقه، ولقد كنت مشتاقاً لرؤية زايد لما يتمتع به من شهرة واسعة بين البدو، فهم يحبونه لأنه بسيط معهم ودود، وهم يحترمون شخصيته وذكاءه وقوته البدنية، وهم يرددون باعتزاز : زايد رجل بدوي لأنه يعرف الكثير عن الجمال كما يجيد ركوب الخيل مثل واحد منا، كما أنه يطلق النار بمهارة ويعرف كيف يقاتل'.
ويقول المؤلف النقيب انتوني شبرد، المسؤول عن الكشافة في الإمارات إن 'زايد رجل يحظي بإعجاب وولاء البدو الذين يعيشون في الصحراء.. وهو بلا شك أقوي شخصية في الإمارات المتصالحة، وإذا دخلت عليه باحترام خرجت باحترام أكبر، لقد كان واحداً من العظماء الذين التقيت بهم'.وذكر كيلي الباحث والمؤرخ المعاصر في تاريخ عمان وشبه الجزيرة العربية في كتاب له سنة 1964 عن شخصية الشيخ زايد: 'في عام 1946 تولي زايد الحكم في العين، ومنذ أن تولاها ظهر أمام القبائل نموذجًا لصنف الرجال العظام من أمثال جده زايد الكبير'. وينقل كلود موريس في كتابه 'صقر الصحراء' علي لسان العقيد هيوبوستيد، الممثل السياسي البريطاني الذي عاش فترة طويلة بالمنطقة، قوله 'كنت أدهش للجموع التي تحتشد حول الشيخ زايد بشكل دائم، وتحيطه باحترام واهتمام.. لقد شق الينابيع لزيادة المياه لري البساتين، وكان يجسد القوة مع مواطنيه من عرب البادية، الذين كان يشاركهم حفر الآبار، وإنشاء المباني، ويجلس معهم ليشاركهم مشاركة كاملة في معيشتهم، كرجل ديموقراطي لا يعرف الغطرسة أو التكبر.. لقد صنع خلال سنوات حكمه في العين شخصية القائد الوطني، إضافة إلي شخصية شيخ القبيلة المؤهل فعلاً لتحمل مسؤوليات القيادة الضرورية'.
علي درب الفارس
لقد أوصي أبو الإمارات الشيخ زايد أبناءه بمصر خيرا.. وعلي نهجه سار الإبن في رحلة لم يقطعها زيف قول أو كذب ادعاء في لحظات فارقة من تاريخ مصر وهي تتحسس الطريق في أعقاب ثورة 25 يناير وتخطيء المسار باختيار صححته في 30 يونيو 2014، وعلي مدار سنوات عدم الاستقرار التي عانت فيها مصر من تداعيات المحنة كانت الإمارت أختا شقيقة تمد اليد وتدعم الشقيقة الكبري عن يقين بأنها قلب العروبة النابض وان انهيارها ليس انهيارا للعرب فحسب وإنما انهيار للعالم كله كما كان يقول الشيخ زايد رحمه الله، لقد كانت الإمارات علي رأس الدول العربية المؤيدة للثورة المصرية وعلي رأس المساهمين للخروج بالاقتصاد المصري من عثرته، فبادرت بتقديم مساعدات مالية وعينية بقيمة ثلاثة مليارات دولار في إطار حزمة مساعدات خليجية لمصر بلغت اثني عشر مليار دولار، ثم واصلت دعمها للاقتصاد المصري بعد توقيع اتفاقية مساعدات خلال شهر أكتوبر 2013 بقيمة أربعة مليارات وتسعمائة مليون دولار شملت منحة بقيمة مليار دولار وتوفير كميات من الوقود لمصر بقيمة مليار دولار أخري إضافة إلي المشاركة في تنفيذ عدد من المشروعات التنموية في قطاعات اقتصادية أساسية في مصر من بينها بناء خمس وعشرين صومعة لتخزين القمح والحبوب بهدف المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي لمصر وإنشاء أكثر من خمسين ألف وحدة سكنية في ثماني عشر محافظة وبناء مائة مدرسة إضافة إلي استكمال مجموعة من المشروعات في مجالات الصرف الصحي والبنية التحتية، وقعت مصر والإمارات في 18 أبريل 2014 اتفاقا للبدء في مشروع للتدريب من أجل التشغيل لتدريب اكثر من 100 ألف شاب وفتاة لتأهيلهم وتدريبهم علي أحدث البرامج الفنية والتقنية وفقاً لاحتياجات ومتطلبات مختلف القطاعات الصناعية بتمويل من الجانب الإماراتي بقيمة تصل إلي 250 مليون جنيه وهو ما يتيح تيسير وتسهيل التحاق هؤلاء الشباب بسوق العمل وتوفير فرص مناسبة. تم توقيع اتفاقية تعاون رباعية بين وزارة التربية والتعليم وبرنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي وشبكة الإمارات المتقدمة للبحوث والتعليم 'عنكبوت' ومنظومة جاما التعليمية في شهر مارس 2014 لتوفير خدمات تعليمية وتدريبية للمؤسسات التعليمية في مصر، إضافة إلي موافقة الإمارات علي بناء 800 مدرسة مصرية علي نفقة الحكومة الإماراتية تم بناء ال100 مدرسة الأولي منها، وجارٍ البدء في ال 100 الثانية، وذلك في إطار بروتوكول موقع بين البلدين لبناء هذه المدارس بمواصفات متطورة.
ليستمر التعاون الذي أرسي دعائمه الفارس النبيل، ولتقوي رابطة المصير المشترك بمواقف جديدة دافعت فيها الإمارات برئاسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عن مصر في المحافل لإثبات حق شعبها في تقرير مصيره وفي حربه المشروعة ضد الإرهاب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.