أظهرت الكثير من الدراسات الطبية أن كثرة الهموم والأحزان تصيب قلب الإنسان بالاعتلال والمرض، ومن المعروف إن حياتنا العصرية أصبحت مليئة بالتوتر النفسي والضغوط العاطفية المختلفة، سواء في أجواء الأسرة أو العمل، أو بسبب تفاعلات الإنسان مع ما يحدث حوله من أحداث وحروب ومأسي بشرية جسم الإنسان يتفاعل بردود فعل مختلفة علي هذه التوترات، حيث يشارك فيها الجهاز العصبي المركزي ومجموعة الغدد الصماء، والتي تقوم بإفراز كثير من الهرمونات مثل هرمون الأدرينالين الذي يعمل علي رفع الضغط الشرياني وزيادة في تسارع دقات القلب مما يؤثر سلبا علي المريض المصاب بتصلب الشرايين والذبحة الصدرية وارتفاع ضغط الدم . وكبت الإنسان لمشاعره السلبية يزيد من مخاطر هذه الانفعالات، وبالتالي فإن الأطباء ينصحون بتفريغ هذه الشحنات الخطرة ويدعون إلي التخلص منها بشتي الطرق، كالبكاء أوالتحدث إلي الأصدقاء، أوعن طريق اللجوء إلي الصلاة والرياضة والقراءة. ونجد كثير من الناس ينظرون إلي الدموع علي أنها دليل ضعف، ولكن ما لا يعرفونه أن البكاء هو شكل من أشكال التخلص من الإجهاد والعواطف المكبوتة، سواء كانت بسبب الإحباط أو بسبب الفرح، هذا وقد وجد أن للدموع أنواع و فوائد الصحية عدة. حيث قام الدكتور وليام فراي، عالم الكيمياء الحيوية الأمريكي بتقسيم البكاء إلي ثلاث فئات مستندا علي الاختلافات الكيميائية بين أنواع الدموع. فنجد منها: الدموع العاطفية: وهي تُذرف في وقت تشعر الانفعال العاطفي، يمكن أن تكون هذه الدموع بسبب الحزن او الإحباط او الإجهاد أو حتي السعادة. الدموع الأساسية: هي سائل تفرزه الغدد الدمعية، وتعد هذه الدموع ضرورية لحماية العينين من الاصابات البكتيرية والجفاف. الدموع اللا ارادية: هي عمل لا ارادي تقوم به العين لحماية نفسها من الجسيمات الغريبة والمهيجات. أما عن فوائد الدموع فهي تعمل علي ترطيب أغشية العين مما يحسن الرؤية، فجفاف هذه الأغشية يسبب ضبابية مؤقتة في الرؤية. وكباقي أجزاء الجسم، يمكن العثور علي بكتيريا في العينين،. وللدموع خصائص طبيعية مضادة للجراثيم. تحتوي الدموع علي سائل يسمي lisozom يمكنه أن يقتل حوالي 90 إلي 95 بالمئة من البكتيريا التي تتواجد في العين في غضون خمس دقائق. كما أنها تخفف التوتر فعندما نكون تحت ضغط عصبي يحدث في الجسم اختلال وتراكم للمواد الكيميائية، والبكاء يساعد علي الحد من ذلك. ومن المعروف أن الشخص الذي يبكي خلال المواقف العصيبة، لديه مستويات أقل من الاكتئاب. وذلك لأن إطلاق سراح الدموع العاطفية يحفز انتاج هرمونات الغدة الكظرية التي تخفف من إجهاد الجسم. يفيد الدكتور فراي بأن الدموع تحتوي علي الماء العادي بنسبة 98 في المئة، ولكن الدموع العاطفية تحتوي علي هرمونات التوتر، وعلي سموم عدة يتم انتاجها في الجسم نتيجة للضغوط العاطفية. هل تساءلنا يوما لماذا تدمع العين عند تقطيع البصل؟ وذلك لأنه يحتوي علي انزيمات مهيجة للعينين، كذلك عندما تدخل جزيئات الغبار في عينيك، فإنها تبدأ بذرف الدموع، وهذا النوع من البكاء ببساطة يحمي عينيك ويضمن أن يتم غسل الجزيئات الغريبة وطردها خارج العين مع الدموع. كما أن الدموع التي تُذرف لأسباب عاطفية تحتوي علي 24 في المئة من بروتين الألبومين الزائد عن حاجة الجسم، ما يساعد علي تنظيم نظام التمثيل الغذائي في الجسم. أيضا يساعد البكاء علي مكافحة الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم والبدانة ومرض السكر، والتي تصيب الانسان بسبب ارتفاع مستويات الاجهاد. ويمنح البكاء شعورا بالارتياح، ذلك لأن المخ والقلب يبدءان في العمل بشكل مثالي مما يعطي الجسم شعورا بالارتياح.