نتطلع جميعا نحن أبناء هذا الوطن إلي بنائه بأجمل ما نتمني حتي نتمكن من تحقيق مطالبنا وأحلامنا وبخاصة بعد ثورة الثلاثين من يونيو وبعد أن قطعنا مشوارا كبيرا في تحقيق بنود خطة المستقبل حتي وفقنا الله بدستور لائق ورئيس نزيه مخلص اخترناه بإرادتنا ليقود سفينة الوطن إلي بر الأمان علي النحو الذي نأمله من اجل تحقيق النهضة لوطننا الغالي، ولكي نتمكن من تحقيق ذلك وجب علينا جميعا أن نقوم بواجبنا علي أكمل وجه وبتحمل كامل للمسئولية، وأن نؤدي ما علينا من حقوق تجاه الوطن في لحظة تتطلب منا جميعا العون والسند والتضحية والعطاء والعزم والنية الخالصة بالتوكل علي الله حتي ينعم الله علينا بخيره ونصره ومدده عندما نشد الهمة ونلبي النداء نحو ساعة الحسم, وعندها يحق لنا أن نطلب المدد من الله الذي لن يخذلنا ويتخلي عنا أبدا إذا ما أخلصنا النية له وعزمنا علي حب الوطن والحفاظ عليه عندما نتخلص من الأنانية وحب الذات والتخلي نهائيا عن أساليب الغش والرشوة والفساد في حياتنا عندما تخلينا عن مبادئنا وقيمنا وإساءة البعض منا لديننا, وأخذ حق غيرنا بغير وجه حق سواء كان حق الدولة أو حق الأفراد, والتخاذل والتقاعس والسلبية تجاه الوطن وتجاه مؤسساته ومقدراته وثرواته وعدم الإحساس بالفقراء والمهشمين ومن هم بلا عمل، عند ذلك سوف نجد العون والمدد الرباني إذا ما اجتمعنا علي العطاء والإخلاص لحب الوطن بمسئولية جمعية لا فرق فيها بين رئيس وحكومة ومؤسسات وأفراد من حيث التفاني في بذل الجهد والتضحية والعرق والتوحد علي فكرة النهوض بالوطن جميعا كل بحسب قدره ومسئوليته. وقد مر تاريخنا المصري بالكثير من الأحداث التاريخية الصعبة التي واجهته والتي تتشابه مع الوضع الذي نحن عليه الآن, وقد استطاع شعبنا في حينه التغلب عليها والخروج منها منتصرا رافع الرأس عندما وحد إرادته وغلب مصلحة الوطن علي كل المصالح الأخري وعندها حقق المعجزات بعد أن آتاه المدد الرباني لحسن استعداده و توكله علي الله, ومن تلك المعجزات نذكر منها ما قام به هذا الشعب خلال فترة الخمسينات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي وما حققه أبناؤه في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر برغم الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية العصيبة التي كانت تمر بها مصر في تلك الفترة أكثرها قتامة عندما حلت بنا الهزيمة بسبب ما كسبته أيدينا ولخلل وعيب فينا ورغم ذالك تمسك الشعب برئيسه لثقته في إخلاصه وغيرته علي مصلحة الأمة وحرصه علي تحقيق الثأر والنصر سريعا, فبدأت حرب الاستنزاف كخطوة استباقية تمكن خلالها الجيش والشعب من الاستعداد للحرب حتي استعد الشعب وشد مئزره وربط علي بطون أبنائه وتحمل الصعاب وضحي بكل ما يملك لصالح جيشه وتوحد جميع أبنائه علي كلمة واحدة وهي تحقيق النصر، وسعت كل مؤسسات الدولة إلي العمل علي تحقيق ذلك وكانت المؤسسة الفنية خير مثال للعمل بكل فنونها وأنشطتها علي شحذ الهمم والإرادة وتكريس فكرة النصر، ولا ننسي الأغنية الشهيرة للفنان الراحل محمد نوح ' مدد مدد مدد، شدي حيلك يا بلد' التي رددها الشعب قبل حرب العاشر من رمضان حتي كانت دافعا مع كل الجهود الفنية وكل القطاعات المختلفة بالدولة إلي تحقيق النصر العظيم الذي تحقق في لحظة من أروع اللحظات الخالدة في تاريخ المصريين تحققت بصمود واستبسال جنودنا الصائمين، تحققت بإرادة الشعب الفولاذية وإنكار الذات, تحققت بالتضحية بالمال والنفس, تحققت بالخبرة والدهاء والحكمة وحسن الإعداد والتخطيط للمعركة, تحققت بتجاوز أخطاء الماضي والاستفادة من دروسه, تحققت بالدماء والجهد والعرق لكل المصريين, وعندها جاء العون والمدد والنصر من الله في رمضان مكافأة منه علي ما تم تقديمه، تحققت عندما رددنا مقولة مدد مدد شدي حيلك يا بلد التي عملنا بها قولا وعملا وفعلا حتي أصبحت واقعا وحقيقة حققت لنا الكرامة والنصر، إنها مقولة ما أحوجنا إليها الآن ونحن نتطلع مع رئيسنا الحالي إلي أن نصنعها ونعيد تارتها مرة أخري وهي تحقيق المكانة التي تستحقها مصر تلك المكانة التي لن تتحقق إلا عندما نشحذ الهمم ونوحد الجهود والطاقات لكي نعمل جميعا علي أن نعيد بناءها من جديد وأن نضحي ونصبر ونتحمل ونثابر وألا نبخل عنها بكل ما نملك كما يطلب منا رئيسنا الآن عندما صرح مؤخرا بأن مسئولية بناء مصر وتحقيق تطلعات أبنائها هي مسئولية جمعية تقع علي عاتقنا جميعا بلا تفريق وهو ما يتطلب منا الصبر والعمل والعطاء لكي نحقق الغد المنشود الذي نتمناه، ولن يتحقق لنا ذلك إلا من خلال توحيد سواعد وطاقات وإخلاص أبناء هذا الشعب والالتفاف حول القائد الذي اخترناه لقهر كل ما يقف أمامنا من عقبات وتحديات تسعي إلي عرقلة مسيرتنا وأن نصبر ونمتثل لقراراته التي يراها هامة لصالح الوطن وإن شكلت أعباء مؤقتة علي البعض، ولن نتمكن من بناء مصرنا وتحقيق النهضة التي نتمناها إلا من خلال عملنا وهمتنا وإخلاصنا للوطن مع ثقتنا في الله والتوكل عليه خير التوكل حتي يعطينا الله مدده ويفيض علينا بنصره ونعمائه