أكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي أن هناك تجاوبا كبيرا مع دعوة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الي مؤتمر أشقاء وأصدقاء مصر للمانحين. وقال الفيصل- خلال المؤتمر الصحفي المشترك اليوم مع أياد بن أمين مدني أمين عام منظمة التعاون الإسلامي- في ختام فعاليات اجتماع الدورة ال 41 لمجلس وزراء الخارجية الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي ' هناك تجاوب، وكل الموجودين تحدثوا وأيدوا هذه الدعوة، وأنا أعتقد أنه سوف يكون هناك تضامن كبير مع الشقيقة مصر، وهذا ليس بمستغرب، فمصر لها تأثيرها في الساحة العربية والساحة الأفريقية والساحة الدولية، وكل الناس يتمنون الخير لمصر، ومصر بلد اشعاع والمساعدات التي تأتي لمصر وتنمو مصر منها ستعم المنطقة وستفيد غيرها من الدول'. وأضاف أن المطلوب من الدول العربية هو أن تلتف حول بعضها البعض، وهذا يعبر عن مدي حرص خادم الحرمين الشريفين علي ضبط الوضع في الدول المهمة في العالم العربي، وهذا ما يفسر الموقف الصلب الذي يقفه خادم الحرمين الشريفين مع مصر الشقيقة، لأنها هي عماد من أعمدة الصمود العربي، وهذا ما يجعله حريص علي إنهاء المشكلة في سوريا وفي العراق حتي تكون هذه الدول التاريخية ركائز من ركائز الصلب العربي لمواجهة التحديات، وهذا كلها في مجال الهدف الذي ترمي إليه وتسعي إليه الدول العربية بإمكانياتها وجميع طاقاتها لتواجه القضايا، ولكن الدول العربية لا تشكو فقط من الأمور الداخلية، ولكن هناك تعديات خارجية علي الدول العربية يجب صدها'. وأكد الفيصل ادانة المؤتمر للإرهاب بكل أشكاله، وأيا كان مصدره، والرفض التام لكل أشكال الغلو والتطرف، وأهمية التصدي للفكر الضال المؤدي إليه والمنافي للقيم الإسلامية الأصيلة الداعية إلي الوسطية والانفتاح والتسامح والحوار والتعددية. وأعرب عن ارتياحه لما خرجت به الدورة ال 41 لمجلس وزراء الخارجية الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي من نتائج وقرارات سعت للإرتقاء إلي حجم التحديات والمخاطر التي تحيق بالعالمين العربي والإسلامي وما يشهدانه من تغيرات متسارعة ومحاولة التعامل معها من منظور استراتيجي شامل لجوانبها السياسية والإقتصادية والإجتماعية والتنموية كافة، وفي إطار السعي الدءوب لتحقيق أمنه واستقراره والدفع بعجلة التنمية الإقتصادية والإجتماعية، تحقيقا للتطلعات والآمال المشروعة لشعوبنا. وأكد الفيصل أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المحورية للأمة الإسلامية، مشيرا إلي انها حظيت بشرح واف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ونقاش مستفيض في المؤتمر، وفي ظل رفض إسرائيل لكل جهود السلام واستمرارها في نهجها المتعنت، وابتلاعها المزيد من الأراضي الفلسطينية ببناء المستعمرات، والمضي قدما في إجراءات التهويد، وانتهاك القدس الشريف ومحاولة تغيير الوضع الجغرافي والديمجرافي، منوها بأن الإعلان الصادر عن المؤتمر أكد علي الثوابت الرئيسية للعالم الإسلامي التي ينبغي أن تشكل أساسا لأي جهد دولي لحل القضية الفلسطينية وفق مقررات الشرعية الدولية ومبادئها، ومبادرة السلام العربية لبلوغ أهداف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. كما أكد اهتمام المؤتمر بالأمة السورية وامتدادها لتطال العراق، وقال إنه نظرا لما تشهده الساحة السورية من تدهور شديد نتيجة لفشل المجتمع الدولي في وضع حد لهذه الأزمة وامتدادها لتطال العراق وتعمق حالة الاضطراب الداخلي السائد به أصلا الذي ينذر بمخاطر كبيرة نتيجة للسياسات الطائفية التي يعيشها، فمن الطبيعي أن يحظي هذا الأمر بإهتمام المؤتمر، وفي إطار السعي نحو درء الفتن المذهبية وتحقيق اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد بمختلف مكوناته، وعلي مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات فيما بينهم، مع تأكيد الإجتماع علي الوقوف صفا واحدا في محاربة السياسات الطائفية والمذهبية الإقصائية التي أدت إلي ظهور الفتن علي المشهد السياسي لبعض الدول وهددت أمنها واستقرارها وسيادتها بل وهويتها. وأشار وزير الخارجية السعودي إلي إدانة المؤتمر ورفضه لما تتعرض له الأقليات المسلمة في عدد من دول العالم من سياسات عنف وتمييز وتطهير عرقي ضدها في كل من ميانمار وأفريقيا الوسطي وغيرها من الدول ومطالبة المؤتمر للمجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته في حماية هذه الأقليات، والتصدي لكل أشكال الكراهية ضد الإسلام في مختلف المحافل الدولية.